هنّأت جماعة "الإخوان المسلمين" الأمة الإسلامية بذكرى مولد النبي عليه الصلاة والسلام، مجددين تمسكهم بشعارهم الخالد "الرسول قدوتنا" في كل الظروف والأحوال، في السراء والضراء، في إدارة الدولة و في مقاومة الانقلاب حتى ينتصر الخير وتعود الحقوق إلى أهلها.
وأهابت "الإخوان" في بيان لهم مساء السبت 10 ديسمبر، بالأمة "أن تقتفي أثر نبيها صلي الله عليه وسلم، "الذى علم الدنيا كلها كيف يكون العدل في الرضا والغضب، لا يعاقب بلا جريمة، ولا يأخذ أحداً بجريرة غيره، ولا يشتط في حكمه، ولا يقسو في عقوبته، ولا ينتصر لنفسه، ويعامل عدوه بشرف ومروءة؛ فلا يعرف الغدر إليه طريقاً، ولا تعرف الخيانة إليه سبيلاً، وإذا قاتل لا يأخذ علي غرة، ولا يقتل طفلاً ولا امرأة ولا شيخاً فانياً ولا عابداً في صومعته، ولا آمناً في بيته، ولا يهلك حرثاً ولا نسلاً، ولا يبيح سلباً ولا نهباً ولا انتهاكاً للحرمات، ولا ترويعاً للآمنين".
داعية إلى تعليم الأبناء "سنة نبيكم وسيرته المطهرة العطرة، وعلموهم العزة في غير ذل وألا يقبلوا الضيم، ولا ينزلوا أبدأ على رأى الفسدة، ولا يعطوا الدنية في دينهم"، وألا "ينسوا المستضعفين في كل مكان، من دعمكم ودعائكم، وتذكروا أن المسجد الأقصى -مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم– ينتظركم لتحرروه فاعملوا ليوم نلتقى في ساحات النصر في المسجد الأقصي المبارك".
نص البيان
بيان من "الإخوان المسلمون" في ذكرى مولد الهادي البشير عليه الصلاة والسلام
في ذكري مولد الهدي والنور، والرحمة والإنسانية، يتوجه الإخوان المسلمون إلي الأمة الإسلامية في كل مكان بالتهنئة بهذه الذكري العطرة ويهيبون بالأمة أن تقتفي أثر نبيها صلي الله عليه وسلم، فهو ينبوع الرحمة، وعنوان الإنسانية الفاضلة، والأخلاق الكاملة، والمثل الرفيعة. فقد جمع الله تعالي فيه ما تفرق في المصطفين الأخيار من خلقه، وختم به كلمة السماء إلي الأرض، وجعله قمة سامقة في كل ما يسعي إليه الفضلاء ويطلبه العقلاء؛ ويكفيه أن الله تعالي مدحه بقوله سبحانه: ﴿َوَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (القلم: 4).
وفى ذكرى مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم يؤكد الإخوان المسلمون تمسكهم بشعارهم الخالد "الرسول قدوتنا" في كل الظروف والأحوال، في السراء والضراء، في إدارة الدولة و في مقاومة الانقلاب حتى ينتصر الخير وتعود الحقوق إلى أهلها، مقتدين في ذلك بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم. الذى علم الدنيا كلها كيف يكون العدل في الرضا والغضب، لا يعاقب بلا جريمة، ولا يأخذ أحداً بجريرة غيره، ولا يشتط في حكمه، ولا يقسو في عقوبته، ولا ينتصر لنفسه، ويعامل عدوه بشرف ومروءة؛ فلا يعرف الغدر إليه طريقاً، ولا تعرف الخيانة إليه سبيلاً، فإذا عاهد كان الوفاء عنوانه، وكان البر والقسط منهجه. وإذا قاتل لا يأخذ علي غرة، ولا يقتل طفلاً ولا امرأة ولا شيخاً فانياً ولا عابداً في صومعته، ولا آمناً في بيته، ولا يهلك حرثاً ولا نسلاً، ولا يبيح سلباً ولا نهباً ولا انتهاكاً للحرمات، ولا ترويعاً للآمنين.
كما يقتدون به صلى الله عليه وسلم في بذله الجهد والعرق، وتحمله الجحود والإساءة، وصبره على الأذى الشديد من قومه وهو يحمل الخير لهم، ويسعى بكل ما يستطيع لإخراجهم من الظلمات إلى النور ومن الظلم إلى العدل ومن الفقر والضيق إلى الثراء والسعة حتى هداهم الله به وحولهم من رعاة غنم إلى قادة أمم.
والإخوان المسلمون يناشدون الأمة كلها في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم بأن يُرُوا الدنيا بأسرها أن ميراث محمد صلي الله عليه وسلم لن يضيع، وأن نصر الإسلام قادم.. شاء من شاء.. وأبي من أبي،"هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" (33التوبة)
فعلموا أولادكم سنة نبيكم وسيرته المطهرة العطرة، وعلموهم العزة في غير ذل وألا يقبلوا الضيم، ولا ينزلوا أبدأ على رأى الفسدة، ولا يعطوا الدنية في دينهم متمثلين قوله صلى الله عليه وسلم " لو وضعوا الشمس في يمينى والقمر في شمالى على أن أترك هذا الأمر ماتركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه"
ولا تنسوا إخوانكم المسلمين المستضعفين في كل مكان، لا تنسوهم من دعمكم ودعائكم، وتذكروا أن المسجد الأقصى – مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم – ينتظركم لتحرروه فاعملوا ليوم نلتقى في ساحات النصر في المسجد الأقصي المبارك، ويوم نسعد باللقاء على حوض النبي صلي الله عليه وسلم لنشرب بيده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبداً، وما ذلك على الله بعزيز.
والله أكبر ولله الحمد
الإخوان المسلمون
القاهرة: السبت 11 ربيع الأول 1438هـ، الموافق 10 ديسمبر 2016م