كتبت- رانيا قناوي:
شنَّ نقيب الصحفيين يحيى قلاش، هجومًا حادًّا، على نقيب الصحفيين الأسبق مكرم محمد أحمد، للرد على الحوار الذي أجراه في صحيفة مخابرات السيسي "اليوم السابع"؛ حيث أكد قلاش أن مكرم يشارك في مسرحية لا تناسب السن ولا المقام وتستهدف فقط الهجوم على النقابة.
وقال قلاش في تدوينة طويلة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، اليوم السبت: إن مكرم محمد أحمد هاجم مشروع القانون الموحد للصحافة والإعلام ويقول الآن إن الدولة تفاوضه لرئاسة الهيئة الوطنية للصحافة، مؤكدًا أن ما يفعله مكرم تجاوز حدود الهجوم الشخصي والتحريض إلى أمور تخص النقابة والجمعية العمومية.
ووصف قلاش الطريقة التي خرج بها مكرم محمد أحمد حينما تم طرده من نقابة الصحفيين لدفاع عن نظام المخلوع عقب ثورة ٢٥ يناير، بأنها تركت في نفسه أثرًا سلبيًّا تحول إلى هجوم على الكيان النقابي كله، امتد من لحظة معينة، كان الغضب والثورة هي التي ترسم ملامحها، ومن يومها خرج في مشهد جارح ولم يعد.
وأوضح ان مكرم مكرم رفض كل الدعوات التي وجهت له من النقابة، للمشاركة في كثير من الأحداث التي تطلبت تقديم خبرته، ومنها رفضه دعوة النقيب السابق ضياء رشوان للمشاركة في لجنة الخمسين، التي وضعت القانون الموحد، وقد فضل أن ينضم للجنة السداسية الحكومية، التي لم تقدم منتجًا يرقى لمستوى مشروعات القوانين، ولذلك تم تجاهله، كما كرر دعوته في مناسبات مختلفة، منها عندما التقاه في إحدى المناسبات بـ"الأهرام"، ورد مكرم بكلام مخجل وينال من صورة الصحافة والصحفيين بشكل عام.
وفضح قلاش هجوم مكرم محمد أحمد على النقابة منذ واقعة اقتحامها، في سابقة خطيرة هي الأولى من نوعها، وطعنه للنقابة في وقت كان الجميع يتضامن معها، وحاول تصوير انقسام الجمعية العمومية، عندما ترأس اجتماعا ضم بضع عشرات خارج النقابة، في مواجهة اجتماع حاشد بمقر النقابة، وطالب المجلس المنتخب بالاستقالة، والدعوة لسحب الثقة، كما قاد عملية الهجوم الممنهج على النقابة، والمجلس الأعلى للصحافة، ووصفهم بـ"الشلة التي تفصل مشروع قانون يخصها"، بل وردد في غير مناسبة أن مجلس النقابة يحمل أيديولوجية معينة، ويريد أن يختطف النقابة لحسابه! بل إنه كان أول من هاجم القانون الموحد مبكرًا، وروج لتصريحات نسبها لأحمد الزند، عندما كان يتولى وزارة العدل، وكذلك المستشار العجاتي، قبل أن يتقمص شخصية الزعيم أحمد عرابي، ويقف في البرلمان صائحا بطريقة مسرحية: "نحن لن نورث بعد اليوم.. لا لجلال عارف ولا لقلاش"!.
ودلل قلاش في رده على ما يتعلق بواقعة اقتحام النقابة، وواقعة الزميل عبد الجليل الشرنوبي، من خلال رد الشرنوبي نفسه، الذي نشره في الأهرام، عقب واقعة اقتحام النقابة، لعل الرد ينعش ذاكرة الأستاذ مكرم الذي سمح لنفسه ولضميره، بأن يغالط ويبرر إجراءات غير قانونية تعرضت لها نقابته، رغم أنه يعلم أن القانون لا يمنح للنقيب ـ أي نقيب ـ الحق في الموافقة أو رفض دخول أحد الأعضاء إلى مبنى النقابة أو أي من مرافقيه، كما أرفق أيضًا الخطاب الصادر من الزميل حاتم زكريا للنائب العام في ذلك الوقت، وخطاب الزميل الشرنوبي، وهأنذا أؤكد مجددًا، بأن الزميلين اللذين حضرا إلى النقابة، وفعلا مثلما فعل الزميل الشرنوبي من قبل، ومثلهما حالات عديدة في أوقات سابقة، أحدهما عضو بجدول المشتغلين، وسبق له خوض انتخابات مجلس النقابة، والثاني صحفي متدرب بإحدى الصحف التي قدمت شهادة بذلك في تحقيقات النيابة مع الزميل.
وأكد أن النقابة لم تتلق أي إخطار من النيابة، أو من أي جهة أخرى بضبط وإحضار الزميلين عمرو بدر ومحمود السقا، بل إنني الذي بادر بالاتصال للاستفهام عن هذا الأمر، لاتخاذ الإجراءات الطبيعية، فلم نتلق ردا إلا بأمر اقتحام النقابة، الذي يدافع عنه مكرم بصورة عجيبة!.
وكشف قلاش مساوئ مكرم الإدارية في النقابة وقت توليه المسئولية، موضحا أنه في العام 2009، قامت شركة مدينة نصر للإسكان بفسخ التعاقد مع النقابة في بناء أرض نادي مدينة نصر، لعدم الالتزام بسداد باقي الأقساط المستحقة، بل وأقامت دعوى قضائية ضد النقابة، واستولت على الأرض، بعد أن صدر الحكم لصالح الشركة، لكن النقابة استأنفت على الحكم، وقامت في العام 2010 بسداد الأقساط المتأخرة للشركة، بموجب شيك بمبلغ أربعة ملايين وتسعمائة ألف جنيه تقريبا، وقد أرسل هذا الشيك بطريقة غريبة على البنك الذي تتعامل معه الشركة، وليس لخزانتها مباشرة، بالمخالفة لنصوص التعاقد، وقد كان ذلك سببا في أن تحصل الشركة على حكم الاستئناف لصالحها عام 2011، بسبب هذه المخالفة الساذجة، وتستحوذ على الأرض بصورة نهائية! وقد قامت النقابة بالنقض على الحكم، وحتى الآن لم يفصل في القضية.
وقال قلاش: "هذا بالتفصيل، هو بعض ما جرى في النقابة التي تركها الأستاذ مكرم تسحب على المكشوف من البنوك، بينما المجلس الذي يزعم مكرم أنه سرق النقابة لحساب "تيار معين"، وترك مصالح الصحفيين، هو بالأرقام الذي حقق أكبر ميزانية في تاريخ النقابة".
واختتم قلاش تدوينته قائلاً: "يعتز مكرم بمشواره الطويل الذي يمتد لنحو ٦٠ عامًا، وهذا حقه، ورغم أنني: "أصغره بنحو ٢٠ عامًا، إلا أنني أترفع عن الصغائر، ولديَّ أيضًا ما أعتز به وأفخر، فلم تكن النقابة بالنسبة لي يومًا مطية إلى طموح في منصب أو كرسي أعتليه، ولم أحقق منها تجارة أو عمارة أو زراعة، وبهذا أكتفي ولا أزيد.. وإنني على أتم استعداد لإحالة أمر الإسكان ونادي مدينة نصر وغير ذلك إلى النيابة للتحقيق، لكشف ومحاسبة من فرط وأضاع، إذا رأى الأستاذ مكرم ذلك.