جسر إسرائيلي لنقل اليهود وآخر مسيحي لإنقاذ “المرتدين”.. كواليس “الإرساليات” في أفغانستان

- ‎فيعربي ودولي

بالتزامن مع تثبيت حركة طالبان أقدامها في أفغانستان كشفت الصحف الصهيونية والإنجيلية الغربية عن كواليس الإرساليات المسيحية واليهودية في أفغانستان، ودورها في ظل الاحتلال الغربي طيلة 20 عاما.

شركة أمنية خاصة يملكها رجل أعمال إسرائيلي أمريكي، وبتمويل من حاخام يهودي أمريكي آخر، قامت بترحيل آخر يهودي من أفغانستان، حسبما قال موقع "تايمز أوف إسرائيل" 7 سبتمبر 2021.

وأوضح الموقع أن "زبولون سيمانتوف 62 عاما الذي قام برعاية كنيس يهودي هناك، قرر مغادرة أفغانستان بعد استيلاء طالبان على السلطة، ليس خوفا من طالبان التي أعلنت حمايتها له وطلبت بقاءه ولكن لخوفه من داعش والقاعدة.

رجل الأعمال الإسرائيلي الأمريكي مؤتي كهانا كتب على تويتر "الوحدة الخاصة في شركتي أنقذت آخر يهودي من أفغانستان مع 30 امرأة وطفلا".

https://twitter.com/motikahana/status/1434982481992822786

وقدم تمويل العملية الحاخام الأمريكي موشيه مارجريتن، صاحب منظمة غير ربحية تعمل على إجلاء الأفراد المعرضين للخطر من أفغانستان.

وكان متحدث باسم طالبان قد قال الشهر الماضي إن "سيمانتوف سيكون آمنا في البلاد، لكن مخاوفه زادت بعد التفجير الانتحاري الذي شنه تنظيم داعش في كابل مؤخرا، وقال تقرير تايمز أوف إسرائيل إن "مشكلته ليست طالبان ولكن داعش والقاعدة".

جانب آخر من كواليس الإرساليات التبشيرية في أفغانستان، ظهر في صورة نجاحهم في ارتداد قرابة 10 إلى 12 ألف أفغاني كانوا هم محور قلق المنظمات والتحالفات المسيحية الإنجيلية في أوروبا عقب عودة حكم طالبان.

قبل أن تنهي ألمانيا جسرها الجوي يوم 26 أغسطس 2021 بيومين لنقل قرابة 5200 شخص من 45 دولة من أفغانستان منهم 4200 أفغاني و505 ألماني، أطلقت منظمات مسيحية نداءات استغاثة لإنقاذ المسيحيين الأفغان الذين قالوا إنه تم تنصيرهم.

جسريسوع

مجلة IDEA التابعة لـ "التحالف الإنجيلي المسيحي" في ألمانيا تحدث في العدد الأخير 24 أغسطس 2021 عن خوف ومعاناة المسيحيين التي سيعيشونها بعد استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان.

وطالبت بإقامة "جسر يسوع" الجوي لإنقاذ آلاف المسيحيين الخائفين على حياتهم في أفغانستان.

بجانب التحالف المسيحي الألماني، دعا التحالف الإنجيلي العالمي 24 أغسطس 2021 لإنقاذ الأفغان الذين غيروا دينهم وأصبحوا مسيحيين.

وقال خبير حقوق الإنسان في التحالف الإنجيلي العالمي اللبناني وسام الصليبي في اجتماع لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف في 24 أغسطس الجاري "إنهم الآن مُعرّضون لخطر أكبر".

قبل هذا دعت دراسة استقصائية أُجريت بالتعاون مع المركز الدولي للمعلومات والحرية الدينية في ألمانيا (IIRF-D) وكلية اللاهوت الحرة في غيسن 30 أكتوبر 2019 حول ترحيل الذين غيروا دينهم إلى المسيحية لسرعة التحرك مع ظهور انتصارات طالبان.

تحدث عن وضع 6516 شخص من بلدان إسلامية كانوا تحولوا إلى الدين المسيحي ويعيشون في ألمانيا والتخوف من ترحيلهم لبلادهم وبينهم أفغان.

غادر آخر يهودي في أفغانستان البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع بمرافقة شركة أمنية خاصة يملكها رجل أعمال إسرائيلي أميركي، وبتمويل من حاخام يهودي أمريكي آخر.

وأفغانستان دولة إسلامية ونسبة المسلمين فيها قرابة 100 في المئة، منهم 90 بالمئة مسلمون سنة وقرابة 10 بالمئة مسلمون شيعة، وأقليات قليلة للغاية من المسحيين والسيخ والهندوس وغيرهم يشكلون قرابة 0.3 في المئة من السكان بحسب تقرير لمعهد بيو الأمريكي 2012.

مع هذا لا تكف جماعات الإنجيل والتيارات المسيحية في أوروبا وأمريكا عن الصراخ من أجل إنقاذ هؤلاء الأفغان الذين ارتدوا عن الإسلام خلال الاحتلال الغربي للبلاد والذي دام قرابة 20 عاما.

قالوا إن "كثيرا منهم حاول الخروج من البلاد في فوضى مطار كابول أو من مناطق أخرى، والبقية لا يخرجون من بيوتهم رغم أن طالبان أعلنت عفوا عن الجميع".

 

الخطر الأكبر!

ويزعم التحالف الإنجيلي العالمي أن "المسيحيين الآن في خطر أكبر في أفغانستان بعد استيلاء طالبان على السلطة" ويُنقل عن قائد مسيحي في أفغانستان أن "المسيحيين هناك، المرتدون عن الاسلام خائفون ويبقون في منازلهم لتجنب استهداف مقاتلي طالبان".

وذكرت المحكمة الجنائية الدولية أن "المسيحيين في أفغانستان يتألفون بشكل شبه حصري من المتحولين المرتدين من الإسلام ويقدر عددهم بـ 10000 إلى 12000".

وقد كشفت مؤسسة Fondazione Meet Human الإيطالية 24 أغسطس 2021 أنها ساعدت في نقل عائلة افغانية مسيحية بها 8 أطفال من كابول إلى روما.

وقال على إحساني وهو كاتب مسيحي أفغاني لموقع Asia New إن "المسيحيين الأفغان يتنقلون من منطقة إلى منطقة ويبحثون عن طرق لمغادرة البلاد لكن لا أحد يساعدهم"

وقال "قدم الجيش الإيطالي وسائل نقل آمنة لمساعدة إحساني وتم إجلاء العائلة المسيحية على جسر جوي للمواطنين الإيطاليين واللاجئين الأفغان نظمته الحكومة الإيطالية".

الطريف أن صحيفة "بيلد" الألمانية قالت 17 أغسطس الجاري إن "قوات البلاد العاملة في أفغانستان شحنت آلاف علب البيرة والنبيذ من هناك عوض إجلاء الأفغان الذين تعاونوا معها طوال السنوات الماضية من المسيحيين والمسلمين".