تمكن 6 أسرى فلسطينيين، فجر الاثنين، من الهروب من أحد السجون شمالي دولة الاحتلال، في وقت بدأت قوات الأخيرة عمليات واسعة النطاق بحثا عن الأسرى الفارين.
وكشفت قناة التلفزيون الرسمي “كان” التابعة لحكومة الاحتلال الصهيوني أن المئات من الجنود في جيش الدفاع الإسرائيلي أعلنوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تمرد على قيادة الجيش، مطالبين بتغيير أوامر إطلاق النار في مواجهة الفلسطينيين.
دور المقاومة
وحول دور المقاومة الفلسطينية في حالة التمرد التي أعلن عنها المئات من جنود الاحتلال، يؤكد تقرير القناة الذي أعده كل من المراسل العسكري روعي شارون، والمراسلة السياسية غيلي كوهين، أن هذا التمرد يأتي في أعقاب مقتل أحد قناصة وحدة المستعربين قبل أسبوعين على الحدود مع قطاع غزة بنيران شاب فلسطيني، قالت القناة إنه ينتمي إلى حركة “حماس”.
وحسب القناة، فقد برز بشكل خاص توظيف الجنود موقعي “إنستجرام” و”تيك توك” في الترويج لحملة التمرد التي يواصلونها، مشيرة إلى أن الحملة اتخذت شعار حمل صورة جندي كتب على صدره العاري “أطلقوا أيديهم”، في إشارة إلى تغيير أوامر إطلاق النار، بحسب ترجمة الباحث في الشأن الصهيوني الدكتور صالح النعامي في صحيفة “العربي الجديد” اللندنية.
ولفتت القناة إلى أن المئات من الجنود شرعوا ابتداءً من يوم الاثنين الماضي بنشر شكاوى على موقع “إنستجرام” ضد قيادة الجيش، مدعين أنها “تمنع الجنود من الدفاع عن أنفسهم”. وحسب القناة، فإن هذه الحملة كرست الانطباع وكأن الوحدة العسكرية التي ينتمي إليها القناص القتيل قد طالبت القيادات العسكرية بالحصول على إذن بإطلاق النار ولم تحصل عليه، مشيرة إلى أن التحقيق الذي أجراه الجيش دلل على أن هذه المزاعم غير صحيحة.
وأضافت الصحيفة أن الشخص الذي يقف خلف حملات التمرد في الجيش جندي تسرح من الخدمة العسكرية، أخيراً. ونظراً لأن حملة التمرد التي يخوضها هذا العدد الكبير من الجنود تحظى بدعم قوى سياسية يمينية ممثلة في البرلمان ومن أطر غير حزبية، أقدم رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي، على خطوة غير مسبوقة عندما حذر من أن الحملات التي تستهدف القيادات العسكرية تقلص من قدرة الجيش على “الذود عن هذا المجتمع”.
وفي برقية بعث بها إلى الجنود، قال كوخافي: “إن مجتمعاً لا يساند جنوده سيكتشف أنه لن يكون هناك من يقاتل من أجله”. وجاء في البرقية التي نشرت مقتطفات منها صحيفة “يسرائيل هيوم”: “دائماً تحدث أخطاء، وللأسف يمكن أن توقع هذه الأخطاء جرحى وقتلى، واجبنا التحقيق بشكل عميق، لكن عندما يكون الأمر متعلقاً بأخطاء مرتبطة بتقدير الموقف في ساحة المواجهة، فإن هذه الأخطاء لا توجب توجيه الاتهامات لأحد أو معاقبته”، على حد تعبيره.
وقد أدى تمرد الجنود إلى تعميق الاستقطاب والتوتر بين الحكومة والمعارضة في إسرائيل. فقد اتهم رئيس الحكومة نفتالي بينت، في بداية كلمته أمام جلسة الحكومة الأسبوعية، صباح اليوم الأحد، “أوساطاً سياسية” بتوظيف الجيش، في محاولة لتحقيق مكاسبها الخاصة.
ونقلت الإذاعة العبرية الرسمية عن بينت قوله: “عندما يتخذون قرارات في أثناء أحداث ميدانية تحدث أخطاء، وأحياناً تكون هذه الأخطاء مؤلمة وصعبة، لكن هناك من يحاول استخدام الجيش كوسيلة لخدمة أهداف سياسية، هذا سيؤثر بقدرتنا على الصمود، هذا غير لائق، أوقفوا هذا”.
من ناحيته، حمّل طال لفرام، المعلق العسكري لصحيفة “معاريف” كلاً من بينت وكوخافي المسؤولية عن توفير الظروف التي سمحت بتفجير حركة التمرد من خلال عدم المسارعة للتعليق على ما جرى واتخاذ موقف منه. وتساءل لفرام: “لماذا لم يرسل كوخافي برقيته إلى الجنود إلا بعد مضي أسبوعين على الحادث”، مشدداً على أن أخطاء القيادة السياسية أكبر من خطأ كوخافي، على اعتبار أنها انتظرت إرساله البرقية، وبعد ذلك قامت بإصدار المواقف.
تهديدات حماس
وفي يوليو 2021م، كانت القناة “12” الإسرائيلية قد ذكرت أن حركة المقاومة الإسلامية “حماس” قد أرسلت، رسائل تهديد إلى العشرات من جنود الاحتلال الذين يخدمون في كتائب مختلفة على هواتفهم الشخصية. وأشارت القناة إلى أنه جاء في الرسالة: “بإمكاننا الوصول إليك واستهداف المنطقة التي تقطن فيها بالصواريخ في الحرب القادمة، وجيشكم سيتخلى عنكم كما تخلى عن هدار غولدين (جندي أسرته حركة حماس خلال حرب 2014)”.
وحسب القناة، فقد أبلغ الجنود قادتهم العسكريين الذين طلبوا من جهاز المخابرات الداخلية “الشاباك” فحص هذه الرسائل. وأضافت القناة أن قيادة الجيش الإسرائيلي أصدرت تعليمات عاجلة إلى الجنود والضباط، بعدم الرد على الرسائل التي ترسلها “حماس”، وحظر رقم الهاتف الذي تبعث منه الرسائل مع حذفه نهائيا.
وكان جيش الاحتلال قد اعترف قبل سنتين أن حماس تمكنت من من اختراق هواتف عدد كبير من الضباط والجنود العاملين في “فرقة غزة”، التي تتولى تنفيذ الأنشطة العسكرية في محيط القطاع. وسبق أن حذّرت قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، الجنود والمجندات، بتوخي الحذر لدى تصفّحهم مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تبين أن عناصر من “حماس” ينتحلون شخصيات وهمية، ويحاولون بناء علاقات افتراضية مع الجنود والمجندات، بهدف الحصول على معلومات عسكرية واستخبارية، عن أنشطة الجيش في منطقة “غلاف غزة”.