“الصهاينة في رعب.. تقديرات موقف عبرية تحذر من زوال “إسرائيل

- ‎فيعربي ودولي

الهجمات المتواصلة من جانب المقاومة الفلسطينية في الضفة والقدس لا  تضرب فقط المزيد من قناعات الاحتلال الإسرائيلي في مقتل وتنسف روايتهم الكذوبة، بل دفعت مراكز بحث عبرية إلى إصدار تقديرات تحذر من تداعيات انتقال روح المقاومة من غزة إلى الضفة المحتلة وباقي الأراضي الفلسطينية.

هذه الهجمات الفلسطينية التي تزايدت مؤخرا في الضفة أصابت كثيرا من الصهاينة بالرعب والخوف على مستقبل هذا الكيان اللقيط، ويرى قطاع لا يستهان به من الكتاب والمحللين والباحثين أن الفلسطينيين بهذه الهجمات إنما يبعثون برسالة واضحة أنهم باتوا قادرين على هزيمة "إسرائيل" ونسف مشروع الدولة اليهودية إستراتيجيا؛ وهو ما يدفع جيش الاحتلال نحو إجراء سلسلة من التعديلات على هيكله ومخططاته خوفا من أن تباغتهم الهجمات الفلسطينية  التي تؤرقهم من حين لآخر.

خطورة  الموقف على الكيان الصهيوني دفعت يوسي بلوم هاليفي ، المؤرخ الإسرائيلي والكاتب في صحيفة "معاريف"، وفقا لـ"حجم الهجمات الفلسطينية، وتراخي الأمن الإسرائيلي في الآونة الأخيرة ــ  إلى دعوة سلطات الاحتلال للاستعداد للمرحلة المقبلة من ما وصفها بحرب الاستقلال"، وهي حرب على وجود الهيكل الثالث المزعوم، لأن الفلسطينيين يستعدون لتوجيه ضربة قاضية لإسرائيل في نطاق قرار استراتيجي من إطلاق النار على الفور".

وفي تحليله لمشهد الصراع الراهن، يضيف أن "قدرة الفلسطينيين وباقي أعداء إسرائيل قائمة على صواريخ دقيقة من البر، وطائرات دون طيار، في أيديهم، ما يعني أضرارًا قاتلة وتدميرًا للأهداف العسكرية والبنية التحتية الحيوية والمناطق السكنية المزدحمة في قلب إسرائيل، والنتيجة المتوقعة لذلك هو تنازل إسرائيل عن ثروات أمنها القومي، وتفكيك رأس المال البشري، والأصول المادية التي تأسس عليها الجيش الإسرائيلي كجيش شعبي، بشكل منتظم ودائم وفي الاحتياط".

ويبدي مخاوفه من قدرات جيش الاحتلال حاليا، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يبدي فيه الإسرائيليون قلقهم من تراجع مستوى الفيالق والفرق المدرعة والألوية والمدفعية واللوجستيات، ورغم أنها من بين الأفضل والأكثر خبرة في جميع حروب إسرائيل، لكنهم في الوقت ذاته لديهم قناعة بأن هذا الجيش في حالة نضوب، في ظل تراجع قدرات قواتها البرية لمواجهة محتملة مع سيناريوهات الحرب، ويخلق هذا الوضع خطرًا وجوديًا على الدولة ذاتها.

ويكشف أن التقديرات الإسرائيلية المتشائمة تذهب باتجاه أن الجيش مطالب بأن يصوغ خططا حربية متعددة الجبهات، في ضوء تراجعها المهين، من خلال تحديد جدول زمني، وإجراء عمليات تدقيق المخزون والكفاءة، وضبط الذخيرة والوقود وقطع الغيار والأغذية والأدوية وناقلات الدبابات والشاحنات والمعدات الميكانيكية الثقيلة والرافعات والمركبات القتالية والإدارية، وزيادة عدد المقاتلين والأفراد المساعدين، والتجنيد الطارئ للمجندين المعفيين في مهام تشغيلية وفقًا للمهن ومهارات القيادة والمساعدة، بهدف إعادة إنشاء الوحدات المدرعة والمشاة والمدفعية والهندسية والطبية، وتعزيز القوات الموجودة في القتال.

ويرى أن ما يزيد من قلق الإسرائيليين من تراجع قدرات جيشهم تتركز في ترهل خططهم الحربية، وسوء القدرة على الجمع بين العمليات والقوى العاملة والممارسة والتدريب واللوجستيات مع الذراع البري، وغياب التنسيق بين قيادة الجبهة الداخلية ووزارة الأمن الداخلي، وإخفاق خطط دفاع الجبهة الداخلية، وعدم المساعدة في الحماية والملاجئ المتنقلة في المدن والبلدات، والخشية من ما ينتظر أنفاق المترو في تل أبيب وحيفا والقدس من فشل الوقاية من الصواريخ والقذائف.

ويرى قطاع لا يستهان به من الإسرائيليين أن تفاقم الهجمات المسلحة من جانب الفلسطينيين على المستوطنين، يثبت للفلسطينيين أن "اليهود" يفرون تحت الضغط الأمني، ويبدون قابلية للتراجع في مواقفهم، والخلاصة أنه إذا غادر الاحتلال المناطق الجبلية القريبة من مستوطنات شمال الضفة، فإن هذه المنطقة سوف تصبح نموذجا مكررا من قطاع غزة، ما يتطلب، وفق القراءة الإسرائيلية، إعادة ربط "العمود الفقري" المقطوع على الفور، من خلال تكيف تواجد قوات الجيش في حركة مرور المستوطنين المستمرة، وإلا سيصبح هذا المحور غير المستخدم منطقة للمهاجمين الفلسطينيين.