كتب أحمدي البنهاوي:
بعد جلسة صورية، أقر "برلمان العسكر تعديلا في "حكومة" الانقلاب، رؤية "السيسي" للترقيع الجديد، فكان من أبرز الوجوه الدكتور طارق جلال شوقي على حقيبة وزارة التربية والتعليم الفني عوضا عن الشربيني هلال، وشغل "شوقي" منصب مستشار "السيسي" لشئون التعليم" ورئيس المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي التابع لما يسمى بمؤسسة "الرئاسة".
ويرى مراقبون أن إتيان السيسي بـ"د.شوقي" يعكس تعمد قائد الانقلاب سياسة خداع الشعب والكذب عليه، فيظهر بتصريحات خلال كلمته بالمؤتمر الوطني للشباب المنعقد بشرم الشيخ؛ لتؤكد عدم إلغاء التعليم المجاني، وأن لديه قناعة كبيرة بأن التعليم هو الأساس، وضرب "السيسي" مثلًا في كلمته، ضمن فعاليات الجلسة الأولى للتعليم المدمج–رؤية جديدة للتعليم المصري، بأن إحدى الدول قررت أن يكون التعليم المجاني حتى المرحلة الإعدادية فقط، معقبًا: "ولكن لا نستطيع أن نفعل ذلك في مصر، مشيرًا إلى أن إحدى المدارس في الخارج تطبق الأفكار من خلال إجراءات منظمة، ونريد أن نبني الإنسان أولًا".
فضيحة شوقي
ورغم ذلك أتى بمستشاره الذي يرى عكس ما يصرح به المسئول الأول عن الترقيعات والتعديلات والتعيينات للحكومات الإنقلابية المتعاقبة، وتداول نشطاء، عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك مقطع فيديو، من حلقة تلفزيونية للدكتور طارق شوقي، "وزير" التربية والتعليم الجديد في حكومة الانقلاب، كشف خلالها عن موقفه من مجانية التعليم.
ووفقا للفيديو المتداول، قال الأمين السابق للمجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي، التابع للرئاسة: إن تطوير المناهج من صلب اختصاص وزارة التربية والتعليم، مشيرًا إلى أن مشروع تدريب المعلمين تكلف 600 مليون جنيه، ممول من صندوق تحيا مصر.
وأضاف "شوقي"، خلال لقائه ببرنامج "مساء القاهرة"، في الحلقة المذاعة على قناة «ten» بتاريخ ١٤يناير ٢٠١٦، أنه ضد مجانية التعليم، قائلًا: "التعليم في الحقيقة مش مجاني، والأهالي بيصرفوا على أبنائهم في الدروس الخصوصية، وأنا ضد المجانية؛ لأنها غير مقننة".
وتابع: "إحنا مش عاوزين نواجه القضية، ولازم نكون واضحين، هذه مشكلة اقتصادية، لم يتم بحثها حتى الآن".
اجتماع "برلماني"
وخلال اجتماع لجنة التعليم ب"برلمان" العسكر في أول يناير الماضي، ألمح "شوقي" إلى أن المطلوب هو "جراحة عاجلة للتعليم في مصر لإيقاف نزيف الفساد وضرورة وغلق المنشات الخاسرة التي لم تحقق المرجو من إنشائها".
كما اتخذت "حكومة" الإنقلاب مجموعة من الإجراءات على مدار الفترة الماضية، بدأها رئيس المجالس التخصصية التابعة للسيسي طارق شوقي، عندما أعلن عن تحويل الدراسة الجامعية إلى نظام المنح، وربطها بتحقق درجات جيدة للطالب ليتاح له الدراسة المجانية، وفي حال رسوبه يتحمل تكاليف الدراسة، وإذا لم يحقق تقديرًا مرتفعًا يتحمل جزءًا من التكلفة، وهو ما يحتمل أن يتم تطبيقه من العام الجديد، بحسب تصريحاته.
ورأى محللون وصحفيون أن "شوقي" كان هدفه جني أموال كثيرة للدولة، فغير كلمة "مجانية" إلى "منح"، بل وأطلق فكرة ترشيد مجانية التعليم، وشرحها بأن الطالب الذي يحصل على نسبة أعلى من 70% سيحصل على المنحة كاملة، وتتحمل الدولة مصروفاته، ومن يحصل على نسبة ما بين 65% لـ70% يدفع نسبة من المصروفات، ومن يحصل على نسبة ما بين 60% لـ50% يدفع نسبة أعلى، ومن يحصل على نسبة أقل من 50% يتحمل مصروفات دراسته كاملة، مشيرًا إلى أن النسب ستختلف من كلية لأخرى.
من هو
وشغل طارق جلال شوقي، 60 سنة، رئاسة قسم تطبيقات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في التعليم والعلوم والثقافة باليونسكو حول العالم خلال الفترة من عام 2005 حتى عام 2008.
على الرغم من أنه حاصل على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية من جامعة القاهرة 1979، ثم درجة الماجستير في الهندسة عام 1983 من جامعة براون الأمريكية ودرجة الماجستير في الرياضيات التطبيقية عام 1985، والدكتوراه في الهندسة عام 1985.
وعمل باحثا في قسم الميكانيكا بمعهد ماساشوستش للتكنولوجيا خلال الفترة من 1985 حتى عام 1986 ثم تدرج في المسار الأكاديمي بقسم الميكانيكا النظرية والتطبيقية بجامعة إلينوى في مدينة أربانا – شامبين الأمريكية من عام 1986 حتى عام 1998.
وتولى شوقي منصب مستشار اليونيسكو الإقليمي للاتصالات والمعلومات في الدول العربية في الفترة من 1999 إلى 2005.
وحاز شوقي على الجائزة الرئاسية الأمريكية للتفوق البحثي عام 1989، والتحق بمنظمة اليونيسكو عام 1999 حتى سبتمبر 2012.
وتولى طارق شوقى مع اليونسكو المشروع العالمي لتأسيس معايير قياسية لتدريب المعلمين على استخدامات تقنيات الاتصالات والمعلومات في التدريس، قبل أن يعود إلى العمل الأكاديمي عميدا لكلية العلوم والهندسة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة منذ 2012.