“الإندبندنت” تتوقع اضطربات سياسية وحربًا في الأفق على أثر السد الإثيوبي

- ‎فيتقارير

قالت إندبندنت البريطانية: إن "الحرب تلوح في الأفق بعد تسع سنوات من المفاوضات المرهقة بشأن إبادة النيل من قبل إثيوبيا"، وذلك ضمن تقرير أعده أحمد أبو دوح بعنوان "الدم على النيل هو ما سيحدث إذا واصلت مصر وإثيوبيا حربهما الكلامية على الماء"، حذر فيه من أن مشروع السد الإثيوبي والذي قيمته 5 مليارات دولار سيوضح كيف تسقط مصر من المسرح العالمي!.

وأوضح التقرير أن إمكانية الحرب على مياه النيل متأصلة بعمق في اللاوعي القومي المصري؛ لأن النيل كان دائمًا مصدر الحياة في دولة صحراوية كبيرة.

وأضاف أن هذه الطبيعة القاسية جعلت المصريين، عبر تاريخهم الطويل، يدركون أنه من أجل الحفاظ على تدفق المياه، يجب أن يسكب الدم في بعض الأحيان، حتى في أسوأ حالاتها، لا يمكن لأي حكومة مصرية أن تتحمل جانبًا وأن ترى شعبها يواجه العطش.

وتابع: "لا يزال تجنب الحرب على المياه ممكنًا، ويمكن أن يخرج من شهوة ترامب لجائزة نوبل ويمكن أن يؤدي الضغط الأمريكي على إثيوبيا إلى تنازل في اللحظة الأخيرة، وبالتالي عن حل دبلوماسي للنزاع، وهي نتيجة يأمل الجميع في تحقيقها".

عواقب الفشل

وأشار إلى أنه في الوقت الحاضر، إثيوبيا معزولة، ومصر محاصرة، والحرب تلوح في الأفق.

وعن الموقف في مصر قالت إندبندنت: إن حكومة السيسي تكافح من أجل الحفاظ على مكانتها المرموقة منذ فترة طويلة في الشرق الأوسط وإفريقيا، ولا يستطيع عبد الفتاح السيسي تحمل العواقب السياسية للانخفاض الكبير المحتمل في إمدادات المياه في مصر إذا لم يتم حل مسألة السد، موضحا أنه  سيشمل تأثير الانتقاص بآلاف الهكتارات؛ ما يؤدي إلى هجرة جماعية داخلية محتملة.

وتوقع أن يعيد تشكيل الاقتصاد وجلب احتمال الاضطرابات السياسية بسبب الغضب الشعبي، داعيا دونالد ترامب للمساعدة في التوسط في النزاع قبل أن يتصاعد إلى عنف.

الحرب والسادات

وأشار إلى أنه في عام 1978 فهم الرئيس المصري آنذاك، أنور السادات، الذي وقع معاهدة السلام عام 1979 مع الصهاينة بعد حرب طويلة، طبيعة تهديد الأحادية في إدارة النيل. إثيوبيا المقترحة بناء السدود على قاده منابع النيل الأزرق ليصرح: "المسألة الوحيدة التي يمكن أن تدفع مصر إلى الحرب مرة أخرى هي المياه". بعد عشر سنوات، حذر الأمين العام السابق للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي من أن "الحرب القادمة في منطقتنا ستكون على مياه النيل، وليس السياسة".

محادثات فاشلة

وأكد تقرير الصحيفة البريطانية أنه بعد فشل المحادثات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا، استقروا على الولايات المتحدة والبنك الدولي كوسيط خارجي، وأدت المفاوضات الشاقة التي قادها وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين إلى اتفاق، تعتقد الولايات المتحدة أنه "يعالج جميع القضايا بطريقة متوازنة ومنصفة، مع مراعاة مصالح الدول الثلاث".

واستدركت قائلة: إن إثيوبيا لا تقبل الاتفاقية الجديدة وانسحبت من المحادثات، وهو إجراء يظهر مدى عزلة هذا الاتفاق، وادعى أن الرئيس دونالد ترامب قال أعطيت معلومات "غير دقيقة وغير كافية" عن السد. كان رد مصر: "إذا كانت المياه تعني الكهرباء لإثيوبيا، فهي مسألة حياة أو موت بالنسبة لمصر".

واعتبر التقرير أن السد الإثيوبي هو قاعدة التنافس على السلطة بين عملاقين إقليميين. يقول المصريون إن موقف إثيوبيا الثابت يثبت أنه لم يكن لديها أي نية للتوصل إلى تسوية عادلة. أخبرني دبلوماسي رفيع المستوى في القاهرة أن الإثيوبيين "كانوا يأخذوننا في رحلة طوال الوقت".

وبين أن صعود إثيوبيا "العدواني" – كما ترى مصر – يعوق تعزيز التعاون، وقال: "يبدو أن هدفها الحقيقي هو الهيمنة الإستراتيجية على القرن الإفريقي والنيل".

 

جولة شكري

وتعليقا على جولة وزير خارجية السيسي لعدد من الدول العربية بدأها بالأردن للتذكير بأن السد بالنسبة للقاهرة هو رمز لخطة أديس أبابا لتقليل قوتها.

واستدرك قائلا: "يصر المسئولون المصريون على أن البلاد لا تنكر حق إثيوبيا في بناء السد.

وقال الدبلوماسي المصري نفسه: "لم يكن لدينا أبدًا ضغينة بشأن الرخاء وحق إثيوبيا في التنمية، لكن لماذا يتعين على القاهرة دفع جميع الفواتير؟"