بخطة تنقيب موسعة، يحاول عبدالفتاح السيسي استغلال سيطرة المنقلب الليبي على شرق ليبيا بمساندة فرنسية إماراتية مصرية لترسيخ قرار ترسيم الحدود البحرية الغربية لبلاده مع ليبيا في البحر المتوسط، بعدما ناقش السيسي الخميس ما يسمى بـالخطط الاستثمارية الحالية والمستقبلية للبحث والاستكشاف حتى عام 2025 في مناطق شرق البحر المتوسط وغربه.
وشدد وزير البترول بحكومة الانقلاب طارق الملا، على أن الأنشطة التي تقوم بها البلاد “تتم وفقا لمبادئ وأعراف القانون الدولي واتفاقيات الأمم المتحدة الحاكمة لأنشطة إدارة الدول لمواردها الطبيعية أعالي البحار”.
وأصدر السيسي قرارا، قبل نحو أسبوع بترسيم الحدود البحرية الغربية للبلاد في البحر المتوسط والذي تضمن قوائم الإحداثيات الخاصة بالحدود، وهو ما رفضته الحكومة المعترف بها دوليا بقيادة عبدالحميد الدبيبة، ودعت عبر خارجيتها إلى الحوار بشأن الترسيم.
حفتر يعلن الاستنفار
ومن جانب آخر، أعلنت مليشيات العقيد المنقلب خليفة حفتر الاستنفار وتعميم الطوارئ في صفوف قوات الجيش الليبي وسط أنباء عن تحرك سياسي مهم للقيادة العامة للقوات المسلحة بقيادته السبت المقبل الموافق 24 ديسمبر.
وقال الإعلامي بعملية بركان الغضب ناجي الحاج إنه “متوقع تحركات من حفتر إما عمل عسكري و إما إعلان الانفصال”.
واعتبر ناشطون ليبيون أن إعلان تنصيب حفتر حاكما على برقة يوم 24 ديسمبر القادم سيكون بمثابة إعلان الحرب بين الشرق والغرب، يترجم هوس حفتر بحكم ليبيا وأنه سيجر البلاد إلى خدمة مخططات الانقلابي السيسي وتقسيم ليبيا.
وقالت مواقع أمنية تركية إن “ترتيبات لإعلان انفصال المنطقة الشرقية عن غرب ليبيا السبت المُقبل، وأنه يتم تحشيد الجماهير وسيتم الإعلان أيضا عن العمل بقانون الطوارئ وتجميد كافة الأجسام من مجلس نواب وحكومة”.
ووجد الإعلان صدى عند اللجان المصرية التي توقعت دولة جديدة في أفريقيا، وأنه على مدار الـ 24 ساعة الماضية، على وسائل التواصل الاجتماعي في حدث كبير في ساحة المعركة الليبية، وأن مؤيدي الانفصال / الاستقلال / الحكم الذاتي ، يشيرون إلى أن الإعلان عن أن قائد الجيش الوطني الليبي ، المشير خليفة حفتر ، على وشك إلقاء خطاب رئيسي قريبا”.
وأضاف آخرون إلى تصريحات من محمود شمام وإعلاميين موالين لما يعرف بعملية الكرامة يتحدثون عن أن سيطرة حفتر وزراعة أتباع له في كامل المؤسسات المالية والنفطية في الشرق والجنوب طوال المدة القليلة الماضية، وأن جولاته حول المدن ولقاءاته بأتباعه، سيتبعها إعلان منه في 24 ديسمبر القادم يتمحور حول إعلان الحكم الذاتي، أو التهديد بالانفصال ، خاصة مع إعطائه الأوامر لكامل قواته برفع درجة الاستعداد للقصوى.
ويستغل المنقلب حفتر في تبرير مشروعه تأجيل انتخابات 24 ديسمبر 2021م، والتي كانت ستجرى على مستويين رئاسي وبرلماني، وذلك وفق خارطة طريق وضعتها الدول الغربية.
وفي 20 نوفمبر الماضي، أعلن حفتر عن المعركة الفاصلة وفي إطار استعداداته للحرب على طرابلس، وزار خيري التميمي مدير مكتبه قاعدة الجفرة الجوية، والتي أظهرت الصور به طائرات من نوع؛ ميج 29 وسوخوي 24 اللتين قامت شركة فاغنر الروسية بجلبهما خلال حرب طرابلس 2019.
تنقيب عن الغاز
وبوسط هذه الأجواء، اجتمع السيسي مع مصطفى مدبولي ووزير البترول طارق الملا لمناقشة خطة استكشاف الطاقة بالبحر المتوسط في مجال الغاز الطبيعي والبترول.
وبحسب متحدث باسم السيسي، تناول الاجتماع توسيع رقعة مناطق الاستكشافات الجديدة سعيا لتحقيق الاستغلال الاقتصادي والتنموي الأمثل لموارد مصر وتعظيم الاحتياطيات المضافة من الغاز الطبيعي بهدف تلبية احتياجات السوق المحلية وزيادة التصدير لدعم الناتج القومي، وهو ما يعتبره الليبيون سطوا على مناطقهم.
وكانت وكالة الأناضول الإخبارية التركية قد نقلت عن مصادر، قبل يومين، أن تركيا تحث ليبيا ومصر على بدء الحوار والمفاوضات بأسرع وقت لتحديد حدود البلدين وفقا للقانون الدولي.
ولم تعلق سلطات الانقلاب رسميا على الدعوة التركية؛ وقالت مصادر مخابراتية إن ” إجراءات سريعة لفرض استراتيجية الأمر الواقع، ومنها الإعلان عن بدء أعمال تنقيب، وكل ما من شأنه أن يدعم المسار نفسه” بحسب مواقع محلية.