لماذا غاب السيسي وابن زايد عن المصالحة الخليجية؟

- ‎فيأخبار

لقيت القمة الخليجية الحادية والأربعين ترحيبا وإشادة واسعة بصفتها خطوة لتحقيق المصالحة بين دول مجلس التعاون الخليجي وإنهاء الخلاف الذي دام لثلاث سنوات فقدت معه المنطقة الخليجية الهادئة كثيرا من مقومات استقرارها.
لكن وعلى العكس من المسارعة السعودية إلى التصالح مع قطر جاء الموقف المصري والبحريني والإماراتي متحفظا في تفاصيل كثيرة على رأسها التمثيل في القمة والذي جاء من المستوى الثاني فضلا عن الإدلاء بتصريحات محدودة.
تحفظ يصل إلى حد الارتباك والتردد فيما يخص موقف القاهرة في ظل الصمت السياسي والتناقض الإعلامي الشديد في التعاطي مع إعلان المصالحة بين مرحب ورافض لكسر الحصار قبل استجابة الدوحة للمطالب الـ13 لتأتي زيارة وزير المالية القطري إلى القاهرة لافتتاح فندق سانت ريجيس بمثابة اعتراف رسمي بالانخراط في طريق المصالحة.

ليست مصالحة؟
الدكتور أمجد جبريل، أستاذ العلاقات الدولية، يرى أن ما حدث ليس مصالحة خليجية بل تقارب سعودي قطري، مضيفا أن هناك ارتباكا في السياسة الخارجية المصرية تجاه ملف قطر وتركيا وليبيا وسد النهضة.
وأضاف جبريل في حواره مع برنامج قصة اليوم على قناة مكملين، أن مصر استدعيت إلى هذا الحصار استدعاء، وأن المشكلة في الأصل بين الدول الخليجية، فيما ليست هناك مشكلة بين قطر ومصر؛ لكن أريد استحضار الثقل السكاني لمصر والوزن السياسي لتشعر قطر بمزيد من الضغط.
وأوضح جبريل أنه بعد شهرين من الأزمة الخليجية قيل إنه كان هناك تحرك عسكري مصري لقوات من المنامة تجاه قطر،  وأنه استبعد ذلك بسبب الموقف الأمريكي وليس بسبب الموقف المصري، لافتا إلى أن حكومة الانقلاب لم تحسم أمرها بشأن المصالحة بعد.
وتوقع جبريل أن يكون هناك تراجع في حدة الخطاب الإعلامي تجاه قطر في الأذرع الإعلامية للانقلاب، موضحا أن العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية دائما ما تكون بعيدة عن الخلافات السياسية كما حدث إبان توقيع مصر على اتفاقية كامب ديفيد ومقاطعة السعودية والدول العربية لمصر لكن ظلت العمالة المصرية في السعودية كما هي وأيضا إبان الازمة الخليجية لم تتأثر العمالة المصرية في قطر.
وأشار جبريل إلى أن السياسة الخارجية المصرية خاضعة لمصادر التمويل، مضيفا أن تأثير السعودية والإمارات وفي وقت سابق الكويت على المواقف المصرية أكثر من واضح بسبب حزم المساعدات التي تم تقديمها لعبدالفتاح السيسي عقب الانقلاب العسكري في يوليو 2013، مضيفا أن العلاقات العربية لم تصل إلى هذه الدرجة من التردي كما حدث في أزمة حصار قطر.
عبدالمحسن جمعة الباحث والكاتب الكويتي، يرى أن موقف الإمارات والبحرين داعم للمصالحة مضيفا أن وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش رحب بالمصالحة وما نتج عن القمة الخليجية في مدينة العلا، مضيفا أن العلاقات العربية عادة ما تشهد مد وجزر منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
مساع أخرى

وحول التمثيل البحريني في القمة أضاف "جمعة" أنه كان على مستوى ولي العهد ولم يكن منخفضا كما حدث في مؤتمر الكويت للقمة الخليجية عندما أرسلت المنامة وزير الخارجية، مضيفا أنه حتى الآن لا توجد مؤشرات على وجود برودة في الاستجابة للمصالحة.
وأوضح أن هناك معلومات عن مساع كويتية لرأب الصدع بين قطر والبحرين، وستتضح الأمور خلال الأيام المقبلة، مستبعدا وجود تحفظات في الموقف البحريني والإماراتي تجاه المصالحة الخليجية.
ولفت إلى أن السعودية هي عمود دول مجلس التعاون الخليجي وتمتلك حدودا مع جميع الدول الخليجية ولها نفوذ هائل على كل الدول الخليجية بما فيها البحرين والإمارات، كما أن كل الدول الخليجية تتابع تطورات المشهد السياسي في أمريكا وتأثيره على المشهد السياسي في الشرق الأوسط خاصة بعد سيطرة الديمقراطيين على الأغلبية بالكونجرس.
واستبعد جمعة اندلاع مواجهة عسكرية في الخليج خلال الفترة القليلة المتبقية في ولاية ترامب، لأنه من الصعب على ترامب إقناع المؤسسات الأمريكية والعسكرية بشن حرب على إيران أو تكليف إسرائيل بذلك إلا إذا استفزت طهران الولايات المتحدة أو ضربت مصالحها.   
https://www.youtube.com/watch?v=WrEfC_2F9PE&pbjreload=101