يبدو أن العنصرية التي يتمتع بها الفرنسيون الرسميون، لا تتوقف عند الحدود السياسية، بل تتخطاها إلى عالم الرياضة ، وهذا ما كشفت عنه بطولة كأس العالم الأخيرة.
فرئيس الاتحاد الفرنسي أخلَّ باتفاق شفهي مع زين الدين زيدان نجم كرة القدم العالمي وقائد المنتخب الفرنسي السابق ، والذي سبق استثناؤهه من رفع كأس العالم من الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك في 1994 وهو سبب الفوز التاريخي لفريق بلاده.
ووفقا للرواية الصحفية، اتفق رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم مع زين الدين زيدان لتولي قيادة المنتخب بعد كأس العالم 2022 وعلى أساسه رفض زيدان تدريب أي نادي أو منتخب آخر خلال الفترة الماضية.
وفوجئ “زيدان” ذو الأصول الجزائرية العربية والإسلامية، أنها بمجرد انتهاء كأس العالم 2022، أن قررت فرنسا التجديد للمدرب ديدييه ديشان لأربع سنوات تالية حتى 2026 دون اعتبار للاتفاق مع زيدان والذي وصلت حيثياته للصحف المحلية.
وعن توجه الصحف الفرنسية لرئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم (نويل لي غريت) بالسؤال عن زيدان والاتفاق، أشار في تصريح مستفز و مثير للجدل ” زيدان سيدرب البرازيل؟ لا أهتم ، يمكنه الذهاب حيث يريد في الأندية، بالكاد أؤمن به إذا حاول الوصول إلي، بالتأكيد لا ، لو اتصل بي أرد حتى ، نحن لم نفكر أبدا برحيل ديشامب “.
أما جملته الصادمة فكانت بحسب أ ف ب “زين الدين زيدان، لم أكن حتى لأرد على المكالمة، لأقول له ماذا؟ مرحبا يا سيد، لا تقلق، ابحث عن نادٍ آخر، لقد توصلت إلى اتفاق مع ديشان”.
وتحول اسم رئيس الاتحاد إلى هاشتاج تصدر التريند في فرنسا وكان من أبرز المغردين عليه نجم المنتخب الفرنسي كيليان مبابـي @KMbappe الذي علق بالقول ” زيدان هو فرنسا ، نحن لا نحترم الأسطورة بهذه الطريقة”.
واعتبر كثيرون أن رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم أسقط بشكل واضح الإهانة لزيدان وهو أفضل لاعب في تاريخ الكرة الفرنسية، باعتراف “لي غريت” نفسه في عام 2021 ، هل يمكن أن نجد أفضل من ديدييه ديشامب ، إذا استقال ديدييه ، فإن أول شخص أراه هو زيدان “.
وتعرض رئيس الاتحاد الذي يمثل فرنسا، إلى هجوم كبير من صحيفة L’Èquipe وسط انتقادات واسعة على رئيس الإتحاد الفرنسي الذي قال إنه لو اتصل به زيدان لن يجيب على الهاتف.
حتى أن جوردان بارديلا رئيس رئيس حزب التجمع الوطني في فرنسا وهو أحد أكثر الأحزاب عنصرية وضد المهاجرين فقال “ما قاله رئيس الاتحاد الفرنسي كان مهينا بحق واحد من أساطير فرنسا الرياضية، أعتقد بأن اعتذار الرئيس لن يكون كافيا، سيتوجب عليه ربما ترك المنصب، عليه الاستقالة ” .
أما المدرب الفرنسي ديديه ديشامب فقال “ما قاله لي غريت عن زيدان غير مقبول أبدا ، وقد كان أمرا جيدا أنه اعتذر لزيزو، وأن التنافس الرياضي موجود بيني و بين زيدان و لكن لا توجد أي مشكلة بيني و بينه ، لدي احترام كبير جدا له ، لقد لعبنا معا في اليوفي و المنتخب و فزنا معا، وأن زيدان لديه مكانة كبيرة في فرنسا”.
وأصدر نادي ريال مدريد الإسباني بيانا يعبر فيه عن استنكارهم لتصريحات بول لي غريت حول الأسطورة زيدان و كريم بنزيما.
زيدان الأسطورة لم يرد حتى ساعته على “لي غريت” الذي أقيل من منصبه ثم اعتذر له رئيس فرنسا وكل مسئولي الرياضة ونجوم اللعبة.
عنصرية ضد “بنزيما”
عنصرية لي غريت لم تتوقف في الوقت ذاته، مع زيدان ، بل وصلت إلى التماس مع كريم بنزيما فقال رئيس الاتحاد الفرنسي قبل إقالته
“أنا معجب بمسيرة بنزيما، للأسف كان لديه بعض الإصابات وأنا آسف لذلك، لا يهمني ما يقوله الناس ، كان الأطباء فعالين للغاية، لو كان كريم بنزيما معنا في المونديال لما حصلنا على جيرو ، وربما لم يكن لدينا أهداف بنفس القدر”
رواية صحفية أكدت أن استبعاد كريم بنزيما من معسكر المنتخب الفرنسي كان لرفضه القاطع لحملة دعم “المثليين” فأخرجوه ليلا بطريقة غريبة، وذهبوا في رحلة على الساعة السادسة صباحا، بعد أن أخبره الطبيب بأنه لن يكون جاهزا للبطولة.
كريم بنزيما الذي حصل على جائزة الكرة الذهبية للمرة الأولى في تاريخه في 2022 كان أفضل شيء حدث إلى الآن ، وأبلغ رد على تصريحات رئيس الاتحاد الفرنسي بخصوص زيدان و كريم بنزيما، بطل دوري الأمم الأوروبية رفقة منتخب فرنسا 2021 وبطل دوري أبطال أوروبا 5 مرات، بجانب العديد من الألقاب الأخرى.
كريم بنزيما الذي اعتزل اللعب الدولي كان المقدمة لهذه التفاعلات، ولكنه لم يصمت أمام تحميله مسؤولية الخسارات المتكررة لفرنسا ، فأكد أن أعداء له داخل المنتخب الفرنسي يترصدونه، وأبرزهم المدرب ديدييه ديشان، فضلا عن خلافاته مع رئيس الاتحاد الفرنسي، وتسريب أخبار تفيد بأن بنزيما تعافى من إصابته تماما بعد نهاية الدور الأول لكأس العالم، ولكن أوامر ديشان والاتحاد الفرنسي كانت المبالغة في تشخيص إصابة بنزيما من أجل استبعاده تماما من قائمة المونديال.
بنزيما تحمل إلى أن حدث ما حدث مع أبيه الروحي زين الدين زيدان ، وهما ثنائيان بفريق ريال مدريد الأسباني لاعب ومدرب، من عدم اعتباره في تدريب المنتخب، وبداية حقبة جديدة من الرهان عليه، قبل أن تصدم فرنسا زيدان وبنزيما والعالم كله بتجديد عقد ديشان.