دراسة: 6 تداعيات لتطبيع المغرب أبرزها إشعال الصراع مع الجزائر

- ‎فيعربي ودولي

رصدت دراسة بعنوان "التطبيع المغربي-الإسرائيلي: الدوافع والتداعيات" ستة تداعيات للتطبيع المغربي مع الكيان الصهيوني، كان أبرزها بحسب الدراسة "إشعال الصراع بين المغرب والجزائر" مشيرة إلى الرد الجزائري الرسمي والشعبي في آن بعدما قال رئيس مجلس الأمة الجزائري صالح قوجيل "لو كانت من طرف وزير سياحة أو اقتصاد للكيان الصهيوني، فقد يمكن تفسيرها على أنها تدخل في إطار علاقات كانت موجودة من قبل بين المغرب والكيان الصهيوني، حتى ولو كانت مخفية، ولكن عندما يتعلق الأمر بزيارة وزير دفاع هذا الكيان للمغرب، فإن الجزائر هي المقصودة والمستهدفة".
ولفت أيضا إلى تصريح للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، عندما عبر عن أسفه لاتفاق المغرب مع إسرائيل في التعاون الأمني والعسكري، والذي وقعه جانتس مع قيادة الجيش المغربي خلال زيارته للرباط، وأكد تبون أن تهديد الجزائر من المغرب خزي وعار ولم يحدث منذ 1948.

وأضافت إلى أن التوتر سبق أيضا زيارة جانتس الأخيرة في نوفمبر الماضي، حيث قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ووقف أنبوب الغاز المار بأراضي المغرب نحو أسبانيا، وإعلان جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر تصعيد الكفاح المسلح.

واتهام الجزائر للمغرب والاحتلال أنهما وراء دعم منظمتي (ماك) و(رشاد) "الإرهابيتين" في حرائق الغابات التي دمرت بعض المناطق في الجزائر، واتهامها أيضا في التجسس على الهواتف الخاصة ببعض المسؤولين في الجزائر باستخدام برنامج "بيجاسوس" الصهيوني.
الجزائر بحسب الدراسة اعتبرت أنها في مواجهة حملة اعتداءات ممنهجة من جانب الشريكين.
وتعتزم المغرب وإسرائيل تشييد قاعدة عسكرية في بلدة أفسو شمال شرقي المغرب، تبعد عن مغنية الجزائرية مسافة 180 كم، وترى الجزائر أن ذلك يهدد أمنها القومي.

الدور الصهيوني
أما التداعي الثاني الذي حددته الدراسة؛ فكان "تعظيم الدور الإسرائيلي في المنطقة" موضحة أن تل أبيب تحولت بفعل الاتفاق التطبيعي مع المغرب إلى جملة لاعبين كثرٍ على لوح الشطرنج الشرق الأوسطي، بل لاعب محوري مركزي في كل التطورات الحاصلة في المنطقة.
واعتبرت بعدة أمثلة منها؛ مطالبة مصر إسرائيل "تقديم المساعدة في ملف سد النهضة، وفي حربها ضد داعش في سيناء، وطلب أمريكا من إسرائيل أن تساعد في تسوية الخلاف بين الجيش والحكومة في السودان.
ومراهنة دول الخليج على إسرائيل في مواجهة إيران.
ومراهنة المغرب في دلال إسرائيل على الدعم الأمريكي في قضية الصحراء الكبرى.
وتطلع السودان لدور مماثل لإزالة العقوبات السياسية والاقتصادية المفروضة على الخرطوم.

الغضب الفلسطيني
وأشارت الدراسة إلى أن التطبيع يساهم في إثارة الغضب الفلسطيني، بسبب موقع المغرب "في منظمة التعاون الإسلامي والتي تترأس لجنة القدس فيه.

وذكت الدراسة هذا التداعي برصد ردود فعل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي اعتبرت أن توقيع اتفاقية عسكرية وأمنية بين المغرب وإسرائيل، خطوة خطيرة.
أما حركة حماس فأدانت الخطوة بشدة، واعتبرت أن المصالح الإستراتيجية للأمة، وتحالف مع العدو ومع مرتكب الجرائم والانتهاكات اليومية، وطالبت النظام الحاكم في المغرب بالعودة عن خطواته عاجلا، وقطع علاقته مع إسرائيل.

