تساءل مراقبون ونشطاء وحتى الشارع المصري عن سبب استقالة نقيب المهن الموسيقية هاني شاكر من منصبه، وهو ما أثار حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طرح الكثير من المصريين الأسئلة والاستفسارات بشأن هذا الأمر، لا سيما بعد دخوله على خط أزمة اختطاف تركي آل الشيخ للمطربة آمال ماهر.
وحازت ماهر رصيدا ضخما من النجومية في مصر والعالم العربي، لكن أغنياتها وأخبارها انقطعت فجأة بعد زواجها، ثم انفصالها عن مستشار ولي العهد السعودي، تركي آل الشيخ، تبعه إعلان غامض بشأن اختفائها واعتزالها الغناء.
ومن بين الذين طالبوا بكشف مصير آمال ماهر، رئيسة "المركز المصري لحقوق المرأة" نهاد أبو قمصان، التي قالت إنه "يجب التوجه إلى الشرطة المصرية لمعرفة مصير ماهر".
وقالت "محدش يطلع يقول كويسة لأنها مواطنة بالغة عاقلة رشيدة تقدر تتكلم، لو كويسة تقول وتوقف الإشاعات، ولو مش كويسة الإجابة تبقى عند النائب العام".
إقاله تركي آل الشيخ
التزام الصمت الكامل عنوان عريض يخيم على إعلام العسكر بمصر للاختفاء المريب للمطربة آمال ماهر، الزوجة السابقة لتركي آل الشيخ، مستشار الديوان الملكي السعودي بمرتبة وزير، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، المقرب من ولي العهد، محمد بن سلمان، وشريكه منذ الصغر في معظم ما يحيط به من مؤامرات.
وكان الفنان هاني شاكر، قد أعلن استقالته من نقابة المهن الموسيقية، وذلك خلال مداخلة تلفيونية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج الحكاية، مؤكدا أنه ليس هناك رجعة في ذلك القرار.
تقول الناشطة دينا محمود في تغريدة على موقع التواصل تويتر" تركي الشيخ أمر بإقالة هاني شاكر بعد ما تجرأ وجاب سيرة آمال ماهر ، لازم اسم مصر يتغير لإمارة تركي".
وأعلن نقيب المهن الموسيقية، الفنان هاني شاكر، أن النقابة حاولت الاتصال بالفنانة آمال ماهر أكثر من مرة، لكن جميع هواتفها مغلقة، موضحا أن النقابة قامت بالاتصال بأسرتها بعد فشل الوصول إلى آمال، مضيفا أن "آمال لم ترد على اتصال النقابة بها".
ووجه شاكر رسالة إلى الفنانة ماهر "من فضلك اطلعي للجمهور والرأي العام، ووضحي موقفك، لأن الكرة في ملعبك، وليست في ملعب نقابة الموسيقيين"، مشيرا إلى أن آمال ماهر مش أول مرة تقوم بإغلاق هواتفها، والكرة في ملعبها للتوضيح".
وأدت جريمة مقتل المذيعة شيماء جمال، إلى مطالبات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بالإسراع في الكشف عن مصير آمال ماهر، الذي تشكل قضية اختفائها قلقا كبيرا لدى الناشطين.
وكانت النيابة العامة قد أشارت اليوم في بيان لها، إلى أن زوج الإعلامية الضحية متهم أساسي في قتلها، بعد اختفائها منذ قرابة 20 يوما، والعثور على جثتها مدفونة في فيلا تعود إلى زوحها القاضي في مجلس الدولة، وهي مصابة بطلقة من مسدس، كما جرى تشويه وجهها بحمض النيتريك وفقا لوسائل الإعلام المصرية.
وتسببت الجريمة بمطالبات واسعة من قبل الناشطين، من المطربة بالظهور ولو للحظات عبر تقنية البث المباشر الإلكتروني، لطمأنة محبيها لا سيما بعد عودة حساباتها الإلكترونية إلى التفاعل بشكل مفاجئ، خاصة قناة يوتيوب التي كانت قد حذفت، بعد اختفاء ماهر.
