نشرت وكالة “بلومبرج” مقالا للكاتب “أندرياس كلوث” حول الآثار المتوقعة لفيروس كورونا على الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، متوقعا أن يؤدي انتشار الفيروس إلى اندلاع ثورات اجتماعية في أنحاء العالم.
وتوقع خبراء أن يكون لكورنا تأثيرات اقتصادية واجتماعية كبيرة على المجتمعات في كل دول العالم، وأن هذه التأثيرات قد تمتد لثلاث سنوات حتى تتمكن الدول من التعافي والعودة إلى ما كانت عليه قبل كورونا.
الدكتور محمد العقدة، الخبير الاقتصادي، رأى أن أغلب الإصابات والوفيات في الولايات المتحدة بين الأقليات الإفريقية واللاتينية بسبب ارتفاع أعداد المصابين بأمراض مزمنة، مضيفا أن أعلى الإصابات والوفيات في شيكاغو في الأحياء الفقيرة مقارنة بالأحياء الغنية.
وأضاف العقدة، في حواره مع برنامج “وسط البلد” على قناة “وطن”، أن كورونا سيخلّف تغيرات سياسية واجتماعية كبيرة، وسيكون له توابع اقتصادية واجتماعية كارثية؛ نتيجة فشل الحكومات وانفراط العقد الاجتماعي واتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء.
https://www.facebook.com/watanegypt/videos/263397308152925/
وأوضح العقدة أن الجانب الاقتصادي سيشكل عاملًا حاسمًا في اندلاع الثورات الاجتماعية، مضيفا أن الخبراء توقعوا حدوث انكماش في معدل النمو العالمي بقيمة 2%، والآن أصيب الاقتصاد بحالة انكماش، ففي أمريكا بلغت نسبة الانكماش 9% خلال الربع الأول من العام الجاري، ومن المتوقع وصول النسبة إلى 14% خلال الربع الثاني، فما بالنا بالاقتصاديات الضعيفة في مصر والدول النامية.
وأشار العقدة إلى أن انكماش الاقتصاد يؤثر على الدولة ويتسبب في تراجع أرقام الميزانية، كما يؤثر على أرباح الشركات، ويزيد نسبة البطالة كما حدث في أمريكا التي ارتفعت نسبة البطالة فيها 10%، ويتوقع زيادة هذه النسبة خلال الفترة المقبلة، مضيفا أن غياب الشفافية في مصر يحرم المواطنين من التعرف على حجم الأضرار الاقتصادية، متوقعًا حدوث انكماش في الاقتصاد المصري بدرجة تصل إلى 15%.
وذكرت المؤشرات العالمية للشركات الاستشارية أن معدل عودة الاقتصاد العالمي إلى وضعه الطبيعي ستكون على الأقل بعد 18 شهرا بعد انتهاء أزمة كورونا، مرجحا أن تزيد الفترة عن ذلك إلى 3 سنوات، مضيفا أنه سيكون من الصعب على الشركات التي أعلنت إفلاسها أن تعود لما كانت عليه قبل الأزمة.
وتابع: “قطاع السياحة في مصر دُمر بالكامل خلال الفترة الماضية بعد تسريح العمالة وتعرض الفنادق للإفلاس، وسط فشل تام من الدولة في التعامل مع الأزمة، ومعظم السياح القادمين إلى مصر من أوروبا وعقب نهاية الأزمة في أوروبا يحتاج السائح سنة على الأقل لكي يتعافى ماليا ونفسيا للتفكير في السياحة، كما أنه يحتاج إلى فترة كافية لا تقل عن سنة لكي يطمأن أن مصر خالية من الوباء”.
واستطرد: “تحويلات المصريين بالخارج لن تتحسن قبل استقرار الوضع في الخليج وفي ظل اتباع السعودية سياسة السعودة سيترتب على ذلك عودة أعداد كبيرة من المصريين في الخليج، ما يترتب عليه ارتفاع أعداد البطالة في مصر.
https://www.facebook.com/watanegypt/videos/543311846374625/
بدوره قال الدكتور صفي الدين حامد، أستاذ التخطيط الاستراتيجي: إن كورونا سيساعد في ترسيخ فكرة عدم المساواة، والتي بدورها ستدفع شرائح كثيرة من الفقراء إلى الثورة على النظم السياسية والاجتماعية.
وأضاف حامد، في حواره مع برنامج “وسط البلد” على قناة “وطن”، أن نسبة الإصابة في صفوف الأفارقة الأمريكيين كبير جدا، واستبعد الأطباء أن يكون ذلك بسبب وراثي، وأرجعوا السبب إلى الفقر وعدم تلقي الرعاية الصحية بجانب إصابتهم بأمراض مزمنة، في غياب واضح للعدالة الاجتماعية.
وأوضح حامد أن الأوضاع في مصر والدول الأخرى ستكون أسوأ بكثير عنها في أمريكا، فمصر فيها 19 مليون مواطن يسكنون العشوائيات، وهؤلاء ستكون نسب الإصابات بينهم كبيرة جدا بسبب زيادة الكثافة السكانية وغياب الرعاية الصحية وتلوث مياه الشرب والهواء وتكدس المواصلات.
https://www.facebook.com/watanegypt/videos/687644272009902/
وأشار حامد إلى أن مقياس قوة الدول عقب أزمة كورونا سيتغير تماما، ولن تعد قوة الدول تقاس بالجيوش العسكرية والاقتصاديات الكبرى وأجهزة المخابرات، وسيتم استحداث مصطلح الأمن الصحي والمجتمعي”، مضيفا أن الرئيس الأمريكي السابق بارك أوباما كان يخطط لوضع منظومة جديدة للقطاع الصحي في حالة انتشار الأوبئة، وعندما جاء ترامب قضى على المشروع، وأصبحت أمريكا أقل في الأمن الصحي من دول مثل كوريا الجنوبية أو ألمانيا وحتى الصين”.
https://www.facebook.com/watanegypt/videos/2959227404099313/