كتب- محمد مصباح: للمرة الخامسة ظهر قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي مستقلاًّ "دراجة" وسط طلاب الكلية الحربية، وقام السيسي، بزيارة الكلية الحربية فجر اليوم، بحضور وزير دفاع الانقلاب صدقي صبحي؛ حيث تفقّدا مراحل الإعداد البدني لطلبة الكلية. وشارك طلبة الكلية في جولة بالدراجات بشوارع القاهرة، وتناول معهم طعام الإفطار. وقال السيسي للطلاب إن "92 مليون مصري أمانة في أعناقكم" مشيرًا إلى المسؤولية التي تقع عليهم بأن يكونوا قدوة لجميع شباب مصر، فضلاً عن دورهم الذي سيقومون به فور تخرجهم والمتمثل في حماية الوطن والذود عن أرضه، بحسب كلمات السيسي. وسبق أن ظهر السيسي مستقلاًّ دراجة هوائية، قُدّرت قيمتها بنحو 40 ألف جنيه مصري، في 24 يونيو 2014، بشوارع القاهرة الجديدة أحد الأحياء الراقية، ثم ظهر بدراجته في 22 يوليو 2015، حيث بثّت فضائية "صدى البلد" مقطع فيديو للسيسي وهو يتجول بدراجته في منطقة مصر الجديدة أثناء مباراة القمة التي جمعت بين ناديي الزمالك والأهلي. وفي 26 أكتوبر 2016 ظهر السيسي في مشهد احتفائي بالسياح في مدينة شرم الشيخ، وسط حراسة أمنية كبيرة، بدت مرتديةً الزي الرياضي، وقام بالتقاط صور "سيلفي" مع السائحين. مؤخرًا، وفي المعمورة بالإسكندرية، ظهر السيسي ملوّحًا بيديه للمارة على كورنيش الإسكندرية. رسائل تراوحت رسائل ظهور قائد الانقلاب بالدراجة الهوائية، بين الدعوة للتقشف وإظهار قوته البدنية وقربه من المؤسسة العسكرية، ومحاولة توجيه رسالة بالأمن والأمان في مصر عبر السائحين، لجذب السياح لمصر.. والذين تسبب انصرافهم عن مصر في خسائر تقدر بـ9 مليارات دولار سنويًا. أما رسالة اليوم، فلا يمكن تفسيرها سوى بتودد السيسي للمؤسسة العسكرية، التي تقوم بتعويمه سياسيًا وأمنيًا، مقابل منح مالية وأوامر إنشائية ومشروعات بالأمر المباشر. وحاول السيسي أن يتظاهر بالانضباط العسكري واللياقة امام الطلاب، مقدمًا فروض الطاعة لصدقي صبحي على ما يبدو؛ إذ لم يعد أمام السيسي سوى الانصياع والوقوف في طابور المؤسسة العسكرية بعد تدميره مؤسسات البلد بقوانين وتعديلات وتدخلات أفسدت تلك المؤسسات، التي صارت كلها تابعة له، وها هو يحاول التماهي مع العسكر ليل نهار من أجل حمايته.