قال المسؤول السابق في المخابرات السعودية سعد الجابري، إن عملاء يعملون لحساب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حاولوا استدراج أحد أفراد عائلته إلى القنصلية السعودية في إسطنبول قبل أيام من مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
ووردت الادعاءات الجديدة فى شكوى معدلة قدمت إلى محكمة فيدرالية فى واشنطن يوم الخميس الماضي (4 فبراير 2021م). وبحسب الملف أنه في سبتمبر 2018، حاول المسؤولون السعوديون حمل ابنة الجابري، حصة المزيني، على زيارة القنصلية السعودية في إسطنبول، المدينة التي كانت تقيم فيها، لحملها على تجديد جواز سفرها ثم العودة إلى المملكة العربية السعودية.
وفي مارس 2020، تم احتجاز اثنين من أبناء الجابري البالغين وشقيقه في السعودية، مما أثار اتهامات من قبل الأقارب والمسؤولين الأمريكيين بأنهم محتجزون كرهائن لضمان عودة الجابري.
وتأتي الشكوى المعدلة بعد أشهر من رفع الجابري دعوى قضائية ضد ولي العهد لأول مرة لإرساله فرقة قتل مكونة من 50 رجلاً – يطلق عليها اسم "فرقة النمر" – إلى كندا لاغتياله، وفشلت الخطة فى النهاية بعد أن فشل العملاء من تجاوز دورية الحدود الكندية، وفقا لوثائق المحكمة.
شبكة طلاب
وبحسب الشكوى الجديدة فعندما فشلت خطة أكتوبر 2018، عقد ولي العهد اجتماعا في مايو 2020 ووجه العملاء للشروع في مهمة اغتيال أخرى. وهذه المرة، وبدلا من السفر جوا إلى كندا، فإنهم سيسافرون إلى الولايات المتحدة ويدخلون البلد عبر الحدود البرية، كما ناقش الأفراد في الاجتماع الحصول على فتوى – حكم ديني – لتأييد القتل.
تقول الشكوى إن الجابري تم البحث عنه باستخدام شبكة من الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة، تحت ستار منظمة بن سلمان غير الربحية، مؤسسة MiSK. وجاء في الدعوى أن "عملاء سريين مقرهم الولايات المتحدة أطاعوا عن طيب خاطر هذه التوجيهات، مدركين تماما أن عدم الامتثال يمكن أن يؤدي إلى عواقب مثل تجميد جوازات السفر، والتهديد بالقتل، والترهيب، والتراجع عن المنح الدراسية، ومحاولات استدراج [الطلاب السعوديين] للعودة إلى البلاد".
ولم يوضح ملف المحكمة ما إذا كانت البعثة المزعومة الثانية قد حاولت اغتياله، لكنه يقول إن الجابري واجه تهديدات متكررة على حياته خلال الأشهر القليلة الماضية.
وكانت فرقة النمر، المؤلفة من 50 من أفضل العناصر الاستخباراتية والعسكرية الماهرة في المملكة، مسؤولة عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، داخل مقر القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية في أكتوبر 2018م.
وفي يوم الخميس أيضاً، قدم عضو الكونجرس آدم شيف مشروع قانون بعنوان «قانون جمال خاشقجي للمساءلة عن حرية الصحافة»، من شأنه وقف المساعدات الخارجية الأمريكية وإصدار عقوبات ضد الكيانات والأفراد والمسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان ضد الصحفيين.
وإذا صدر القانون وأصبح قانونا، فإنه سيُلزم وزارة الخارجية أيضا بإنشاء قائمة سنوية بالأفراد الأجانب الذين ارتكبوا "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان" ضد صحفي أو عضو في وسائل الإعلام. وفي الشهر الماضي، أرسل شيف أيضاً رسالة إلى مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية أفريل هاينز يرحب فيها بتعهد إدارة بايدن بإصدار تقرير رفع عنه السرية يتضمن تفاصيل عن من قتل خاشقجي.
فساد محمد بن سلمان
الملف الجديد هو أحدث إجراء تم اتخاذه في معركة قانونية بين الجابري وبن سلمان، وفي الشهر الماضي، رفعت مجموعة من الشركات السعودية التي تديرها الدولة دعوى قضائية ضد الجابري أمام المحكمة العليا في أونتاريو، مدعية أن المسؤول السابق رفيع المستوى دبر مخططاً لغسل الأموال وسرق ما يزيد على 3.5 مليار دولار من المملكة العربية السعودية. وقد نفى الجابري التهم الموجهة إليه، وقال إنه "يرحب بفرصة مواجهة محمد بن سلمان في المحافل القضائية المحايدة".
وكان جابري، وهو مسؤول سابق في الاستخبارات السعودية كان على علاقة عميقة مع وكالة الاستخبارات المركزية، يشكل وسيلة رئيسية لوكالات التجسس الغربية وجهاز الاستخبارات السعودي، وعمل عن كثب تحت ولي العهد السابق محمد بن نايف، الذي أطيح به في عام 2017، ووضع قيد الإقامة الجبرية، وحل محله ابن عمه – بن سلمان – ولي عهد البلاد، وفرَّ الجابري من البلاد قبل انقلاب القصر واستقر في كندا في عام 2018، حيث يقيم حاليا. وقد أخبر مصدر مطلع على وضعه في وقت سابق وزارة الداخلية أن ولاء الجابري لبن نايف ومعرفته التي امتدت لعقود من الزمن بالممارسات الداخلية لوزارة الداخلية القوية في المملكة قد جعله هدفاً لمحمد بن سلمان.
وتقول الشكوى: "إذا كانت الادعاءات الواردة في هذه الشكوى تبدو خيالية، فهذا فقط لأنه من الصعب فهم أعماق فساد المدعى عليه "محمد بن سلمان" والرجال الذين مكّنهم من تنفيذ أوامره". وتضيف "لكن لا يخطئن أحد، فإن محاولة قتل الدكتور سعد، تماماً مثل القتل المكتمل لجمال خاشقجي قبل أيام، لم تكن حادثة لمرة واحدة، بل كانت الطريقة التي كان يعمل بها المدعى عليه "بن سلمان" بانتظام في السنوات التي سبقت الأحداث المشؤومة في عام 2018م.
وتوضح الشكوى ــ بحسب ميديل إيست آي ــ أن معرفة الجابري بأسرار الرياض و"صلته العميقة بالحكومة الأمريكية، هي بالضبط السبب الذي يجعل المدعى عليه "بن سلمان" يريد موته، وكان المتهم بن سلمان مستعداً للوصول إلى داخل الولايات المتحدة لتحقيق ذلك".
https://www.middleeasteye.net/news/saudi-arabia-saad-al-jabri-amended-complaint-mbs-second-plot
