أحمدي البنهاوي
بعد أيام من إعلان التلفزيون الإثيوبي الرسمي لقاء مستشار العاهل السعودي رئيس الوزراء في أديس أبابا هيلي ماريام ديسالين، الذي دعا السعودية إلى "دعم المشروع (سد النهضة) ماديا والاستثمار في إثيوبيا"، بعد أيام من زيارة أخرى لوزير الزراعة السعودي لأديس أبابا، انطلقت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اليوم الثلاثاء، محادثات رسمية بين وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن، ووزير خارجية إثيوبيا "ورقنه جبيوه".
يأتي ذلك بعد يوم واحد من وصول الوزير القطري إلى أديس أبابا، في أول زيارة له إلى إثيوبيا، منذ تعيينه في منصبه في 27 يناير الماضي.
بالمقابل، لا تخفي القاهرة اعتبارها أن زيارة المسئول القطري والمسئولين السعوديين لأديس أبابا هو تشجيع من الحكومتين الخليجيتين على بناء (سد النهضة)!.
حيث نقلت صحيفة "الوطن"، المنحازة للانقلاب، عن هانى رسلان، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاقتصادية، ود. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، قولهما: إن "المملكة دخلت في مرحلة جديدة من العلاقات، وإنها تجاوزت كافة الخطوط الحمراء، وتقف مع أديس أبابا في قضيتها ضد القاهرة، وإن الزيارة تؤكد أن هناك دعما سياسيا سيقدم إلى أديس أبابا، ومكايدة مباشرة للقاهرة نتيجة مواقفها من القضية السورية"، بحسب طارق فهمي.
وهو نفس ما كرراه، اليوم، في "الوطن"، حيث اعتبر "هاني رسلان" أن "زيارة وزير الخارجية القطري إلى إثيوبيا، ومن قبلها زيارة مستشار ملك السعودية، تشجيع لـ(أديس أبابا) في موقفها من بناء سد النهصة، الذي تعتبره الأداة الرئيسية في تحقيق السيطرة المائية على إفريقيا، ومن ثم تحقيق النفوذ الاقتصادي والسياسي الذي تريد الوصول إليه".
ترحيب إثيوبي
وبحسب "وكالات"، بدأت المحادثات بين وزير خارجية قطر ونظيره الإثيوبي بجلسة مغلقة اقتصرت على الوزيرين، وتحولت لاحقا إلى جلسة موسعة بعد انضمام أعضاء وفدي البلدين إليها.
وقال السفير سليمان كردفاو، مدير دائرة الشرق الأوسط وآسيا وأستراليا في وزارة الخارجية الإثيوبية: إن "زيارة وزير خارجية قطر لإثيوبيا تعتبر تاريخية.. المحادثات القطرية الإثيوبية ستؤسس لشراكة حقيقية في كافة المجالات بين البلدين".
ومن المتوقع أن يلتقي الوزير القطري في وقت لاحق، الرئيس الإثيوبي مولاتو تشومي، ورئيس الوزراء هيلي ماريام ديسالين.
واتفقت إثيوبيا وقطر على استئناف علاقاتهما الدبلوماسية الكاملة، بعد مرور أكثر من أربع سنوات من إقدام حكومة أديس أبابا على قطع علاقاتها مع الدوحة؛ بدعوى أن الأخيرة "تنتهج سياسة معادية" لها، وهو ما اعتبرته الدوحة في حينها "مزاعم وادعاءات ليس لها أساس من الصحة".
وكان قطع العلاقات على خلفية احتفاظ قطر بعلاقات جيدة بين إريتريا التي تتهمها الحكومة الإثيوبية بدعم الجماعات المسلحة المناهضة لها.