المغرب يحرج الإمارات دبلوماسيًا ويكشف دورها القذر في ليبيا

- ‎فيعربي ودولي

ربما كان أساس الخلاف العضوي بين المغرب والإمارات في ليبيا، هو ما دفع الرباط إلى قرارها باستدعاء السفير والقنصلين من الإمارات إلى الرباط.

وتدعم الإمارات بقوة الجنرال المتقاعد “خليفة حفتر”، بينما لا تنظر المغرب بارتياح إلى هذا الأمر، لا سيما أن علاقاتها جيدة بحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.

واعتبر مراقبون أن القرار المغربي يعبّر عن أزمة غير مسبوقة تهز العلاقات بين المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة اليوم.

وأشارت صحيفة “مغرب إنتليجينس” إلى أنه في الأسبوع الماضي، دعت الرباط سفيرها لدى أبو ظبي، محمد آيت والي، الذي ظل في منصبه لأكثر من 9 سنوات، بالعودة إلى المغرب.

وللتعبير عن غضبها الشديد، أكملت الرباط نقل المكتب واستدعت القناصل المغاربة في دبي وأبو ظبي، وأفرغت سفارتها من جميع المستشارين والقائم بالأعمال، مما قلل من إدارة تمثيلاتها الدبلوماسية في الإطار الإداري البسيط.

أسباب غير ودية

وقالت الصحيفة، نقلا عن مصادر مغربية، إن أسباب هذا الموقف المغربي، وفقًا لمصدر مطلع في الرباط، أن السلطات المغربية فوجئت بالموقف غير الودي للزعماء الإماراتيين الذين لم يعينوا سفيرًا في الرباط لمدة عام تقريبًا.

وأضافت أنه لعدة أشهر كانت القنصلية الإماراتية في العاصمة المغربية تدار بواسطة إطار إداري بسيط. واعتبرت أن ذلك إهانة “المغاربة لا يريدون أن يفوتوها”، بحسب الصحيفة.

وقبل بضعة أشهر، اعتقد المراقبون أن العلاقات ستعود إلى طبيعتها بين الرباط وأبو ظبي بعد عدة أشهر من الاضطرابات، وأن زيارات بعض شيوخ العائلات الحاكمة في الإمارات للمغرب ومنها زيارة لمحمد بن زايد، في يناير الماضي، قد تكون اقترحت مصالحة بين البلدين.

وقال دبلوماسي مغربي، فضل عدم الكشف عن هويته، “هذه الزيارات تمت في محيط خاص بحت”.

وتداول نشطاء صورة تبدو حديثة للعاهل المغربي وولي عهد أبو ظبي في طريق عودته من ألمانيا، بعد حضور مؤتمر برلين حول ليبيا، كشفت وكالة إماراتية عن أن العاهل المغربي، الملك “محمد السادس”، زار “بن زايد” بمقر إقامة الأخير بالمغرب.

ونشر “فرسان الإمارات” الصورة التي جمعت بين “محمد السادس”، و”بن زايد” داخل غرفة مزخرفة على الطريقة المغربية، بينما يرتديان أزياء غير رسمية.

ولفتت المصادر المغاربية إلى أن قادة الإمارات لم يقبلوا “العلاقات الجيدة” التي تحافظ على المغرب وقطر. في صراعه “العصبي” مع الدوحة، ولم يعترف محمد بن زايد مطلقًا بأن الرباط يمكن أن يكون لها موقف دبلوماسي متوازن، أو يمكنها القيام بمهام المساعي الحميدة بين السعوديين والقطريين.

وقال مسئول كبير: إن “المغرب اختار دائما صوت الحكمة ولن يتوقف عن العمل لتقريب المواقف المتباينة لإخوانه في الخليج”.

فرض “العمامرة”

ونشرت الصحف المغربية هجوما على الإمارات، واتهمها باللعب مع فرنسا لفرض مبعوث للأمم المتحدة في ليبيا، خلفا لغسان سلامة الموالي لأبو ظبي، ومن قبله برناردينو ليون العميل للإمارات أيضا.

وقالت الصحف المغربية، إن بين باريس وأبو ظبي تقاربا تاما في القضية الليبية، حيث يقدم كل من إيمانويل ماكرون ومحمد بن زايد دعما ماليا ودبلوماسيا وعسكريا ثابتا لزعيم الحرب خليفة حفتر.

وأضافت أن البلدين يرغبان في إقامة “نظام قوي” في طرابلس، لإجبار الحكومة “الشرعية” الموجودة في طرابلس على إلقاء أسلحتهم والوقوف وراء دكتاتورية رجلهم القوي!.

وكمحاولة من الدولتين لكسب الموقف الجزائري، في حيزهما التنفيذي في ليبيا، سيسعيان لفرض تعيين وزير الخارجية الجزائري السابق والوسيط السابق للاتحاد الإفريقي في عدة صراعات، رمضان العمامرة، وأن اتفاقهما يؤكد دعما جديدا لتعزيز الجبهة المؤيدة لحفتر.