في الوقت الذي وصل فيه رئيس الوزراء الصهيوني "نفتالي بينيت" إلى واشنطن، أعلن مباشرة لاءاته الثلاثة والتي كشفها الإعلام العبري وهي "لا دولة فلسطينية، ولا وقف للاستيطان، ولا رفع للحصار عن غزة" في ظل تقارب بين المنقلب في مصر وقيادات الاحتلال بوجه الأشقاء في غزة، يوازيه تجميد للصراع بالضفة، بمساعدة سلطة محمود عباس وبعض الأنظمة العربية مثل الرياض وأبوظبي.
وطرحت ورقة تحليلة في هذا الإطار المعاكس لرغبات فصائل المقاومة الفلسطينية عدة سيناريوهات للتوصل إلى أبعاد التصعيد الذي تقوده حماس والجهاد في غزة العزة بوجه المحتل الصهيوني.
تصعيد واقع
"التصعيد المتبادل بين حماس وإسرائيل إلى أين؟" هو عنوان الورقة التي نشرها موقع "الشارع السياسي" وقالت إن "التصعيد هذه الأيام وصل لأعلى مستوى منذ اتفاق وقف إطلاق النار بعد حرب سيف القدس أو حرب الـ 11 يوما في مايو 2021".
وأنه في ضوء قراءة الأسباب وأشكال التصعيد توقعت ما سيكون عليه المستقبل الفلسطيني خلال الأيام القادمة، والذي ينحصر بين ثلاثة سيناريوهات (الحرب – استمرار التصعيد لتحقيق مكاسب – تهدئة الأوضاع بسبب الظروف الاقتصادية بعد تدخل القوى الكبرى).
سيناريو الحرب
وأضافت أن "السيناريو الأول، هو سيناريو الحرب، وهو أن تتبلور أحداث التصعيد، لتكون حرب شاملة بين الطرفين، وما يدعم هذا السيناريو التقارير الصحفية لإعلام الاحتلال".
واستندت في توقعها إلى تقرير لصحيفة هآرتس العبرية التي رجحت أن "حماس في غزة تستعد لجولة جديدة من القتال على خلفية الأحداث على الحدود قبل يومين".
وأضافت أن "ترسانة صواريخ حماس حاليا كافية لخوض جولة جديدة من القتال، لأنها لم تتضرر كثيرا خلال الهجوم الأخير على القطاع".
وادّعت أن "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ترصد تحديثا بطيئا لعملية إنتاج الصواريخ".
وأشارت إلى أن حماس بعثت برسائل عبر وسطاء تقول فيها إن اختراق مئات الشبان حدود المظاهرة قبل يومين لم يكن مخططا، لكن تل أبيب تشكك في ذلك".
ولفتت الورقة إلى أن الحرب تعني الكثير من الانهيار، بظل معاناة غزة والواقع الإنساني السيئ، بتدمير 1500 وحدة سكنية في العدوان الأخير، ونسبة الفقر بلغت 64% ، وانعدام الأمن الغذائي بلغت 67%، والاحتلال ما زال يعاني من تفشي "كوفيد 19" وأن "ضريبة الحرب واستدعاء الاحتياطي ذات تكلفة اقتصادية عالية".
تصعيد مستمر
وطرحت الورقة رؤية من الجانب الفلسطيني يشر إلى أن "السيناريو الثاني، يتمثل في استمرار التصعيد إلى أن يحقق أحد الطرفين أهدافه دون الوصل إلى حرب".
ونقلت عن سليم بريك، المحاضر في العلوم السياسية بالجامعة المفتوحة، والخبير في الشأن الصهيوني، رؤيته أن حكومة بينيت ضعيفة وتستند على قوى يسارية، ولذلك يمكن تهديد استمرارها وتوازنها، كما أنه يتم النظر إلى اللقاء المرتقب برئيسي أميركا ومصر، وتريد الفصائل تغيير قواعد اللعبة بالشكل الذي يساعد الفلسطينيين على تغيير الوضع القائم".
وأضاف أن "الرد الإسرائيلي يثبت أنه رغم أن الحكومة الإسرائيلية تستند على التيار اليساري، فإنها تقف وراء كل المفاهيم والخطوط الحمراء الأمنية لتل أبيب".
ودعم بريك رؤيته بقرار إغلاق مصر لمعبر رفح البري مع قطاع غزة الفلسطيني في 23 أغسطس، للمرة الاولى منذ أشهر، يأتي القرار بعد يومين من مظاهرات عنيفة على الحدود بين القطاع المحاصر وإسرائيل سقط خلالها 24 مصابا فلسطينيا فضلا عن جندي إسرائيلي".
وأشار مصدر أمني في مصر إلى نية القاهرة عقد اجتماع للمصالحة الوطنية الفلسطينية، في سبتمبر المقبل، رغم وجود عرقلة في هذا الملف، منعت عقد الاجتماع سابقا كما كان مُخططا له بحسب ما نقلت الورقة عن مصدرها".
وأشارت إلى أن "هذا السيناريو يرتبط بزيارة لعباس كامل إلى تل أبيب التقى خلالها رئيس الوزراء نفتالي بينيت، وتناقشا حول الوساطة بخصوص اﻷوضاع اﻷمنية المهددة بالانفجار في غزة".
ولفتت الورقة إلى أن "القرار المصري ورقة ضغط على المقاومة من أجل إيقاف التصعيد والحفاظ على سيادة أمن الاحتلال".
تهدئة الأوضاع
وتحدثت الورقة عن السيناريو الثالث، وهو "تهدئة الأوضاع بسبب الظروف الاقتصادية وخشية تداعيات الحرب بالإضافة لتدخل القوى الكبرى، وهو ما أيده الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة الذي أشار إلى أن "كل مواقف قادة الاحتلال تشير إلى السعي لتجنّب مواجهة عسكرية مع المقاومة في غزة، سبب ذلك هو الخوف من تداعيات المواجهة على الكيان، بخاصة فيما يتعلق بالرأي العام العالمي الذي تغيّر كثيرا إثر انتفاضة القدس، ما لا يقل أهمية يتمثل في ضغوط بايدن خشية التشويش على أجندته الدولية الصعبة".
وأشارت الورقة إلى أن "الصهاينة يعانون من كورونا بمستويات لم يشهدها الاحتلال منذ أشهر، أدت لتظاهر المئات من الإسرائيليين في تل أبيب ضد القيود الجديدة".
وأضافت الورقة إلى كورونا "الأحداث المشتعلة في المنطقة، والحدث الأبرز هو رجوع طالبان للحكم مرة أخرى بعد الانسحاب الأمريكي منها".
https://politicalstreet.org/4251/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b5%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d8%a8%d8%a7%d8%af%d9%84-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%b3-%d9%88%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d8%a5%d9%84/