إلى المتصارعين في كلّ عامٍ حول تهنئة غير المسلمين بأعيادهم:
بإمكانكم أن تختلفوا كيفما شئتم لكن بكثيرٍ من الرقيّ والهدوء وبعدٍ عن التّشنّج والاتّهام والفظاظة.
هذه المسألة من مسائل الفروع الفقهيّة، وليست من مسائل أصول الاعتقاد، ممّا يعني أنّ الاختلاف فيها سائغ ومقبول، ومن المرفوض تمامًا أن تقوم من أجلها المعارك الشرسة.
بإمكانك ترجيحُ ما أوصلك إليه نظرك في الأدلّة إن كنت من أهل النّظرِ في الأدلّة، وبإمكانك تقليد القول الذي تطمئنّ إليه نفسك، لكن دون أن تتهم القائلين بالمنع بالتخلّف والتحجّر والرّجعيّة والجمود، ودون أن تتهم القائلين بالجواز بالتمييع والهزيمة النّفسيّة وفقدان الهويّة.
المسألةُ من فروع الفقه، ولا علاقة لها بالولاء والبراء، ولا ينبغي أن يكون الحوار فيها قائمًا على التّفسيق والتّبديع والتّضليل؛ ألا يصلح أيّها الكرام أن تختلفَ الأقوال والقناعات المنبثقة من فهم الأدلّة دون أن يقع بعضنا في بعضٍ شتمًا واتهامًا وتحقيرًا وتفسيقًا وتبديعًا واستهزاءً؟!!