ما بين كورونا وقرارات حكومة الانقلاب غير المدروسة، والتي يبدو أنها متعمّدة من وزير تعليم عبد الفتاح السيسي، المدعو طارق شوقي، لنشر الوباء من خلال عدم تنظيم الحصول على شريحة الهاتف، والتي يستخدمها طلاب الصف الأول الثانوي برقم مسلسل للامتحان التجريبي المقرر في 5 أبريل.
ورصد أولياء الأمور والطلاب مأساتهم في زحامهم المشبع بهواء كورونا، في ظل أجواء الحظر والتدافع في أماكن مغلقة داخل السنترالات الحكومية التابعة سابقا لهيئة الاتصالات، والتي استحوذت عليها شركة (WE) التابعة للمخابرات.
كان لسان حال الأهالي حتى لمن ظل صامتا منهم “أغيثونا من القرارات غير المدروسة”، فبداية بتشتيتهم ما بين اختبار تجريبي أو بحث يقدم بالوكالة عن امتحان آخرِ العام، ثم بحشر الجميع أمام المقار الحكومية دفعة واحدة ليتم معهم الإجراء السابق بتمرير الأمر الواقع بالنظام الجديد الخاص بالتابلت، والتي تسرب “الوزارة” إجاباته لفقدان الطالب ومعلم الفصل بوصلة النظام الجديد، لا سيما وأن المواد النظرية أغلبها من خارج منهج (كتاب) الوزارة، وزاد الطين بلة حجم الاستياء الذي قوبل به قرار الوزير، الذي ضرب بانتشار وباء كورونا عرض الحائط.
وطالب أولياء الأمور بحمايتهم وحماية أبنائهم من خطر انتشار العدوى، وضرورة وجود آلية أخرى لتسليم الخطوط لهم عن طريق مندوب من كل مدرسة يقوم باستلام الشرائح وتسليمها للطلاب بالمدرسة؛ منعا للتكدس أو إرسالها على منازل الطلاب عن طريق البريد.
وقال مراقبون، إن المسئولين عن التعليم بحكومة الانقلاب يتفننون في إشاعة البلبلة والقلق بين الطلاب وأولياء أمورهم، وإصدار القرارات التي تبعث على عدم الاستقرار فى نفوس الطلاب الذين أكدوا أن القرار غير مدروس.
وقالت “رشا”: “تزاحم وتدافع لاستلام شريحة التابلت الخاصة بالصف الأول الثانوي.. يا رب يكون وزير التربية والتعليم مبسوط من قراراته غير المدروسة!”.
تزاحم وتدافع لإستلام شريحه التابلت الخاصه بالصف الأول الثانوي 😐
يارب يكون وزير التربيه والتعليم مبسوط من قراراته الغير مدروسه !#فيروس_كورونا pic.twitter.com/9Bf0ja11sh— ★彡 Violet彡★ (@r_r_r_r__2) March 29, 2020
وأضاف “bisss” أن “وزير التعليم بيعمل ده للدولة.. الناس طوابير في البريد علشان السيم كارد بتاع التابلت.. كان ممكن مندوب من كل مدرسة يستلم لمدرسته ويتحاسب مع أولياء الأمور. كمان طالبين شهادة ميلاد أصلية يعني تكدس أمام السجل المدني.. ارحمونا”.
يعني وزير الاتصالات و وزير التعليم ماعندهمش مخ ولا بيفكرو وأتسببوا في تكدس الناس على السنترالات علشان يستلمو شرائح التابلت لأولادهم
كان فيها ايه يا عباقرة زمانكم لو بعتوا شرائح الطلبة على مدارسهم
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل مسئول لا يفكر في مصلحة وسلامة هذا الشعب الطيب pic.twitter.com/yjuYYrDUyL— 🇪🇬hesham abaid🇪🇬 (@heshamabaid) March 29, 2020
ورصدت عدسات صحف الانقلاب أيضا ازدحامًا، الأحد، على فروع شركة we بالمحافظات، أغلبهم من طلاب الصف الأول الثانوي وأولياء أمورهم للحصول على شريحة التابلت، التى سيؤدى الطلاب الامتحان بها، وسط حالة من الغضب بين المواطنين بسبب تلك التجمعات التى تخالف تعليمات الحكومة بمنعها في إدارة مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد.
https://t.co/gNI4aPLHmN?amp=1
لم يتسلموا التابلت
وكشف متابعون عن أن قطاعًا كبيرًا من الطلاب ورغم مرور الفصل الدراسي الأول لم يتسلموا “التابلت”!، وعليه أعلن “شوقي” عن آلية تقييم طلاب أولى وثانية ثانوي، واعتبرهم في حكم “المنازل”!. ونُسب إلى فيروس كورونا السبب في عدم تسلم هؤلاء الطلاب بالصف الأول والثاني الثانوي “التابلت”، إلى الآن.
وقالوا إن هؤلاء الطلاب ممن لم يتسلموا التابلت سيؤدون أبحاثًا بدلًا من الامتحانات، موضحًا أنه سيعلن تفاصيل الأبحاث يوم 5 أبريل المقبل، ليبدأ الطلاب في تنفيذها، وهو نفس موعد الامتحان التجريبي لنظرائهم ممن تسلم التابلت.
حكومة متأخرة
وخلال شهر فبراير 2020م، بدأ فيروس «كوفيد ــ19» المعروف بكورونا ينتشر في مصر في هدوء، وسط تعتيم إعلامي من جانب النظام لم يفضحه سوى حالات الإصابات التي تم الكشف عنها لسائحين من جنسيات مختلفة، ثبت أنهم كانوا عائدين من مصر؛ الأمر الذي وضع نظام الطاغية عبد الفتاح السيسي في ورطة دولية.
وأمام تزايد أعداد الإصابات والوفيات، اتخذ النظام عدة تدابير احترازية على أمل أن تسهم في تحجيم انتشار الفيروس ومنع انتشاره منها:
تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات لمدة أسبوعين بدءا من الأحد 15 مارس وحتى 31 مارس؛ وهو القرار الذي أعلن عنه وزير تعليم الانقلاب طارق شوقي صباح السبت 14 مارس 2020م، ثم قام بحذف تغريدته، لتقوم رئاسة الانقلاب هي بالإعلان عنه مساء في ممارسة انتهازية وتوظيف سياسي للإعلان الذي كان الرأي العام يضغط باتجاهه، وكانت الحكومة ترفض وتماطل حتى أجبرت على الإعلان عنه.
وقال مراقبون: إن تعليق المدارس والجامعات جاء أيضا متأخرا بعد مطالب شعبية ضاغطة وتواتر الأنباء حول تفشي الفيروس في عدد من المدارس، وفي اليوم الذي تم فيه إعلان تعليق الدراسة، تم الكشف عن 8 إصابات بينهم معلمة و7 تلاميذ، كم تم قبلها بيوم غلق مدرسة دولية في الزمالك بعد الكشف عن إصابات لم يتم الإعلان عنها.