نشر موقع "ميدل إيست مونيتور" تقريرا ، سلط خلاله الضوء الإجراءات والقرارات التي اتخذها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية.
وقال التقرير الذي ترجمته "الحرية والعدالة" إن "أرض الحرمين في مكة والمدينة في طريقها لأن تصبح دولة علمانية، تقام فيها مهرجانات فنية بكل خلاعتها وخزيها، وتبدو فيها الممثلات والمطربات عاريات، وكأن الزمن قد عاد إلى عصر الجاهلية الذي كان سائدا قبل الإسلام؛ وكما لو أنه لم تظهر أية رسالة إلهية في هذه الأرض، ولم يُرسل الله أي رسول يهدي إليه من بين شعبها، وبعد أن خرجت شبه الجزيرة العربية من الظلمة إلى النور، تعود إلى الظلمة".
وأضاف التقرير أنه من المحزن حقا ، أن نرى ما يحدث اليوم في بلد خاتم الأنبياء، النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تحت ذريعة الترفيه، وقد أنشأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ما يسمى بهيئة الترفيه، وعهد برئاستها إلى تركي الشيخ، مضيفا أن الأمير أعطى موافقته الرسمية على الفساد الأخلاقي والفساد الأدبي والخطيئة في البلاد، مع عدم الاكتراث بالمكانة الروحية للمملكة العربية السعودية في قلوب ملياري مسلم في العالم، الذين يحلمون بالذهاب لأداء فريضة الحج والعمرة هناك.
وأوضح التقرير أنه من المفارقات المؤلمة أن بن سلمان والشيخ ينحدران من مؤسسي الدولة السعودية الأولى في منتصف القرن التاسع عشر، الأمير محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب، مؤسس الحركة الوهابية التي سعت السعودية إلى نشرها في جميع أنحاء العالم، واعتبر المشايخ الوهابيون من لم يعتنقوا مدرستهم الفكرية غير مؤمنين، وأنشأوا لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي استمرت كسلطة قوية في البلاد، حتى أصبح بن سلمان ولي العهد، لقد أضعف اللجنة واستبدلها بسلطة الترفيه، لإقناع الغرب بأنه رجل متحضر، وهو الآن يستبدل ثقافة بلاده بما يمرر إلى الثقافة في الغرب على أمل أن يرث عرش والده، فالأمير يريد أن يقترب أكثر من سماسرة القوة الغربية حتى يعطوه مفاتيح المملكة، ولكنه ينسى أن السلطة الحقيقية في يد القادر على كل شيء.
وأشار التقرير إلى أن اختيار تركي الشيخ لرئاسة ما يسمى هيئة الترفيه، لم يكن قرارا عشوائيا؛ لقد اختُير بعناية وبمكر، لقد اختاره بن سلمان لأنه على وجه التحديد منحدر مباشر من بن عبد الوهاب، الذي بايع محمد بن سعود، في حين تعهد الأخير بنشر الوهابية، تعاون الرجلان في مجال الإصلاح الديني، ما أدى إلى استقرار المملكة وإقامة أول دولة سعودية انتهت في عام 1818 بسبب الحملات العثمانية التي انطلقت في شبه الجزيرة العربية، ولكن بعد أقل من خمس سنوات، تمكن الأمير تركي بن عبد الله من استعادة الأراضي وإقامة الدولة السعودية الثانية، وعاصمتها الرياض، التي واصلت اتباع نفس النهج الذي اتبعته سابقتها، واستندت على نفس الركائز حتى انهارت في عام 1891.
ولفت التقرير إلى أن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود كتب صفحة جديدة في التاريخ السعودي، عندما أعاد تحرير الرياض عام 1902، كانت هذه لحظة حاسمة لأنها وحدت معظم مناطق شبه الجزيرة العربية من خلال مهارات الملك عبد العزيز القيادية ورعايته لمواردها الطبيعية في السنوات اللاحقة عندما أسس الدولة السعودية الثالثة، وعرفت هذه المملكة العربية السعودية سنة 1932، ولم يختلف الأمر عن الدول السعودية السابقة في الالتزام بالنهج الوهابي تجاه السنة النبوية ونشر رسالة الإسلام، دستورها هو القرآن الكريم، وشريعتها مأخوذة من الكتاب والسنة، وعلمها يحمل إعلان الإيمان "لا إله إلا الله، محمد رسوله" وسيفان كرمز لقوة الإسلام.
واختتم التقرير قائلا "هذه هي المملكة العربية السعودية التي تشكلت بعد الجهاد والمعارك التي قتل فيها آلاف الأبرياء، واليوم يقوم محمد بن سلمان، أحد أحفاد الملك عبد العزيز بتدميرها، وهو يدعي أنه يريد إقامة الدولة السعودية الرابعة وتغيير العلم الذي يحمل اسم الله ورسوله، فهو يريد تغيير ملامح الدولة، من دولة تحكمها الشريعة الإسلامية إلى دولة علمانية تسمح بما يحرمه الإسلام، وتنشر الفساد الأخلاقي والعصيان حتى يرجعوا للجاهلية".
Bin Salman is taking Saudi Arabia back to the days of ignorance