ورقة بحثية: “حفتر” و”عقيلة” يتبادلان خيار السيسي الأول في ليبيا

- ‎فيعربي ودولي

خلصت ورقة بعنوان "كيف يمكن فهم الموقف المصري من الانتخابات الليبية؟" نشرها موقع الشارع السياسي إلى أنه في الانتخابات اللليبية المرتقبة يوم 24 ديسمبر الجاري، يكون خيار السيسي الأول هو خليفة حفتر وعقيلة صالح كخيار أول متبادل -في حال فشل أحدهما- في الانتخابات المقبلة.
وأوضحت أن كلا من الخيارين ينتميان لنفس تيار الثورة المضادة، مع تفضيل حفتر كخيار أول باعتباره يأتي من خلفية عسكرية مماثلة للسيسي، ولكونه المسيطر على القوات العسكرية بالمنطقة الشرقية ذات الأهمية الإستراتيجية بالنسبة لمصر.
وأوضحت أنه مع إمكانية الإطاحة بحفتر لأسباب قانونية قد تجعل من عقيلة الخيار الأول لها، مضيفة أن ذلك معزاة لأسباب شخصية وسياسية وأمنية، فإنها ستتقبل فوز أي من الدبيبة وباشاغا لأسباب اقتصادية.
وأكدت الورقة أن مصر لن تعلن عن دعمها لأي منهما؛ خوفا من فوز أي من المرشحين الأخرين الدبيبة وباشاغا، وللحفاظ على حالة الانفراجة في العلاقات المصرية مع المنطقة الغربية، والحفاظ على عقود عمليات إعادة الإعمار وعودة العمالة المصرية إلى ليبيا.
 

المحدد الدولي

الورقة لم تستبعد المؤشر الدولي في خيارات مصر وقالت إن "الموقف الأمريكي، من المحددات المؤثرة على الموقف المصري، فأوضحت أن السيسي بالأساس تماهى مع الموقف الدولي، في تبني ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المقررة في ديسمبر المقبل وتحصينها مع ضرورة فرض عقوبات على المعرقلين لها".
وأضافت "على الرغم من وجود أصوات تنادي بضرورة تأجيلها وضرورة حدوث توافق حولها، وإن كانت مصر ترى أن هذا الموقف الدولي يصب في صالحها باعتبار أن تلك القوانين مفصلة لصالح شخصيات معينة حفتر وصالح، ومرفوضة من قبل الأطراف المعارضة لمصر.
وأبانت أن واشنطن قد ترفض ترشح وفوز أي من عقيلة أو حفتر أو القذافي، باعتبارهم من الشخصيات المقربة من روسيا.

وأفادت أن "القاهرة ستعول على الدعم الفرنسي لحفتر، بجانب ما ظهر من مؤشرات حول عدم معارضة واشنطن لترشح حفتر، وهو ما ظهر في تاجيل النظر في الدعاوى القضائية المرفوعة ضده في أمريكا بدعوى ارتكابه جرائم حرب ضد مدنيين ليبيين، وهو التأجيل الذي يبدو أن إسرائيل حليفة القاهرة  قد لعبت دورا كبيرا في حدوثه، في ظل محاولة حفتر الحصول على الدعم الإسرائيلي المؤثر على توجهات السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة مقابل دخول حفتر  في حالة فوزه بالانتخابات الليبية  إلى حظيرة التطبيع معها، وهو ما تقدم به نجل حفتر أثناء زيارته الأخيرة إلى تل أبيب.

 

المحدد الإقليمي
وأشارت الورقة إلى أن القاهرة ترى أن باشاغا والدبيبة أقرب إلى تركيا، وأنهما قد يتمسكان بالاتفاق الأمني معها، خاصة أن الأول كان مهندسه والأخير كان من أشد المحافظين والمدافعين عنه، وإن كان الدبيبة مقربا من أنقرة بصورة أكبر من باشاغا، وهو ما يمكن تلمسه في ترشح باشاغا إلى جانب عقيلة صالح حليف القاهرة في أحد القوائم المتنافسة على منصب المجلس الرئاسي الحالي، كما أن موقف باشاغا الذي يفضل إجراء الانتخابات في موعدها وإجرائها بناء على القوانين الصادرة عن مجلس النواب قد تكون أقرب إلى وجهة النظر المصرية، وضد موقف الدبيبة الذي يتحفظ على إجراء الانتخابات بناء على تلك القوانين وينادي بضرورة التوافق بين المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب حولها، كما أنه يفضل تأجيل الانتخابات وهو موقف أقرب إلى وجهة النظر التركية.

واعتبرت أن حفتر حليف للإمارات بدرجة أكبر من تحالفه معها، لافتة إلى أنه في حالة وجود مؤشرات خلاف بين مصر والإمارات والتي كانت في شروع الإمارات وإسرائيل في مشروعات تضر بقناة السويس المصرية، فإن القاهرة قد تضع بعض التحفظات أو الشروط على حفتر، لتخفيف علاقته مع الإمارات قبل أن تقدم الدعم له فإن حالة الرفض الإقليمي لفوز حفتر بالانتخابات والذي يأتي بصورة كبيرة ومعلنة من قبل تركيا والجزائر قد يضع مزيدا من الضغوط على مصر، وقد يجبرها في النهاية إلى الوصول إلى حل وسط مع تلك الدول يتضمن الإطاحة بالشخصيات الجدلية وعلى رأسها حفتر والدبيبة والقذافي، ودعم شخصيات توافقية مثل عقيلة صالح وفتحي باشاغا.

 

 

https://politicalstreet.org/4698/%d9%83%d9%8a%d9%81-%d9%8a%d9%85%d9%83%d9%86-%d9%81%d9%87%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b5%d8%b1%d9%89-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8/