حملة مسلمي “التيجراي” على السوشيال ميديا.. تشويش حقائق أم صرخة ضد الاضطهاد؟

- ‎فيعربي ودولي

توصلت جبهة التحرير الشعبية لتحرير التيجراي، إلى مستوى جديد من الدفع الإعلامي، بعد قمع صوت المسلمين بوحشية في إثيوبيا بشكل عام لمدة ٣ عقود، فأعلنت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، لمناشدة المجتمعات المسلمة في الشرق الأوسط بحثا عن التعاطف مع مسلمي الإقليم والمقدر بنحو 5% بحسب قناة العربية الحدث الاستخباراتية السعودية وقطاع من إعلام الثورة المضادة بما في ذلك إعلام الانقلاب في مصر، و30% من 7 مليون مواطن بالإقليم أي نحو مليوني مسلم بحسب الإثيوبيين.


تشوش في الرصد
صحيفة "الميل" البريطانية رصدت ظاهرة استخدام التيجراويين لتاريخ الإسلام وآياته رغم ديانتهم المسيحية، لجذب تعاطف المسلمين لقضيتهم في حربهم الدعائية، رغم أن الدول الثلاث التي تساعد أثيوبيا وهي تركيا وإيران والإمارات دول إسلامية.

وقالت نيويورك تايمز إن "تعاون و دعم تركي-إماراتي-إيراني في الحرب الأهلية الإثيوبية ومع هذا البعد دعت الصحيفة الأمريكية إلى إيقاف الإبادة الجماعية و الجرائم على إقليم التيجراي وأضافت أن ناقوس الخطر يُدق ويحذر من المجاعة القادمة".
بينما تبنت "فورين بوليس" وجهة النظر الأثيوبية واتهمت السيسي وعصابته بزعزعة استقرار النظام الأثيوبي وطالبت إدارة بايدن بالسعي لمنحى مغاير يخرج إثيوبيا من أزمتها.

وجهة نظر
ومن جانب إثيوبيا، يدافع المحلل السياسي الإثيوبي ياسين أحمد ويرى أن "تقرير قناة الحدث منحاز إلى الجبهة الشعبية لتحرير تجراي، من خلال انتقاء مجموعة من مسلمي تجراي من أنصار TPLF (جبهة تحرير تجراي) بينما تتجاهل قناة الحدث نسبة كبيرة من مسلمي تجراي الذين يعارضون TPLF.
وأضاف عبر YasinAh41966309 أن  (الحدث) تجاهلت عمدا ولم تتناول انتهاك حقوق مسلمي تجراي من قبل TPLF التي تمنع بناء مسجد أكسوم.
ومن عناصر انتقاده لتقرير الحدث عن مسلمي تجراي وأنه منحاز ، يفتقد إلى الموضوعية في طرح الآراء المختلفة، نسبة مسلمي تجراي تقريبا 30 % وليست 5 % كما ورد في التقرير لقناة الحدث لأنها تروّج لإحصائية TPLF، كما تجاهلت قناة الحدث خنق الحريات الدينية والمدنية لمسلمي تجراي ومسيحي تجراي الكاثوليك".


توظيف ديني
ويرى مراقبون أن اهتمام صفحات ومنصات على السوشيال ميديا لملف التجراي منبعه اهتمام العرب عامة والمصريين بشكل خاص بقضية سد النهضة، وما يمكن أن يؤثر على زحزحة الملف باتجاههم رغم إضاعة العسكر الأولية لحقوق المصريين في مياه النيل منذ اتفاق الخرطوم مارس 2015.
وتدور دعاية التيجراي على بوست أو منشور شبه ما يتبناه أعضاء اللجان الإلكترونية لحكومات الثورة المضادة يشير إلى أن المنطقة هي من "حمت أصحاب النبي محمد من الاضطهاد قبل خمسة عشر قرنا".
وتضيف منشورات أخرى أن دعوة العرب والمسلمين لنصرة الإقليم، مستخدمة آية أوردها القرآن على لسان أصحاب الملك داوود، أثناء حربهم ضد عدو يفوقهم عددا وفيها "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله".

وفي بلدة نجاش الواقعة في إقليم تيجراي، ينتصب مسجد يُعتقد أنه بُني في ذلك الزمن على أيدي أصحاب النبي المهاجرين، وتعرض المسجد، مع اندلاع النزاع العام الماضي، للقصف.

 

تجويع وإبادة
وقالت تقارير أصدرتها الأمم المتحدة ومؤسساتها المعنية إن "70٪ من 11000 امرأة حامل أو مرضعة خضعن للفحص في سبتمبر يعانين من سوء التغذية الحاد، وأنه خلال 420 يوما رُصدت أعمال إبادة جماعية وتطهير عرقي في التيجراي".
وعبر هاشتاجات #TigrayGenocide و #StopDroneAttacks وظف التيجراويون التقارير لصالحهم، حيث شمل التطهير العرقي الذي قامت به حكومة أمهرة القتل خارج نطاق القضاء والمذابح والاغتصاب باستخدام الأسلحة والاحتجاز الوحشي بين الفظائع الأخرى.

إحباط الأذرع
ويبدو أن قنوات الأذرع محبطة من تمكن آبي أحمد من قوات جبهة التيجراي، التي كانت اقتربت من العاصمة أديس أبابا، وسط غياب للدور السوداني.
لكن اللافت في الموضوع أن الأذرع بدأوا الحديث علنا عن دعم محمد بن زايد لأبي أحمد وأيضا دعم تركيا له، لكنهم يشتمون تركيا ويتجاهلون محمد بن زايد.
ودعمت الإمارات أبي أحمد بقوة وعملت جسرا جويا لنقل الطائرات المسيرة والذخيرة التي كان لها الدور الأكبر في تحقيق أبي أحمد للنصر -نصر مؤقت بحسب مراقبين حيث الأحداث متسارعة- في حين تبنت أذرع السيسي جبهة تحرير التيجراي وقد تكون لجانها وراء حملة السوشيال الحالية، وفق نشطاء.

13 شهرا

وأمام التناول الصحفي للقضية سواء بتأييد التجراي أو التحريض عليهم، فإن الميدان العسكري يشهد حركة كثيفة، وحفرا للخنادق، وحشدا وتجييشا للقوات من حكومة أرتيريا ومرتزقة أسياسي أفورقي المدعوم إماراتيا ومصريا، دعما لميليشيات وعصابات آبي أحمد لإعادة غزو إقليم التجراي، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي والعسكري المقدم لهم من أطراف وقوى دولية وإقليمية.

فما زالت الحرب بين الحكومة المركزية في إثيوبيا وجبهة تحرير تيجراي المستمرة للشهر ال13- تحمل المفاجآت من خلال تقلباتها الميدانية، وآخرها إعلان الناطق الرسمي باسم جبهة تيجراي، غيتاشيو رضا، الانسحاب من إقليمي أمهرة وعفر والتراجع باتجاه إقليم تيجراي، "لفتح الباب أمام المساعدات الإنسانية".

ويُعد هذا أكبر تراجع للتيجراي منذ يونيو الماضي، بعد أن انطلقت قواتهم نحو إقليمي عفر وأمهرة، وكانت في طريقها إلى العاصمة أديس أبابا.

وليس هذا فحسب، فقد قبلت جبهة تيجراي التفاوض من دون أن تقف عند الشروط التي وضعتها حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، والتي تمثلت في انسحابها من كامل إقليمي عفر وأمهرة، خلافا لما أعلنته في أكتوبر الماضي، فإن ذلك غير ممكن على الإطلاق.