على خطا سوزان تميم.
توحي ردود الفعل بأجواء من الرعب من الحديث حول ما جرى لها أو أصابها أو أسباب اختفائها حتى الآن، بينما الحديث الدائر يرجح وفاتها، على غرار الفنانة اللبنانية سوزان تميم، أو على أقل تقدير على طريقة ما حصل مع إيمان البحر درويش، الذي تجرأ في حديثه عن عصابة الانقلاب، وانتقد السفاح السيسي، وتحدث عن الظلم والفساد الذي تعانيه البلاد، تحديدا فيما يخص قضية سد النهضة، فتبرأت منه نقابة الموسيقيين في بيان رسمي واختفى بعدها، وألمح المحامي خالد علي المرشح الرئاسي السابق، إلى أنه تم اعتقاله، وتحدث آخرون عن إيداعه مستشفى المجانين، الذي صار مقرا لأعداء الانقلاب، كشفت عنه وفاة الباحث أيمن هدهود.
بعد إجراء عدة اتفاقات وضخ مليارات الدولارات في الاقتصاد المصري من الجانب السعودي في زيارة سياسية لبن سلمان الأسبوع الماضي، لا يجرؤ أحد من المسؤولين علي التحرك أو الكلام، فالمعنيون إما جهاز أمني لا يعنيه شعور المواطن بالكرامة في بلاده، أو نقابة الموسيقيين التي يرتبط رجلها الأول هاني شاكر بعلاقات مالية وإعلامية وفنية مع النظام السعودي وتركي آل الشيخ ذاته.
كذلك يدين بالولاء لعصابة الانقلاب التي تبقيه نقيبا ويمنحه الضبطية القضائية، ويخوض برفقته معاركه المستمرة ضد المغنيين بالمهرجانات وغيرهم، أو الفنانين الذي يتمتعون بصداقات مع آمال ماهر ويلوذون بالصمت حفاظا على الدعوات التي تأتيهم من المهرجانات والاحتفالات السعودية، فلا يتحدّث أحدهم حول اختفاء مطربة مصرية في ظروف غامضة بسبب غضب المسؤول السعودي منها وعليها.
لم تجد آمال ماهر من يطالبها بالبقاء حين أعلنت اعتزالها بعبارات حافلة بالمرارة كان الجميع يعرف سرها دون قدرة على الاعتراض أو المساندة، فالرجل الذي تواجهه آمال ماهر يعبث بكل شيء في مصر بدءا من النادي الأهلي مرورا بالزمالك، ووصولا إلى العبث بكرامة الفنانين والإعلاميين إلى حد الإذلال المتعمد والإهانة لرموز مصرية، أبرزها محمد صبحي، مقابل ملايين الدولارات ولا يجرؤ أحد على إيقافه، برغم أنها لوقت طويل كانت المطربة الرسمية الأولى التي تعدها الدولة العميقة في عهد مبارك لتصبح خليفة أم كلثوم بفضل طبقات صوتها القوية، وتفردها من بين مطربات جيلها، دون وساطات أو محسوبيات أو إرث عائلي.
على عكس شيرين، التي ما إن تخطئ أو تثير أزمة، وتلجأ لإعلان اعتزالها الموقت حتى تتلقى دعما نفسيا وفنيا هائلا، ومطالب بالبقاء، حتى إنها في المرة الأخيرة، حين حلقت رأسها على خلفية أزمة طلاقها من حسام حبيب، دعيت للغناء أمام السفاح السيسي، في احتفال قومي.
وفي إعلان اعتزالها، خلال يونيو الماضي، قالت آمال "وهو المُعز والمُذل، كلي إيمان بأن لو الكون كله اجتمع علشان ينفعوا أو يضروا إنسان مش هينفعوه أو يضروه إلا بما كتبهُ الله ، كل اللي طلباه منكم دعواتكم في صلاتكم في المساجد والكنائس، الشكوىٰ لغير الله مذلة، ولله فقط بقدم شكوتي، ومن الله فقط أنتظر الفرج".