كتب- سيد توكل:
"الاعتقال زادنا يقينا وإيمانا بحقنا"، هكذا تؤكد السيدة رضية جبارين، زوج الأسير محمد خالد جبارين (53 عاما) من مدينة أم الفحم، وزادت شعر المقاومة بيتاً بقولها إن زوجها اعتقل بتاريخ 31/3/2016، ووجهت له تهم الرباط في المسجد الأقصى والعضوية في منظمة محظورة هي "المرابطون"، وقد صدر بحقه حكم ظالم لمدة 14 شهرا، تنقضي بتاريخ 2/5/2017، وهى وزوجها وأولادها وجيرانها متمسكون بالأرض.
وتزور جبارين زوجها مرة واحدة في الشهر، وتلتقيه لمدة 45 دقيقة من وراء نافذة زجاجية، بينما دعت حركة المقاومة الفلسطينية حماس للمشاركة في نشاطات وفعاليات الذكرى الـ41 ليوم الأرض، غداً الخميس الثلاثين من مارس، لتكون رسالة واضحة للاحتلال الصهيوني وحليفه الانقلاب العسكري في مصر، بأن مخططاتهم التي تسعى إلى تفريغ القضية الفلسطينية من مقاومتها والتنازل عن الأرض والتوطين في سيناء لا يمكنها أن تمر.
ولم تتوقف مخططات الصهاينة التي تستهدف أبناء الداخل الفلسطيني في أرضهم ومساكنهم ومقدساتهم، منذ النكبة الفلسطينية حتى هذا اليوم، ولم يتراجع غول التهويد واقتلاع أصحاب الأرض الأصليين وتهجيرهم قيد أنملة، أضف إلى ذلك فضيحة السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي الذي ضبط متلبساً بالخيانة في اجتماع تم بالأردن مع رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني، على طاولة التآمر ضد عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم التاريخية.
تدمير المنازل العربية
وتحل ذكرى يوم الأرض هذا العام، في ظل استشراس سياسة الاحتلال في اقتلاع ونهب الأرض، والتضييق على مسطحات البناء، والسعي لتسريع تدمير آلاف المنازل العربية. وتعتبر ذكرى “يوم الأرض الفلسطيني” رمزًا للتشبث بالأرض والهوية والوطن، وعنوانًا لرفض كل سياسات الكيان الصهيوني الساعية إلى سلخ الشعب الفلسطيني من هويته الوطنية والقومية، فبالرغم من أنها الذكرى الـ39 إلا أن الشعب الفلسطيني لا يزال يعتبر “يوم الأرض” حدثًا مهمًا في تاريخ فلسطين، ويحرصون على الاحتفال به أينما كانوا.
وتعود أحداث هذا اليوم لعام 1976 بعد أن قامت السّلطات الصهيونية العنصرية بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذو أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة، وقد عم إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط ستة فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات.
وقبل ثمانية وثلاثين عامًا، وبالتحديد في يوم السبت الثلاثين من شهر مارس 1976، وبعد ثمانية وعشرين عاماً في ظل أحكام حظر التجول والتنقل، وإجراءات القمع والإرهاب والتمييز العنصري، والإفقار وعمليات اغتصاب الأراضي وهدم القرى، والحرمان من أي فرصة للتعبير أو التنظيم، هبّ الشعب الفلسطيني في جميع المدن والقرى والتجمعات العربية في الأراضي المحتلة عام 1948 ضد الاحتلال الصهيوني.
واتخذت الهبّة شكل إضراب شامل ومظاهرات شعبية عارمة، أعملت خلالها قوات الاحتلال قتلاً وإرهاباً للفلسطينيين، حيث فتحت النار على المتظاهرين، مما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين، هم: الشهيدة خديجة شواهنة والشهيد رجا أبو ريا والشهيد خضر خلايلة من أهالي سخنين، والشهيد خير أحمد ياسين من قرية عرَّابة، والشهيد محسن طه من قرية كفركنا، والشهيد رأفت علي زهدي من قرية نور شمس واستُشهد في قرية الطيبة، هذا إضافة لعشرات الجرحى والمصابين، وبلغ عدد الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الصهيوني أكثر من 300 فلسطينيي.
تصعيد المقاومة
من جانبها أكدت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان بمناسبة ذكرى يوم الأرض، على مواجهة “عدونا الغاصب بكل صبر وصمود، حتى استعادة حقنا الكامل في وطننا الحبيب فلسطين”، مشيرة الى اعتبار يوم الأرض يومًا لتصعيد الانتفاضة والمواجهة مع قوات الاحتلال والتصدي لمشاريع الاستيطان الآخذة في الاتساع يومًا بعد الآخر”. هذا ولفت بيان الحركة الى أن “تصاعد العمليات الفدائية ضد عصابات المستوطنين وجنود الاحتلال، ستدفع العدو للاندحار والانسحاب من الضفة المحتلة”.
وفي سياق الحديث عن أهمية “يوم الأرض”، قال البيان إن هذا اليوم “يدلل على وحدة الشعب الفلسطيني في مشروع المواجهة وشكل بذلك ضربة لكل محاولات التفتيت والفصل السياسي والجغرافي التي سعت لها مخططات الاحتلال”.
كما دعا البيان الى “تعزيز المقاطعة بكل أشكالها، وخاصةً المقاطعة الاقتصادية التي نرى أنها سلاحٌ هام وأداة ضغط على الاحتلال، تُحلق ضررًا بليغًا في اقتصادهم، سيسهم في خلخلة منظومتهم الأمنية والعسكرية”.
ووجهت الحركة تحية “لأهلنا الصامدين في أرضنا المحتلة عام 1948 الرافضين التخلي عن هويتهم والتنازل عن أرضهم، والذين رسموا ملحمة يوم الأرض بدمائهم وتضحياتهم، وما زالوا يدافعون بشرفٍ وكرامة عن الوطن والهوية”، اضافة الى “الشعب الأبي الصابر رغم آلام التشريد والغربة، والشعب المجاهد المرابط في القدس الحبيبة والضفة المنتفضة وغزة الصامدة”.
من جانبه وجّه شيخ الأقصى، الشيخ رائد صلاح، التحية إلى المعتقلين وذويهم في ذكرى يوم الأرض، مضيفا "أنهم تاج على رؤوسنا وأنهم قد نابوا عن كل الأمة المسلمة والعالم العربي والشعب الفلسطيني في معركة الانتصار للقدس والمسجد الاقصى المباركين".
وأكد الشيخ رائد في تصريحات صحفية أن "نصرة المعتقلين واجب على الجميع، وأن الالتفاف حولهم واجب على الجميع، ولا يجوز لنا أن نتخلى عنه في يوم من الايام، سيما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا "الساكت عن الحق شيطان أخرس".ش