خبراء يكشفون سر ارتفاع أعداد إصابات الطواقم الطبية بكورونا

- ‎فيتقارير

العاملون في المجال الصحي من أطباء وممرضين ومساعدين في مواقع مختلفة التحق الكثير منهم بركب المغادرين، ووجد آخرون منهم أنفسهم في الحجر الصحي أو العزل الطبي؛ لأنهم كانوا منذ اللحظة الأولى لتفشي كورونا على خط المواجهة الأولى عند المسافة صفر.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل بعض الدول، في تقاريرها، أن 10% من عناصر القطاع الصحي أصيبوا بفيروس كورونا، بينما يتزايد القلق من انتشار الوباء أكثر فأكثر بين أعضاء الكادر الطبي في العالم .

تأتي هذه الإصابات في وقت تزداد فيه المخاوف باعتبار أن الكوادر الطبية تعتبر جدار الصد الأول، وهم يتعاملون مع المصابين منذ لحظة الاشتباه في حالاتهم الصحية، وصولا إلى تعافيهم أو وفاتهم.

فقد انتقلت العدوى فعلًا وقتلت أكثر من 105 أطباء في إيطاليا، ونحو 50 آخرين في إيران، و20 في بريطانيا، وترتفع الأعداد سريعًا، وهو ما جعل القلق الذي يشعرون به يتسلل إلى زملائهم في منظمة الصحة العالمية.

قناة “الشرق” ناقشت، عبر برنامج “تغطية خاصة”، كيف تتعامل الدول مع الطواقم الطبية، وإلى أي حد تستطيع الأنظمة الصحية مواجهة حدة انتشار الوباء.

نقص مستلزمات التحكم في العدوى

وقال الدكتور مصطفى جاويش، وكيل وزارة الصحة الأسبق، إن الطواقم الطبية هي خط المواجهة الأول مع فيروس كورونا، سواء في المستشفيات عندما يستقبلون المرضى، وأيضا في التواصل المجتمعي مع المصابين والمشتبه بهم.

وأضاف جاويش أن ارتفاع أعداد الإصابات بين الطواقم الطبية في العالم يؤكد ارتفاع أعداد الإصابات بين المواطنين وضعف الإمكانيات الطبية لدى الأنظمة الصحية حول العالم، ما يجعل الأطباء يعملون في ظروف صعبة من نقص إمكانيات وإنهاك ذهني وعضلي ونفسي.

وأوضح أن نقص الإمكانيات الطبية ومستلزمات التحكم في العدوى يمثل ظاهرة خطيرة على الخدمة الطبية على مستوى العالم، مضيفا أن إعلان الصحة العالمية وصول نسبة الإصابة بين الأطقم الطبية إلى 10% من الإصابات جرس إنذار، ولا بد من الاهتمام بالطواقم الطبية وتوفير جميع المستلزمات للتحكم في العدوى؛ لأن إصابة الفريق الطبي ينتج عنه غلق المستشفى وتوقف الخدمة.

وأشار جاويش إلى أهمية توفير بيئة عمل صالحة للأطباء، وتوفير المستلزمات والإمكانيات والمطهرات وضبط ساعات العمل.

أين المشكلة؟

بدوره قال الدكتور إسماعيل حجازي، استشاري العناية المركزة والحالات الحرجة، إن خطورة فيروس كورونا تكمن في أنه يصيب الجهاز التنفسي وينتشر عن طريق الهواء وملامسة الأسطح.

وأضاف حجازي أن الأطباء الذين يعملون في مستشفيات العزل وداخل وحدات الرعاية المركزة في تلك المستشفيات يأخذون احتياطاتهم، لكن المشكلة الكبرى في الأطباء الذين يعملون في العيادات وأقسام الطوارئ في المستشفيات الأخرى، مضيفا أن مستلزمات الوقاية للأطباء تشمل ارتداء ماسك وغطاء للوجه والعين والرأس بجانب القفازات وهذه غير متوفرة في دول كثيرة.

وأوضح حجازي أن أزمة كورونا كشفت عن أن العالم كان يعطي المنظومة الصحية القليل من الاهتمام، وهو ما أدى إلى انهيار العديد من الأنظمة الصحية حول العالم بسبب كورونا، مضيفا أن نقابة الأطباء في مصر طالبت كثيرا بالاهتمام بالنظام الصحي دون جدوى .

وأشار إلى أن عدد الأطباء في القطاع الصحي في مصر، خصوصا الحالات الحرجة والرعاية المركزة، ضئيل جدا بسبب هروب الكفاءات الطبية المصرية إلى الخارج، مضيفا أن بريطانيا بها 2500 طبيب مصري ومثلهم في ألمانيا وضعف هذا الرقم في أمريكا .