لماذا رفض الأتراك عرضا صهيونيا بتقديم مساعدات لإطفاء الحرائق؟

- ‎فيعربي ودولي

الشعوب الحرة تأبى كرامتها أن تتلقى مساعدات من المجرمين، لا سيما لو كان المجرم بحجم كيان شيطاني صهيوني، ورفضت أنقرة عرضا صهيونيا لمساعدتها في إخماد حرائق الغابات التي اندلعت بشكل غامض ومخيف، وقتل ثمانية أشخاص على الأقل في حرائق الغابات التي اجتاحت جنوب تركيا ودمرت منتجعات ساحلية وأجبرت السياح على الفرار.
وفي وقت سابق وأثناء الحرب الأخيرة على غزة، وصف أردوغان إسرائيل بأنها دولة إرهاب، وكان لافتا ربط أردوغان المنطلقات التي تتحرك بها تركيا ضد الظلم في القدس وسائر المدن الفلسطينية بنفس المنطلقات التي دعمت لأجلها نضال أذربيجان في استعادة أراضيها المحتلة من قبل أرمينيا.

أزمة حرائق
وتلتهم النيران الغابات منذ أيام واضعة تركيا في مواجهة أسوأ أزمة حرائق منذ عقد، على طول السواحل التركية على البحر المتوسط وبحر إيجة، أحد المناطق السياحية الرئيسية في البلاد.
وقالت السلطات التركية الاثنين، إنها "احتوت أكثر من 130 حريقا، ولا تزال جهود مكافحة الحرائق مستمرة، وأظهرت مقاطع فيديو مؤثرة خلال عطلة نهاية الأسبوع، إجلاء السياح من المنتجعات الشاطئية بالقوارب، بمشاركة سفن خفر السواحل التركية في عمليات الإنقاذ، وأظهرت صور الأقمار الصناعية غابات شاسعة محترقة بعد أن التهمت النيران ما يقرب من 250 ألف فدان".
ومنذ عام 2016 كانت إسرائيل المبادرة لإنشاء حلف عدواني ضد تركيا بالتعاون مع الانقلاب بمصر واليونان وجنوب قبرص لإدارة عمليات التنقيب في مياه شرق المتوسط، كما وساهمت في دعم موقف اليونان ومصر المناوئ لتركيا ومخططاتهما لبخس أنقرة حقها في جرفها القاري ومحاصرتها في بضع أميال بحرية، لتهئية الأرضية أمام مشروع إسرائيلي لمد أنابيب الغاز إلى الدول الأوروبية من جهة، والاستفراد بثروات البحر من جهة أخرى.
وتشير وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن "عشرات الاجتماعات والزيارات عقدت خلال السنوات الماضية بين الأطراف التي تشكل الحلف الإسرائيلي، وزادت منذ أعلنت تركيا أن "لا مكان لأي مشروع في المتوسط في منأى عنها ودون الرجوع إليها".

إسرائيل الدولة الإرهابية 

ومع البدايات الأولى للاعتداءات الصهيونية على سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، وصف الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إسرائيل بـ"الدولة الإرهابية".
وهو توصيف سبقه إليه رئيس الوزراء الراحل، بولنت أجاويد، الذي كان أول مَن أطلقه في أعقاب الهجوم على مخيم جنين، وفي كل مناسبة، يسارع إردوغان إلى عقد اجتماعات وإصدار بيانات، ولا سيما في مرحلة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الذي وصل بعبثه بالقضية الفلسطينية إلى القمة، مع اعتباره القدس عاصمة لكيان العدو الصهيوني، واعترافه بالجولان المحتل جزءا من أراضيها.
غير أن عوامل متصلة بالعلاقات التركية الأمريكية تدفع للاعتقاد بأن تركيا معنية بالتطبيع مع كيان العدو الصهيوني، إذ أن أردوغان يتعرض لحملة غربية أمريكية كبيرة منذ حوالي السنة لأسباب ظاهرها واقع الحريات في تركيا والتضييق عليها واتهام أردوغان الغرب بأنه يسعى لإسقاطه عبر الانقلاب الفاشل في العام 2016.
ولا ننسى كذلك أن تركيا بلد أطلسي لا يمكن مهما بلغت الانعطافات في سياساتها الخارجية أن تخرج من قيودها الأطلسية التي يبدو أنها هي راضية عنها، بل تستخدمها عند الضرورة لمصالحها بمعزل عمن هو في السلطة في تركيا، علمانيين أو إسلاميين.
وجمدت العلاقات الدبلوماسية بين تركيا و"كيان العدو الصهيوني" عام 2010 إثر اعتداء الأخيرة على سفينة "مرمرة" المتجهة لقطاع غزة المحاصر، ورغم أن الجانبين أعادا تطبيع العلاقات بينهما في 2016، فإنها لم تعد إلى سابق عهدها.
ومع الإجرام الصهيوني مع مسيرات العودة في غزة ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس عام 2018، سحبت تركيا سفيرها من تل أبيب وأعلنت السفير "الصهيوني" شخصا غير مرغوب به على أراضيها.
ومنذ ذلك الحين، تتسرب لوسائل الإعلام أنباء عن لقاءات بين البلدين أو عن احتمال تطور العلاقات بينهما، من دون تحقيق ذلك على أرض الواقع.