الخطة الصهيونية الاستيطانية الجديدة.. «ضربة خطيرة لحل الدولتين»

- ‎فيعربي ودولي

نشر موقع الجزيرة تقريرا سلط خلاله الضوء على مشروعات الاستيطان الضخمة في قلب فلسطين بين رام الله والقدس الشرقية مؤكدا أنها "ستكون المسمار الأخير في نعش دولة فلسطينية قابلة للحياة".

وبحسب التقرير الذي ترجمته "بوابة الحرية والعدالة" "تمضي الحكومة الإسرائيلية قدما في خطة لتسوية إسرائيلية جديدة ضخمة يمكن أن تدمر حل الدولتين والآمال الفلسطينية في إقامة دولة مستقلة".

وفي تقرير صدر في 8 أغسطس، قالت منظمة السلام الآن الإسرائيلية إن "خطة لإنشاء 9000 وحدة سكنية بالقرب من مطار عطروت  بين أحياء كفر عقاب وقلنديا والرام الفلسطينية جنوب رام الله  تمضي قدما".

وأضاف التقرير أنه "إذا تم تنفيذ هذه الخطة، فستكون أول مستوطنة جديدة في القدس الشرقية منذ أن بنت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو مستوطنة هار حوما في عام 1997".

وقالت منظمة السلام الآن "هذه خطة خطيرة للغاية قد توجه ضربة لحل الدولتين"، ويقع الحي المخطط له في قلب الاستمرارية الفلسطينية الإقليمية الحضرية بين رام الله والقدس الشرقية، وبالتالي سيمنع إمكانية قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

وقالت المنظمة إنه «يجب على الحكومة إزالة الخطة من جدول الأعمال على الفور وإرجائها». 

وستناقش لجنة التخطيط في منطقة القدس الموافقة النهائية على الخطة في بداية ديسمبر، وبمجرد إقرارها ونشرها، ستصدر تصاريح البناء.

 

المنطقة الإسرائيلية المبنية

تخضع المنطقة جيم من الضفة الغربية، التي تشكل 60 في المائة من الأراضي المحتلة، للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، حيث تستخدم الإدارة المدنية الإسرائيلية معظم الأراضي لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية الحالية، وهي غير قانونية بموجب القانون الدولي، وإنشاء مواقع استيطانية جديدة من قبل المستوطنين المتشددين.

وتعمل السلطات الإسرائيلية بالفعل على خطتها E1، والتي تتضمن إنشاء منطقة مبنية إسرائيلية متجاورة تمتد من القدس إلى مستوطنة معالي أدوميم – 11 كيلومترا (5 أميال) خارج الخط الأخضر، أو الحدود المعترف بها دوليا التي تفصل إسرائيل عن الضفة الغربية، ويجادل النقاد بأن الضفة الغربية تشبه الآن بانتوستان بسبب عدم وجود أرض فلسطينية قابلة للحياة ومتجاورة.

وقالت جماعة عير عميم الحقوقية الإسرائيلية في إشارة إلى منطقة E1 «سيؤدي ذلك إلى منع الربط الشرقي للقدس الشرقية بالضفة الغربية وفصل رام الله وشمال الضفة الغربية عن بيت لحم وجنوب الضفة الغربية».

 

سبل العيش المفقودة

ستجتمع الإدارة المدنية يوم الثلاثاء للموافقة النهائية على بناء حوالي 2000 وحدة سكنية جديدة في جميع أنحاء الضفة الغربية، لا تتعلق بمنطقة E1 أو مستوطنة أتاروت الجديدة.

وفي خطوة نادرة، ولتخفيف الإدانة الدولية، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت على تخصيص 900 منزل منها للفلسطينيين، وبينما تمضي البيروقراطية الإسرائيلية وحركات المستوطنين الإسرائيليين قدما في الاستيلاء على الأراضي الواقعة في المنطقة جيم، فإن معاناة الفلسطينيين على الأرض مستمرة.

وتقع بلدة حزما الصغيرة، في طريقها إلى أريحا، في المنطقة جيم بين نقطة تفتيش عسكرية إسرائيلية وجدار الفصل وأربع مستوطنات إسرائيلية غير قانونية هي ( نيف يعقوب، وبيسغات زئيف، وأناتوت، وجيفا بنيامين )، تعاني عائلة الخطيب حاليا من تدمير 15 من منشآتها التجارية والزراعية قبل عدة أسابيع لإفساح المجال لتوسيع طريق يؤدي إلى المستوطنات.

