قال مراقبون إن عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد يسعيان إلى إشعال الحرب مجددا في ليبيا حيث وصلت مؤخرا طائرة شحن عسكرية مصرية إلي سرت لدعم قوات حفتر، بعد أن تسربت أنباء عن مشاركة الطائرات التابعة للجيش في مصر في قصف مواقع ليبية، ولك بالتزامن مع زيارة سرية تسربت أخبارها من تلميحات أعضاء اللجان الإلكترونية التابعة للشؤون المعنوية في مصر على سبيل الابتهاج والفخر، وزيارة أخرى علنية وواضحة المعالم من السيسي إلى فرنسا واستعراض التدخل في ليبيا خلال الفترة المقبلة.
ودعم "حفتر" هذه التطلعات نحو حرب جديدة يدعمها (بن زايد- السيسي- ماكرون) بعد أن قرصن حفتر سفينة تجارية تركية قبل أن يطلقها لاحقا بعد تهديد وزارة الدفاع التركية باتخاذ ما يلزم حيال غباء مليشيات الكرامة (شرق ليبيا) والتي يتزعمها خليفة حفتر، واعتبر الانذار التركي أن كل عناصر "الكرامة" أهدافا مشروعة لها لو لم تقم فورا بإطلاق سراح السفينة وطاقمها التركي.
المحلل الصهيوني إيدي كوهين ألمح هو الآخر بدور في هذا الاتجاه وكتب: "خلينا مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على بيع الإمارات F35 الشبح و طائرات MQ9 المسيرة والتي تتفوق على بيرقدار العصملية.. سوف يتم القضاء على مليشيات أردوغان في ليبيا.. وخليفة حفتر والجيش الوطني الليبي سوف يصل إلى طرابلس الغرب.. حسمناها الآن ..".
زيارة القاهرة
صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية نفت الزيارة التي قام بها حفتر للقاهرة، في حين قال خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي، بمليشيات حفتر إنه ستتم مناقشة ضرورة إنهاء الأزمة الليبية من خلال المسار السياسي، مشددا على أهمية التنسيق المستمر مع مصر للحفاظ على ما أسماه "الأمن القومي المشترك".
ونشر مكتب حفتر بيانا مقتضبا قبل هذه الزيارة تضمن دعما سياسيا لعقيلة صالح وإشادة بدوره في دعم المؤسسة العسكرية التي يقودها حفتر.
تأكيد "الوفاق"
وفي أحدث تصريحات من جانب حكومة الوفاق قال وزير الدفاع الدكتور صلاح الدين النمروش لقناة "فرانس 24": "نرفض أي صفقة من شأنها أن تشمل حفتر"، مضيفا أن "خليفة حفتر مجرم حرب، و لن يتم التوصل إلى اتفاق سياسي مستقبلي معه".
وأكد النمروش أن حكومة الوفاق التي ينتمي إليها تشدد على تجاهل انتقادات فرنسا لدور تركيا في ليبيا، فالشراكة الإستراتيجية بين حكومة الوفاق الوطني وأنقرة واضحة وعلنية، في حين أن الترتيبات بين حفتر وداعميه الأجانب تتم سرا.
وأضاف: "حكومة الوفاق الوطني مستعدة للدخول في محادثات مع الجانب الآخر من أجل التوصل إلى حل سياسي، بشرط تهميش حفتر بشكل نهائي".
متابعة ميدانية
وأصدرت وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوفاق في طرابلس بيانا نشره "المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب" قالت إنها تابعت، ولا تزال، عمليات تحشيد في مناطق سرت والجفرة من قبل مليشيات مجرم الحرب حفتر مدعومة بمليشيات غازية ومرتزقة تم جلبهم من دول أخرى، لم تسمها.
وأضاف البيان أنهم حصلوا على معلومات مؤكدة بتسريب مسلحين على هيئة مدنيين إلى المناطق المحيطة بالعاصمة طرابلس.
وحذرت الوزارة، التي ختمت لقاء على أعلى مستوى مع رئيس ليبيا فائز السراج مؤخرا، من أن "أي خرق أو إقدام على أي عمل عسكري سيتم صدّه وبقوة مؤسستنا العسكرية لحماية الوطن ومؤسسات الدولة"، مشيرة إلى أن "حكم الفرد تجاوزه الزمن".
حشد عسكري
وتمركزت قبل يومين، 50 سيارة تابعة لقوات حفتر في منطقة جرمة شرقي أوباري، ثم تقدمت إلى المقر التابع لحكومة الوفاق حيث حدثت مناوشات بين الطرفين.
وقال "الهادي دراه" الناطق باسم غرفة عمليات سرت الجفرة (تابعة لقوات الوفاق)، لوكالة أنباء الأناضول، إن قوة كبيرة تابعة لمليشيا حفتر هاجمت معسكر علي كنة، ودار اشتباك بسيط، قبل إجبارها على التراجع (دون أن تنسحب).
وأضاف الناطق باسم غرفة عمليات سرت الجفرة أن القوة المهاجمة يترأسها المدعو محمد الحسناوي، برتبة عقيد.
وقال محللون ليبيون إنه إذا سيطرت قوات حفتر على هذا المعسكر فقد يفتح ذلك شهيتها للعودة للغرب الليبي مرة أخرى، وبالتالي تعيد سيناريو الرابع من أبريل 2019، عندما هاجمت مدينة غريان وتقدمت نحو العاصمة طرابلس، وهو ما ينذر بعودة للمعارك مرة أخرى.
واعتبر متابعون أن الهجوم على "أوباري" هو الأول من نوعه الذي تشنه مليشيا حفتر على معسكر علي كنة منذ تحرير جنوب طرابلس في مايو الماضي.
و"أوباري" ثاني أكبر مدينة بالجنوب بعد "سبها"، وغالبية سكانها من الطوارق، حيث يقع فيها حقل الشرارة النفطي أكبر حقول البلاد، وتخضع لسيطرة مليشيا حفتر.