وضعت الشيخة مريم إنياس اللبنة الأولى لـ"مجمع شيخ الإسلام الحاج إبراهيم إنياس التعليمي" في العاصمة السنغالية دكار سنة 1984، والذي يعتبر من أهم المؤسسات المحلية لتعليم العلوم الإسلامية والعربية بمنطقة غربي إفريقيا، ويعد أبرز انجازاتها الدعوية قبل رحيلها في 26 ديسمبر الماضي.
كما عاونت الشيخة مريم على تسيير عدة رحلات إلى الحج لمواطنين من دول غربي إفريقيا، وذلك بالتعاون مع بعض فاعلي الخير في دول الخليج العربي وفي إطار منظمة العالم الإسلامي التي كان والدها الشيخ إبراهيم إنياس عضوا فيها، فضلا عن جهود في منح الأمل لعدد من الأطفال المحرومين من التعليم.
رحلت مريم بنت الشيخ إبراهيم إنياس الملقبة بـ"الشيخة مريم" بألقابها الكثيرة عن عمر ناهز 88 عاما، وبقيت جهودها الواسعة في نشر قيم الإسلام في غرب إفريقيا.
وفي ترجمة لها عرضها موقع "الجزيرة نت" أشار إلى أن الراحلة الكريمة شخصية صوفية سنغالية، ارتبط اسمها بتدريس القرآن الكريم حتى لقبت محليا ب "خادمة القرآن". والدها هو الشيخ إبراهيم إنياس الذي يعتبر أحد أبرز شيوخ التصوف بغربي إفريقيا.
التجربة الدعوية
وأنشأت الشيخة مريم إنياس في 1975م، مؤسسة أهلية لتعليم القرآن الكريم أطلقت عليها "دار القرآن الكريم"، إذ تقدر طاقتها الاستيعابية بحوالي 1600 طالب (حسب معطيات المؤسسة لعام 2014).
لم تقتصر جهود مدرستها على السنغال؛ بل خرجت المدرسة على مدار السنوات الأخيرة المئات من حملة القرآن الكريم من السنغال ودول إفريقية مجاورة مثل جامبيا وغينيا بيساو. وطلبتها بين الطلاب الأفارقة الذين يشاركون في المسابقات الدولية لتحفيظ القرآن الكريم.
وحفظت الشيخة مريم إنياس القرآن الكريم وهي ابنة 13 عاما، وبعد حفظه بدأت دراسة اللغة العربية والعلوم الإسلامية على والدها الشخصية العلمية البارزة وزعيم فرع كبير من الطريقة الصوفية "التيجانية".
وأمضت حياتها مدرسة للقرآن الكريم في "مدرسة شيخ الإسلام" بمدينة الشيخ إبراهيم إنياس التي تُعرف اختصارا بـ"مدينة"، وأسست بعد انتقالها إلى العاصمة داكار للاستقرار مع زوجها هناك سنة 1960 مدرسة قرآنية في منزلها، وكانت تشرف بنفسها على التدريس لأطفال الحي الذي تسكنه، ثم تحولت المدرسة إلى قبلة للعشرات من أطفال داكار الراغبين في تعلم القرآن الكريم.