انقلاب ناعم عبر “سينما العاريات”.. تحولات يقودها ابن سلمان لمسخ هوية السعودية

- ‎فيعربي ودولي

تحت عنوان "السينما في بلاد الحرمين.. قراءة في المآرب والمآلات" اقتبست ورقة بحثية ما قالته الممثلة إلهام شاهين "لا أصدق أنني أشارك في أول مهرجان سينمائي في جدة، أنا سعيدة جدا من أجل السعودية، تعودت المجيء من أجل الحج أو العمرة، لكني هذه المرة جئت لأشارك في مهرجان سينما وسط نجوم من كل أنحاء العالم؛ هذه طفرة،  وهذا تطور عظيم في تاريخ المملكة".
واعتبر مراقبون أن ما قالته يشكل مرحلة جديدة في المملكة، لإحلال الدين بالعاريات في بلاد الحرمين، حيث تفرش حكومة خادم الحرمين الشريفين السجادة الحمراء لمشاهير صناعة السينما ومئات الممثلات من جميع الجنسيات العربية والأجنبية، واللاتي ظهرن بفساتين السهرة وملابسهن المثيرة الشفافة، في بلد كان حتى سنوات قليلة يفرض العباءة على جميع النساء.

انقلاب ناعم
وقالت الورقة إن "ما يحدث هوانقلاب ناعم خطير في جوهره، وأهدافه كارثية في نتائجه ومآلاته، يدهس كل الأسس والثوابت الدينية التي طالما تظاهر نظام الحكم السعودي باحترامها ، استنادا على أن مشروعية نظامه يستمدها من حماية الشريعة والعمل بها وخدمة الحرمين الشريفين، قبلة الإسلام ومهده".

مكسبان لابن سلمان

وأضافت أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حصل على مكسبين مهمين: الأول، هو تبييض صورة النظام المشوهة أصلا بوصفه أحد أبرز نظم الاستبداد والطغيان في العالم، لكن هذا النظام حظي بمزيد من التشويه في أعقاب السلوك الإجرامي الوحشي في مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل مقر القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية في 2018م. الثاني، هو الفوز بمباركة ما يسمى بالمجتمع بالدولي بهذه التوجهات التي تنسف الأسس والثوابت التي قامت عليها المملكة في هويتها التي يراد لها أن تصبح  نسخة من المجتمعات العربية التي جرى تفكيكها وتدمير هويتها وبنيتها الاجتماعية والدينية، وتحويلها إلى مجتمعات علمانية في السياسة ونيوليبرالية رأسمالية في الاقتصاد، بما يحد من الهوية الإسلامية وصولا إلى محطة القضاء على هذه الهوية.

تنبؤات المستقبل
وأوضحت الورقة أن السيناريو الأول، مضي ولي العهد في مشروعه دون اكتراث للعواقب أو الاعتراضات الكثيرة التي تواجه مشروعه، سواء داخل  الأسرة الحاكمة أو في المجتمع السعودي؛ وبرصد محتوى الصحافة ووسائل الإعلام السعودية، فلا حديث سوى عن الإشادة والثناء البالغ لهذه السياسات ولمشروع ولي العهد، واختفى تماما أي إشارة تعارض هذه  التوجهات وتلك السياسيات.
وأضافت أن ولي العهد السعودي بات هو الملك غير المتوج، فهو يمارس جميع صلاحيات الملك دون استثناء في ظل اختفاء العاهل السعودي الملك سلمان عن الأنظار منذ نحو سنتين.
وكشفت أن ما يقوم به محمد بن سلمان سوف "يحظى بمباركة جميع الدول والقوى الكبرى في العالم، والتي تبارك  انسلاخ السعودية والمجتمع السعودي من هويته".
وأبانت أن هؤلاء سيتغاضون عن جرائم ولي العهد وانتهاكاته في سبيل أن يصل قطار هذه المخططات إلى منتهاه المرسوم بإتقان.
ورجحت أن يكون الترفيه ل"تمهيد الطريق نحو خطوة سياسية مرتقبة هي عزل الملك وتتويج بن سلمان ملكا على بلاد الحرمين في ظل شيخوخة سلمان (86 سنة) ومعاناته من بعض الأمراض، أهمها الخرف".
وتوقعت أن  يكون "بقاء الملك مهمشا بلا صلاحيات حقيقية، قد يمثل أعظم فرصة لنجله الشاب، فوجود الملك يمثل أكبر غطاء لابن سلمان".

فشل وانقلاب

وأضافت أن السيناريو الثاني، هو فشل ولي العهد في تمرير هذه المخططات، وذلك لأن المجتمع السعودي الذي يغلب عليه الطابع المحافظ، لن يقبل بهذا الانقلاب المفاجئ والسافر.
وأضافت أن ولي العهد متعجل "في تمرير هذا الانقلاب على الهوية السعودية، وطمعه الشديد في العرش السعودي، قد يكون سببا في فشله".
وأوضحت أن تحولاته تستفز مواضع القوة والمناعة داخل المجتمع السعودي في ظل الخلافات التي تعصف بالأسرة الحاكمة.
وأبانت أن لابن سلمان عداءات كثيرة معظمها مستتر خشية التنكيل والانتقام، لكن هؤلاء الخصوم لن يتهاونوا مطلقا إذا أتيحت لهم فرصة الإطاحة بولي العهد، أو الصراع على العرش أو اغتيال بن سلمان أو  انقلاب داخل الأسرة.

مقدمات الشحن
ولفتت الورقة إلى أن محمد بن سلمان يترك المملكة وسط هذه المشاحنات وتزيد خصومه بسبب اعتقال المئات ومصادرة أصول وأموال وثروات تقدر بعشرات المليارات من الدولارات".
وأكدت أنه "سيواجه رفضا واسعا لانقلابه على الهوية الإسلامية في بلاده، حتى لو حاول التغطية على هذه المعارضة بالصخب والضجيج الإعلامي من جهة والقمع المفرط".
وشددت على أن مناعة المجتمع السعودي ضد عمليات التغريب لن تقبل بهذه المخططات، وفقا للقاعدة الفيزيائية والاجتماعية الشهيرة "لكل فعل رد فعل، مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه".
وتوصلت إلى أن مستقبل بلاد الحرمين سيبقى مفتوحا على كافة الاحتمالات مهما كان الظاهر غير ذلك؛ فوراء الصمت الكبير داخل المجتمع السعودي تفاعلات واسعة ليس له صدى في الوقت الراهن، لكنها قد تنفجر مستقبلا بما يحمي المملكة من انقلاب ولي العهد".

 

https://politicalstreet.org/4772/?fbclid=IwAR1td2o4QaKb0VS4GtInJP5BRrrPhgqitS6enavkmJWOZ8OJDt8p4JQDI4w