احتفل الفلسطينيون، مساء الثلاثاء، بانتصار الأسير هشام أبو هواش في معركته مع السجان الإسرائيلي، بعد الإعلان عن قرار إنهاء إضرابه عن الطعام الذي بدأه قبل 141 يوماً، والتوصل لاتفاق يقضي بالإفراج عنه في 26 فبراير 2022.
وأمام منزل عائلته في بلدة دورا بمدينة الخليل المحتلة، احتشد مئات المهنئين احتفالاً بانتصار الأسير أبو هواش على الاحتلال وانتزاع حريته بعدما استمر اعتقاله إدارياً لأكثر من عام، حيث أطلقوا الألعاب النارية في الهواء احتفاء بهذا الانتصار.
وقال عماد أبو هواش، شقيق الأسير هشام، إن شقيقه انتصر على الاحتلال وفك إضرابه عن الطعام بعد قرار الإفراج عنه في 26 فبراير، وإن الاحتلال كان ينوي تمديد اعتقاله لشهرين آخرين قبل أن يُلغي هذا القرار بعد انتصار هشام”.
وقال محامي "أبو هواش" الذي أضرب عن الطعام احتجاجا على سجنه دون تهمة إنه وافق على إنهاء الإضراب بعد التوصل إلى اتفاق مع الاحتلال ليتم إطلاق سراحه الشهر المقبل.
وهشام أبو هواش أب لخمسة أطفال، ويبلغ من العمر 40 عاما، آخر ضحية من بين عدة فلسطينيين أضربوا عن الطعام احتجاجا على احتجازهم رهن "الاعتقال الإداري"، وهو إجراء يحتجز فيه السجين إلى أجل غير مسمى دون تهمة أو محاكمة.
حيث يعتقل المحتجز الإداري بناء على "أدلة سرية" لا علم لهم بالتهم الموجهة إليهم ولا يسمح لهم بالدفاع عن أنفسهم أمام المحكمة.
وقال محامي أبو هواش، جواد بولس، إنه وافق على إنهاء الإضراب عن الطعام بعد أن تعهدت دولة الاحتلال بالإفراج عنه في 26 فبراير.
وقد تجمع الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر دعما لأبو هواش، وقد هددت حركة الجهاد الإسلامى الفلسطينية بالقيام بعمل عسكرى ضد الاحتلال إذا توفى في الحجز.
وقد حذرت مجموعات السجناء من أن أبو هواش يواجه "خطر الموت الوشيك".
وأبو هواش هو الأحدث بين عدة سجناء رفضوا في الأسابيع الأخيرة الطعام والماء للاحتجاج على اعتقالهم، ويدخل المضربون عن الطعام عادة إلى المستشفيات لفترات طويلة حتى توافق سلطات الاحتلال على إطلاق سراحهم.
ومثل كثيرين قبله، أدخل أبو هواش المستشفى الشهر الماضي، وخلال الأيام القليلة الماضية تسلل من غيبوبة وفقد بصره مؤقتا وقدرته على الكلام وفقا لما ذكرته تقارير وسائل الإعلام المحلية.
وأفادت الصحفية في قناة الجزيرة من رام الله ندى إبراهيم بأن هناك "مخاوف كثيرة" بشأن حياة أبو هواش وأن زوجته ومحاميه كانا معه في المستشفى مساء الثلاثاء.
ويعد إضرابه عن الطعام الأطول منذ ثمانية أشهر من الإضراب عن الطعام الذي نفذه السجين المتحرر سامر العيساوي والذي انتهى في عام 2013.
خاطر بحياته
وذكر نادي الأسير الفلسطينيين أن دولة الاحتلال كثفت مؤخرا من استخدام الاعتقال الإداري، وهذا هو السبب في وجود ارتفاع في عدد السجناء الذين يشنون إضرابات عن الطعام في محاولة لمكافحة الإجراء الذي يحرم الأفراد من حق الإجراءات القانونية الواجبة.
وقالت المنظمة أيضا إن أكثر من 1600 أمر من أوامر الاحتجاز الإداري ضد السجناء الفلسطينيين صدرت في عام 2021 وحده.
وحتى الآن، يوجد ما لا يقل عن 500 معتقل إداري محتجزون في سجون الاحتلال ومرافق الاحتجاز، وفقا لمجموعة "الضمير" لحقوق السجناء.
من جانبها، رحبت ميلينا أنصاري، المدافعة عن دعم السجناء في مؤسسة الضمير، بالإعلان عن الإفراج عن أبو هواش.
وقالت أنصاري لقناة الجزيرة من رام الله "هذه أخبار ممتازة،" ،"لكن عدم الإفراج الفوري ليس عدلا… إذ لا توجد تهمة".
جاء هذا التطور بعد أن أعلن معتقلون فلسطينيون بدون تهمة مقاطعة المحاكم العسكرية الإسرائيلية.
وقالت أنصاري إن هذا "يؤكد على الاستهزاء بالمحاكمات التي تجري… دون أية تهم أو ضمانات للمحاكمة العادلة".
وقال عبد اللطيف القنو، المتحدث باسم حماس إن "نصرا جديدا" حققه أبو هواش "يؤكد قدرة شعبنا ومعتقلينا على كسب كل معركة يخوضونها ضد الاحتلال".
ورحب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك بالاتفاق الذى تم التوصل إليه مع أبو هواش.
وقال دوجاريك: "لقد أوضحنا دائما أن المحتجزين يجب أن يحاكموا وفقا للإجراءات القانونية أو يفرج عنهم".
ويخضع 2.5 مليون فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية للمحاكم العسكرية الإسرائيلية، في حين أن المستوطنين اليهود الذين يعيشون في مستوطنات ومراكز استيطانية غير قانونية هم مواطنون خاضعون لنظام القضاء المدني الإسرائيلي.
كانت دولة الاحتلال قد استولت على الضفة الغربية في حرب 1967 ولكن القادة الفلسطينيين يريدون منها تشكيل الجزء الرئيسى من دولتهم المستقبلية.
https://www.aljazeera.com/news/2022/1/4/israel-agrees-to-release-palestinian-prisoner-on-hunger-strike