وقال عصام الخطيب للجزيرة "جاء الجنود في 4 أغسطس في حوالي الساعة 3:30 صباحا وضربوا العديد من الشباب قبل استخدام الآلات الثقيلة لتدمير ورش غسيل السيارات والميكانيكا والإصلاح الكهربائي، وهو مبنى كبير لدينا للماعز، وكذلك جزء من منزلنا، كان والدي يدير هذه الأعمال لأكثر من 20 عاما ونقدر خسائرنا الاقتصادية بنحو 622 ألف دولار، لقد فقدنا الآن سبل عيشنا التي يعتمد عليها ما يقرب من 30 من أفراد الأسرة".

 

حالة اليأس

ونفذت عمليات الهدم سرا، وفقا للمحامي مدحت ذيبة، عقب التماس قدمته جماعة المستوطنين ريغافيم في يونيو إلى المحاكم الإسرائيلية، ومع ذلك وعلى الرغم من رفض المحاكم الإسرائيلية الالتماس الأصلي، أصدرت السلطات الإسرائيلية أوامر هدم جديدة يتم تنفيذها في غضون 24 ساعة عندما تكون المحاكم في إجازة، بحسب ما أفاد ذيبة لوكالة وفا للأنباء.

وقالت الأم نهاد الخطيب البالغة من العمر 61 عاما لقناة الجزيرة "تم نقل زوجي عبد العزيز البالغ من العمر 75 عاما إلى المستشفى بسبب مشاكل في القلب وتم نقله إلى المستشفى منذ أيام". نحن جميعا في حالة من اليأس ونخشى أن يتم تنفيذ المزيد من عمليات الهدم في المستقبل حيث أعدنا بناء بعض المباني".

تقول منظمة بتسيلم الإسرائيلية الحقوقية إن "سلطات الاحتلال تنفذ منذ عقود سياسة تهدف إلى طرد المجتمعات الفلسطينية، في إشارة إلى السياسات في المنطقة ج من الضفة الغربية المحتلة".

وقال تقرير بتسيلم «لقد جعلوا الظروف المعيشية بائسة ولا تطاق في محاولة لحمل السكان على المغادرة، ظاهريا بمحض إرادتهم». وبموجب هذه السياسة، تحظر السلطات أي بناء لهياكل سكنية أو عامة في هذه المجتمعات، وترفض ربطها بشبكات المياه والكهرباء، وترفض تعبيد الطرق المؤدية إلى المجتمعات. وفي غياب أي بديل آخر، يبني السكان دون تصاريح، تصدر الإدارة المدنية أوامر بهدم المباني.

وأضاف التقرير«في بعض المجتمعات، هدمت العائلات منازلها عدة مرات». وقالت بتسيلم إن "الإدارة المدنية دمرت أيضا البنية التحتية التي وضعها أو ركبها السكان مثل صهاريج مياه الأمطار والطرق والألواح الشمسية لتوليد الكهرباء، وصادرت خزانات المياه أو قطعت أنابيب المياه".

ليس فقط عائلة الخطيب هي التي دمرت حياتها بسبب عمليات الهدم ولكن أيضا موظفيها، كان مصطفى عايش، من بيت لحم، يعمل ميكانيكيا في إحدى ورش العمل لمدة عام، ولديه زوجة وأربعة أطفال وقال عايش لقناة الجزيرة "أنا الآن عاطل عن العمل وأحاول العثور على المزيد من العمل في بيت لحم لكن هناك القليل جدا من فرص العمل هناك".

 

ماذا يمكننا أن نفعل؟

وكان عمار أبو سخيدم وإبراهيم طهبوب، وكلاهما من الخليل، يعملان في أحد مرافق الإصلاح الكهربا21ئي التي يملكها الخطيب، وفيما بينهم، كانت رواتبهم تكفل 25 من أفراد أسرهم في الوطن في الخليل. وقال طهبوب لقناة الجزيرة «نحن قلقون بشأن كيفية بقاء عائلاتنا وكيف سنتمكن من إعالتهم».

ومن المفارقات أن عددا كبيرا من زبائن الخطيب كانوا مستوطنين إسرائيليين من المستوطنات المجاورة؛ لأنهم تمكنوا من غسل وإصلاح سياراتهم في حزما بتكلفة أرخص بكثير مما كانت عليه في إسرائيل، وبينما كانت قناة الجزيرة في الموقع، جلس العديد من المستوطنين بالقرب من موقع منشأة غسيل السيارات المهدمة وغسلت سياراتهم باليد.

وقال عصام خطيب لقناة الجزيرة «إنهم يعرفون ما حدث، لكنهم لا يهتمون لأننا نقدم لهم خدمة جيدة ورخيصة، ونحن في أمس الحاجة إلى أي عمل وكسب لقمة العيش لدرجة أننا ما زلنا نأخذهم كعملاء لكسب بضعة دولارات. ماذا يمكننا أن نفعل؟".

https://www.aljazeera.com/news/2021/8/17/new-israeli-plan-a-final-nail-in-coffin-of-two-state-solution