احتجاج المغرب
ولفتت إلى أن التداعي الرابع هو تصاعد الاحتجاجات داخل المغرب، من خلال الوقفات والبيانات من الجبهة المغربية لدعم فلسطين، وإعلان التعبئة المدنية والحزبية والنقابية والحقوقية والطلابية والنسائية ومنابر الإعلام من مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، لمواجهة الاختراق التطبيعي التخريبي ضمن اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، في 29 نوفمبر.

مزيد من الانتهاكات
ورأت الدراسة أن التداعي الخامس هو "تشجيع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين"، وأنه بعد أيام من زيارة غانتس إلى تل أبيب، فقد قام رئيس كيان الاحتلال يتسحاق هرتسوغ باقتحام الحرم الإبراهيمي، مشعلا شمعدان عيد الحانوكا.
وشارك جانتس في إشعال شمعدان الحانوكا بالقرب من حائط البراق.
وأكدت أن الرهان على المفاوضات وعلى التطبيع السياسي والاقتصادي للوصول لحل الدولتين وَهْم بدده قادة الاحتلال في الخليل والقدس والجولان، بعد أن فُتحت لهم أبواب العواصم العربية.

تنافس مع إيران
ولفتت الدراسة إلى "تصاعد التنافس الإيراني – الإسرائيلي في شمال أفريقيا"، حيث تعتبر إيران عدوا مشتركا لإسرائيل والمغرب، خاصة أن الأخيرة تندد باستمرار بمحاولة إيران تهديد وحدة الأراضي المغربية وأمنها.
وأضافت أن دعم جبهة البوليساريو، وتدريب عناصرها ومنحها السلاح من خلال أذرع حزب الله في غرب أفريقيا، وعبّرت إيران عن استيائها إزاء اتفاقية أبراهام بين المغرب والكيان.

وأضافت أن تل أبيب تحاول الحد من نفوذ إيران الممتد في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق، وكذلك في شمال أفريقيا، وندد وزير خارجية الاحتلال يائير لابيد بالعلاقة بين الجزائر وإيران في زيارته الأخيرة للمغرب.

عوامل أخرى

وحذرت الدراسة من أن التطبيع بين إسرائيل والمغرب يسير بخطا ثابتة، ويشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والأمنية، مدفوعا بعدة عوامل، منها:

1-  "خلق شرق أوسط جديد" ومرحلة إعادة ترتيب التوازنات، تتراجع فيها "الأولويات الأيدولوجية".
2- " استكمال صفقة القرن ومن ذلك تشجيع إدارة بايدن للمغرب بتطبيع علاقتها مع إسرائيل دون شروط مسبقة – في مقدمتها حل القضية الفلسطينية – وذلك مقابل الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على إقليم الصحراء الكبرى.
3- " الترويج للمشروع الإبراهيمي، حيث يرتبط مسار التطبيع الإستراتيجي بالصبغة الدينية، بما يعزز من حضوره وقبوله لدى المزيد من الفئات العربية.

4-  فرض الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة العربية، حيث المشروع الصهيوني الاستعماري لا يستهدف فلسطين فقط كونه امتدادا لمشروع استعماري عالمي يستهدف إبقاء السيطرة والهيمنة على المنطقة العربية برمتها.

5-  تعزيز النفوذ الإسرائيلي في شمال إفريقيا، ويعتقد مهندسو إستراتيجية إسرائيل الأفريقية، أن المغرب هو مكان ثابت تقف فيه إسرائيل لتحرّك العالم الأفريقي، كما تريد.
6-  ترسيخ العلاقات المغربية- الإسرائيلية، وأن ذلك ضمن الأبعاد الأمنية وملف السياسة الخارجية.
7- استهداف الجزائر، موضحة أن الجزائر مصدر قلق للدولة العبرية، وأنها حققت نجاحا عربيا فاق كل توقعاتها، فهي لم تستطع فقط تحييد الدول العربية عن الصراع.