أكدت مصادر موثقة لصحيفتي "الجريدة" و"اليوم التالي" السودانيتين أن رئيس مجلس الوزراء السابق عبد الله حمدوك وافق على العودة مُجددا لمنصبه، وأن عودته تأتي برعاية من دولة الإمارات، ما إن عادت التكهنات سريعا بعودة حمدوك رئيس الوزراء السابق، إلى منصبه في رئاسة مجلس الوزراء الانتقالي في السودان مجددا، حتى عادت الانتقادات الشديدة لتلك التكهنات، من القوى الثورية اليسارية منذ استقالته في يناير/كانون الثاني 2022 عقب التظاهرات الكبيرة ضد اتفاقه المنفرد مع قائد الانقلاب الجنرال عبد الفتاح البرهان، مراقبون رجحوا عدم صحة تلك الأخبار الرائجة، لعدم وجود أي تصريحات منسوبة للرجل تؤكد صحة ما تم تسريبه بناء على الخبر الذي انفردت به صحيفة "الجريدة" ثم صحيفة "اليوم التالي" واعتبروها خطوة لجس نبض للشارع، وبروباغاندا سياسية من قِبل سلطات الانقلاب وحلفائهم، الذين فشلوا في تشكيل أي حكومة منذ الإطاحة بحكومة حمدوك، لم تنف الإمارات رسميا الخبر، لكن المراسلة المصرية للصحيفة في الخرطوم أسماء الحسيني، نقلت عن مصادر سودانية مطلعة لصحيفة «الاتحاد» الإماراتية أن الأنباء والتكهنات بشأن عودة رئيس الحكومة السودانية الأسبق لتولي منصبه غير مؤكدة.
وقالت الصحيفة: "لن يغامر حمدوك بالعودة في مثل هذه التعقيدات والانقسام المستمر ليكون طرفا من أطراف الصراع، وليس عنصرا فاعلا في الحل كما حاول خلال فترة رئاسته للوزراء" هذه ليست المرة الأولي التي تتدخل فيها الإمارات، إذ سبق أن كشف موقع Africa Intelligence الفرنسي 18 مارس/آذار 2022، أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، يسعى لإعادة رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك إلى موقعه، في خطوة قال الموقع إنها "أثارت استياء مصريا وروسيا؛ لرغبتهما في إعطاء دور سياسي لـحميدتي قائد قوات الدعم السريع ونائب رئيس مجلس السيادة بحسب الموقع، فإن حمدوك انتقل إلى الإمارات منذ انسحابه من السلطة في يناير/كانون الثاني 2022، بعد أن كان رئيسا للوزراء مرتين في مجلس السيادة السوداني برئاسة عبد الفتاح البرهان واستطاع تكوين علاقات مع السلطات الإماراتية، خاصة مستشار الأمن الوطني النافذ طحنون بن زايد آل نهيان، أشارت الموقع إلى أنه في 11 مارس/آذار 2022 التقى رئيس الوزراء السابق مع مستشار الأمن الوطني قبل ساعات قليلة من لقاء طحنون وجها لوجه مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، في أعقاب الاجتماع، التقى حمدوك مع البرهان بطلب من القيادة الإماراتية بأبوظبي ولمدة ثلاث ساعات تقريبا، قبل أن يلتقي البرهان مرة أخرى مع محمد بن زايد وطحنون بن زايد في اليوم التالي.
وأضافت: "ترغب القيادة الإماراتية في استغلال التوترات المتزايدة بين رئيس مجلس السيادة ونائبه، محمد حمدان دقلو حميدتي ؛ لإقناع البرهان بقبول عودة حمدوك المدني إلى السياسة مقابل دعم مالي كبير، خالد الفكي، الصحفي والمحلل السياسي السوداني يرى أن الحديث الجديد عن عودة حمدوك هذه المرة هو محاولة لتهدئة الشارع الثوري، ومحاولة إبطاء إيقاعه، في ضوء صدور جدول التصعيد المستمر، الذي يصل ذروته خلال 21 أكتوبر إلى 25 أكتوبر، مع مرور عام على انقلاب البرهان، التدخل الإماراتي هدفه، وفق مصادر سودانية لـ الاستقلال" الاستعداد لاحتمال أن يترك العسكريون أمر اختيار الحكومة للمدنيين، جراء الضغط الدولي، والقلق من صعود القوي الإسلامية مرة أخري في السودان بعدما فشل تحالف اليسار والعسكر في حل أزمات البلاد.
وتخشى الإمارات تشكيل حكومة أمر واقع تضم قيادات ليس لديها انتماء سياسي ظاهر أو متعاطفة مع التيارات الإسلامية ونظام الرئيس السابق عمر البشير ومن ثم تضرر مشاريعها في السودان وإفريقيا وفشل مشروعها لتحجيم الإسلاميين هناك وفي المنطقة العربية عقب الربيع العربي وفق المصادر.
يتوقع المحلل السياسي، عبد القادر محمود لصحيفة "اليوم التالي" 8 أكتوبر 2022 أن يترك العسكريون اختيار الحكومة، مضطرين بسبب الضغوط المتصاعدة عليهم، سيما وأن البلاد تشهد أسوأ أيامها، بعد أن مضي عام على حكم العسكريين، حيث تفاقمت الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ووصلت الأوضاع إلى حالة غاية في السوء تنذر بتفكيك الدولة ووضع سيادة الدولة في مهب الريح، وأشار المحلل السياسي لقلق المكون اليساري الذي أسقط البشير من عودة عناصر النظام السابق في ظل الحكم العسكري واستعانتهم ببعضهم.