قالت قوى غربية، أمس الجمعة، إنها ستواصل الاعتراف بالحكومة المؤقتة في ليبيا بعد تأجيل الانتخابات الرئاسية، ولكنها دعت إلى تحديد موعد جديد للاقتراع بسرعة، بحسب تقرير بشرته وكالة "رويترز".
وقد أصبح مصير حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة التي تشكلت في مارس في إطار عملية السلام التي تدعمها الأمم المتحدة، مصدرا رئيسيا للخلاف حول تداعيات انهيار الانتخابات.
وكانت الانتخابات جزءا من مبادرة تدعمها الأمم المتحدة وتضمنت أيضا تشكيل حكومة مؤقتة في وقت سابق من هذا العام كخطوة نحو إنهاء عقد من الفوضى والعنف منذ الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي في 2011 ضد معمر القذافي.
مصير الحكومة مجهول
وفى وقت سابق من هذا الأسبوع ، قال البرلمان الليبى إن الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر أن تجرى الجمعة، لن تجرى ، الأمر الذى سيترك عملية السلام المدعومة دوليا في حالة فوضى ومصير الحكومة المؤقتة في شك.
واقترحت اللجنة الانتخابية تأجيل موعد التصويت لمدة شهر، مؤكدة على التأجيل الذي كان متوقعا على نطاق واسع وسط خلافات حول القواعد الانتخابية، بما في ذلك أهلية العديد من المرشحين الذين تسبب انشقاقهم.
بيد انه لم يتم التوصل إلى اتفاق أوسع حتى الآن في 24 يناير وهو الموعد الذى اقترحته اللجنة، ومازالت النزاعات حول الأساس القانوني للانتخابات والقواعد الأساسية دون حل.
وكان البرلمان الليبى قد ذكر في سبتمبر الماضى أنه لن يعترف بالحكومة بعد 24 ديسمبر ، بيد أن البيان الصادر عن فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة ذكر أنه يتعين أن يظل قائما.
وأشار البيان إلى الاتفاقات التي تم التوصل إليها في اجتماع دولي الشهر الماضي والتي تنص على أن السلطة لن تنتقل إلا بعد إعلان نتائج الانتخابات.
ونشرت السفارة البريطانية في وقت لاحق تغريدة قالت فيها إنها لا تزال تعترف بالتحالف الوطني العام ولن تؤيد أي محاولة لتشكيل حكومة انفصالية.
وشكل البرلمان الذي انتخب في 2014 وشارك القوات الشرقية في الحرب الأهلية، لجنة لاقتراح خارطة طريق خاصة به للمضي قدما.
غضب الناخبين
أعرب الليبيون عن غضبهم إزاء تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر إجراؤها الجمعة، في الوقت الذي انشغلت فيه الفصائل والقادة السياسيون بالطريق المحفوف بالمخاطر.
وفي بنغازي، قال وهبي طرحان، 81 عاما، إنه قام هو وزوجته بالتسجيل في الانتخابات، وأصيبا بخيبة أمل بسبب انهيار العملية. مضيفا: "كنا ننتظر هذا اليوم بفارغ الصبر".
وفي الوقت نفسه، تواصل الأمم المتحدة مع أعضاء الحوار السياسي الذي أنتج العام الماضي خارطة الطريق القائمة التي شكلت الحكومة المؤقتة ودعت إلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في آن واحد.
وقالت المستشارة الخاصة للأمم المتحدة ستيفاني وليامز الخميس إنه خلال اجتماعات في مختلف أنحاء ليبيا سمعت باستمرار أشخاصا يعربون عن رغبتهم في إجراء انتخابات.
وأضافت: "أدعو المؤسسات المعنية إلى احترام ودعم إرادة 2.8 مليون ليبي سجلوا أسماءهم للتصويت".
وأي جهد جديد لاستئناف العملية الانتخابية يجب أن يزن المخاطر الكامنة في التأخير من مخاطر محاولة إجراء انتخابات مرة أخرى دون التوصل إلى توافق في الآراء بشأن القواعد.
كانت الانتخابات الأخيرة في ليبيا في العام 2014 هي الشرارة التي دفعت الفصائل الشرقية والغربية المتناحرة إلى الانقسام إلى إدارات موازية متحاربة.
وقال موسى السليماني الذي سجل ترشيحه للانتخابات البرلمانية إنه شعر بالإحباط الشديد بسبب هذا التأخير.
وقال "كان هذا الأمر يغضب الشارع الليبي".
https://www.reuters.com/world/middle-east/libyans-voice-frustration-derailed-election-2021-12-24/