اضطهاد المسلمين فى بورما "ميانمار" لا يتوقف حيث تواصل السلطات التى تسيطر عليها الأغلبية البوذية العنصرية هناك اضطهاد المسلمين وممارسة ضغوط عليهم وتهجيرهم من البلاد. وتشن سلطات بورما، حملة عسكرية وحشية في ولاية "أراكان" ضد أقلية الروهنيجا المسلمة، واضطر أكثر من 1.2 مليون منهم إلى اللجوء الى منطقة "كوكس بازار"، جنوب شرق بنجلاديش.
وفي أغسطس2017، أطلق جيش ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة، حملة عسكرية دامية بحق الروهنيجا، وصفتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية آنذاك بأنها "تطهير عرقي". ووفقا للأمم المتحدة، بلغ عدد الفارين إلى بنجلاديش من القمع والاضطهاد في أراكان نحو، 900 ألف شخص.
وتعتبر حكومة ميانمار، الروهنيجا "مهاجرين غير نظاميين" من بنجلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة بـ "الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم".
إبادة جماعية
تشير الإحصاءات إلى أن عدد مسلمي أراكان في فترة السبعينات من القرن الماضي كان يقدر بنحو مليوني شخص، إلا أن هذا الرقم انخفض إلى ما دون 300 ألف بسبب أعمال العنف الممنهج وموجات الهجرة المترتبة عنها. ووفقا للإحصاءات الأخيرة للأمم المتحدة، يبلغ عدد مسلمي الروهينجا اللاجئين إلى بنجلاديش -هربا من اضطهاد السلطات فى ميانمارنحو 900 ألف لاجئ.
ويصف المسؤولون الأمميون والمنظمات الحقوقية أحداث العنف الممنهج الذى تمارسه السلطات البوذية بحق مسلمي أراكان بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية إلا أن المجتمع الدولى لا يقوم بواجبه لإنقاذ المسلمين المضطهدين فى تلك البلاد. الأضطهاد الذى تمارسه السلطات البوذية فى ميانمار لا يقتصر فقط على مسلمى أراكان، وإنما يوجه ضد المسلمين فى كل أنحاء البلاد وهدف السلطات هو إخلاء البلاد من كل اتباع الديانات باستثناء البوذيين الذين يعتبرون أنفسهم فقط أصحاب الأرض ولهم كل الحقوق، أما غيرهم فعليهم الهجرة إلى بلاد أخرى .
"مسلمو ميكتيلا"
ويُعد مسلمو "ميكتيلا" أقلية مسلمة أخرى تتعرض لاضطهاد البوذيين في ميانمار، بعد أقلية الروهينجا حيث تتسبب الأكثرية البوذية فى إثارة مشاكل عميقة في البلاد، لأنها تعمل على فرض سياسات تفريق وعنف وقتل بحق الأقليات الدينية في الدولة.
في عام 2013، قام متطرفون بوذيون بأعمال عنف بحق المسلمين في منطقة "ميكتيلا" التي تتمتع على -عكس إقليم أراكان– بموقع إستراتيجي وسط البلاد ، إذ تقع على بعد 150 كلم جنوبي العاصمة نايبيداو، وجنوبي ماندالاي ثاني أكبر مدينة فى ميانيمار.
كما تحتوي بفضل موقعها الإستراتيجي على مركز قيادة القوات الجوية العسكرية. ويعيش فيها قرابة خمسين ألف مواطن.
بدأت القلاقل فى هذه المنطقة إثر مشكلة افتعلها متطرف بوذي في محل أحد المسلمين بمدينة ميكتيلا، واندلعت أعمال عنف بين هاتين الشريحتين في 20 مارس 2013، قُتل خلالها 43 شخصا وأُصيب 61 آخرون بجروح. كما تعرضت منازل ومحلات المسلمين لدمار كبير على يد البوذيين، وفق ما أظهرته صور الأقمار الاصطناعية لـ هيومن رايتس ووتش، التى أكدت أن 828 مبنى دُمر بشكل كامل، و35 دمر جزئيا.
مخيمات مؤقتة
وحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 12 ألف مسلم اضطروا لترك منازلهم هربا من أحداث العنف. واُتهم رئيس البلاد آنذاك ثيين سين بعدم التدخل للحد من الأحداث في الوقت اللازم، مما دفعه لإعلان حالة الطوارئ بالمنطقة عقب ذلك. وبالرغم من انتهاء الأحداث الدموية بالمدينة خلال يومين فقط ، فإن الاضطهاد بحق مسلمي ميكتيلا ما زال مستمرا.
وإلى اليوم، يقيم قسم من المسلمين الذين هجروا ديارهم في مخيمات مؤقتة في ظروف صعبة للغاية، إذ يعتمدون على المساعدات لتأمين قوتهم، ويعانون من تسرب المياه للخيام لدى هطول الأمطار الموسمية. ورغم مرور 7 أعوام على أحداث العنف، فإن أداء فرائض العبادة ما زال ممنوعا في 7 مساجد من أصل 13 مسجدا بالمدينة. وتشهد ميكتيلا حالة من انعدام الأمن والاستقرار، بسبب غياب الثقة بين البوذييين والمسلمين.
إغلاق المدارس
من جانبه قال محمد يونس (صحفي مسلم من أراكان) إن سلطات ميانيمار أغلقت كافة المدارس الإسلامية بالمنطقة منذ أحداث العنف عام 2013. وأضاف يونس فى تصريحات صحفية أن ممثلي التجمعات الإسلامية بالمنطقة طالبوا السلطات المحلية بإعادة فتح تلك المدارس، إلا أنها قابلت طلبهم بالرفض وأهانتهم بدلا من ذلك.
وأكد مصطفى يعقوب (مدير فرع جمعية التحالف من أجل الحرية والكرامة في آسيا ومنطقة الهادي) أن الظلم والاضطهاد بحق مسلمي المنطقة ما زال متواصلا. وقال يعقوب فى تصريحات صحفية، إن السلطات الحكومية لا تبذل أية جهود لتهدئة الأوضاع بل تساند البوذيين ضد المسلمين.