من تصريحات وزراء ومسئولي الانقلاب يمكنك أن تدينهم وتضعهم في مكانهم الذي يليق بهم من الإهمال والتأخير، لحين كشف استشراء وباء كورونا عبر 10 محافظات، بحسب متحدث وزارة الصحة بحكومة الانقلاب.
الغريب أن وزير النقل بحكومة الانقلاب، وهو محسوب على أصحاب رعاة البيادة (العسكر)، نفى صلة النقل بوصول كورونا إلى المحافظات، في حين تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا تظهر تكدس العشرات داخل قطار (طنطا القاهرة) و(الفيوم – القاهرة)، وما خفي كان أعظم، فضلا عن عشرات الصور من مترو الأنفاق وحالات التكدس داخله، رغم حظر التجمعات لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
كما شارك كامل الوزير في لقاء مساء الأحد مع الذراع الإعلامية، وائل الإبراشي، ظهر فيه بمشهد المتكبر المتسلط لا المسئول، في وقت سادت فيه حالة من الغضب بين رواد مواقع التواصل، الذين طالبوا بحل هذه الأزمة التي تساعد في انتشار فيروس كورونا المستجد بشكل كبير.
حوار سمج
وكان الحوار التالي بينهما:
الإبراشي: يا سيادة الوزير فيه زحمة في المترو والقطارات زي ما شوفنا في الفيديو
كامل: الفيديو اللي عرضته من يوم الأربع في بداية الحظر.
الإبراشي: مش هتفرق الصور امتى سواء الأربع أو النهاردة.
الوزير: لا هتفرق.. لو عايز تتكلم عن النهاردة اعرض صورا جديدة واعرف وزارة النقل عملت إيه.
الإبراشي: طيب الوزارة عملت إيه؟
الوزير: أنا قلت للأستاذ أحمد موسى والأستاذ عمرو أديب
الإبراشي: يا سيادة الوزير كان فيه زحمة النهاردة.
الوزير: شكرا مع السلامة.
وقال المحامي والحقوقي عمرو عبد الهادي: إن “الجاهل أبو ٥٠% كامل الوزير اللي بيحدف المصريين من القطار عشان تذكرة، بيقول إن مفيش إصابة واحدة بفيروس #كورونا من تكدس المترو، وده طبعا لأن المترو معقم وبيغسل الناس من جوه، وبيعمل فحص #كورونا للي هيركب واللي هينزل.. والله العسكر مسخرة للعالم كله.. السيسي جعل مصر سيرك”.
وساخرا علق “زياد المصري- شباب ضد الانقلاب” على تجول كامل الوزير، اليوم الأحد، بالمترو والقطارات، قائلا: “هو كامل الوزير واللي معاه متابعين أوي ومهتمين وبيبصوا كده ليه وعلى إيه.. حد يفهمهم إن #كورونا ده فيروس.. مش صرصار”.
وكشف أحد رواد تويتر “كريم الماوسي” @kariemelmawsy عن أن “واحد قابل كامل الوزير وزير النقل بيقوله المحطات والموصلات زحمة جدا.. كامل رد عليه قاله متقعد في بيتك”.
واعتبر مغرد آخر، وهو سيد إسماعيل، أن “التكدس كارثي لركاب قطار خط (طنطا -القاهرة).. الحق روح قبل الحظر وابقى سلم على الكورونا.. والله احنا شعوب غلابة وربك هو الحافظ”.
https://www.facebook.com/karim.amer.35325/videos/1112443492456595/
السيسي والوزير
ويبدو أن وجه التشابه بين المنتمين للبيادة متقارب، فكامل الوزير يقلد السيسي في حب اللقطة، حيث أمر بتوزيع الكمامات اليوم مجانا على المغادرين من محطة مصر (قطر الشرق) المتجه للزقازيق، في حين تباع الكمامة العادية بين 8 و15 جنيها!.
ولدى جولة “الوزير” إلى قطار رقم 951 غير المكيف المتجه من القاهرة إلى الزقازيق، للاطمئنان على عدم تزاحم ركابه وتقديم كافة التسهيلات لهم، كان هو وطاقم الوزارة من اللواءات يرتدون الكمامات، في حين كان الركاب بلا كمامات.
وهو ما لن يتكرر على أي نحو يكون فيه الوزير في غير “جولة ميدانية”، وادعى أنه قلل من زمن التقاطر فى مترو الأنفاق وزيادة قطاراته قبل الحظر، بعدما كشفت الصور والفيديوهات المتداولة عن حجم الكارثة وانتشارها وتوسعها.
وفي مشهد لا يخلو من الطرافة، عاين كامل الوزير إجراءات التطهير والتعقيم المستمر لشبابيك التذاكر ومقاعد المسافرين والأبواب، حيث فوجئ الجمهور بعامل من عمال السكك الحديد يتابعه العشرات بين “الوزير” ينثر رذاذ سائلٍ (كلور) ودون ارتداء الملابس المخصصة لذلك.
فضلًا عن أنه كشف أن الحظر الكامل الذي تم خلال الجمعة والسبت الماضيين، والذي ادعى مسئولي الانقلاب أنه من أجل تعقيم المؤسسات والهيئات العامة بينها القطارات والمترو لم يتم تنفيذها كما زعموا!.
10 محافظات
وقررت حكومة الانقلاب عزل عدة قرى ومدن في 10 محافظات احترازيا، ضمن إجراءاتها لمكافحة انتشار فيروس كورونا الجديد، حسبما أعلنت وزارة الصحة، مساء السبت.
وقال المتحدث باسم وزارة الانقلاب “خالد مجاهد”، في تصريح تلفزيوني: إن القرار يشمل عزل هذه المدن والقرى لمدة 14 يوما. ولم يشر “مجاهد” إلى أية تفاصيل حول القرى والمدن المعزولة.
وأوضح أن الوزارة تعزل المدينة أو القرية لمدة 14 يوما حال ظهور عدد من الإصابات المتتالية بـ”كورونا”، مشيرا إلى أن العزل يمنع تحول الأمر إلى عدوى مجتمعية أو الامتداد للقرية أو المدينة بالكامل.
وأكد أن كل أجهزة الدولة تشترك في هذا العزل بتقليل الزيارات، وضمان بقاء الأفراد في المنزل لمدة 14 يوما، واتباع الإرشادات الوقائية.
وادعى المتحدث أن وزارة التضامن الاجتماعي ستوفر الاحتياجات المعيشية لهذه الأسر، قائلا إن وزارة الداخلية ستوفر أيضا الجانب الأمني وستمنع التحركات.