نشر موقع “ناشيونال” تقريرا سلط خلاله الضوء على الأزمة الاقتصادية في مصر، مضيفا أن العديد من مالكي الحيوانات الأليفة تخلوا عنها لتوفير المال مع ارتفاع تكاليف التغذية والتربية .
وبحسب التقرير، لم تتمكن أمل (3 أعوام) وهي كلبة من سلالة الغريفون القزم، من مطاردة صاحبها أثناء ابتعاده بعدما تركها في مكب للقمامة في القاهرة.
وأصبحت مثل هذه القصص نموذجية، حيث يضحي المصريون بحيواناتهم الأليفة في مواجهة التضخم القياسي.
في حين أن بعض المالكين يسمحون ببساطة لكلابهم بالخروج إلى الشوارع لإعالة أنفسهم ، فإن آخرين يقومون بإعدامهم أو إصابتهم ، وأحيانا بطرق وحشية ، كما قالت ميرا جمال ، صاحبة ملجأ في حي مصر الجديدة الراقي بالقاهرة ، لصحيفة ذا ناشيونال.
وقالت ميرا جمال، التي تمتلك وتدير الملجأ منذ 11 عاما، إن “أعداد الكلاب التي يتم قبولها قد زادت بشكل كبير في الأشهر الثمانية الماضية”.
في أوائل عام 2022 ، كان لديها حوالي 250 كلبا، الآن لديها أكثر من 400، كما أنها تشهد انخفاضا في عدد الأشخاص الراغبين في التبني.
وقالت “لقد توقفت عمليات التبني من المصريين بشكل أساسي، لكنني أتلقى أيضا الكثير من الطلبات من خارج مصر وتم إعادة توطين العديد من كلابي في الولايات المتحدة أو أوروبا، لكن هذه الأرقام تنخفض الآن أيضا”.
وأبلغت وكالات التبني في الخارج جمال أنه نظرا لأن المزيد من الكلاب الأوكرانية، التي نزحت بسبب حرب البلاد مع روسيا، يتم إعادة توطينها في الخارج، يتم أخذ عدد أقل من مصر.
وقالت “قبل الحرب، كنا نعيد توطين ما معدله 40 أو 50 كلبا كل شهر، والآن يتم تبني ما بين 15 و20 كلبا”.
بالإضافة إلى ذلك ، زادت تكاليف التشغيل الخاصة بها ، والتي تشمل الطعام الجاف وهياكل الدجاج والأرز، أربعة أضعاف.
قالت “أنا أطعم كلابا أكثر من أي وقت مضى ، ولكن أيضا الأشياء أغلى بكثير، ولا أعرف كم من الوقت يمكننا البقاء مستمرين بهذا المعدل، في العام الماضي ، كان بإمكاني إطعام جميع كلابي بحوالي 1,500 رطل في اليوم، الآن أدفع أكثر من 4,600 يوميا، والأمور تزداد تكلفة”.
كما زادت النفقات الأخرى مثل الأدوية والاستمالة.
وقالت إنها “تمول ملجأها من خلال التبرعات التي انخفضت بنسبة 90 في المائة، وبعض الكلاب في ملجأها في حالة سيئة”.
وأضافت “تسعون في المائة من الكلاب التي نعترف بها نجدها في الشارع، “الناس يبلغوننا بها ونحن نستعيدها، هذه منزلية مدللة ليست مجهزة بأي حال من الأحوال للتعامل مع الشارع وفي كثير من الحالات ، بحلول الوقت الذي نصل إليه ، يكون قد فات الأوان لإنقاذهم “.
وفي بعض الأحيان، يحضرهم المالكون إلى الملجأ ويلتقون بميرا جمال، ويشعر آخرون بالخجل الشديد، ويتركونهم عند الباب مع إصابات بكسور في العظام أو يعانون من المرض.
أمل، التي تتعافى حاليا في الملجأ ، هي أكثر حظا من الكلاب الأخرى، وقالت السيدة جمال إن “الكثيرين يموتون متأثرين بجروح لحقت بهم على أيدي أصحابها أو في الشارع بعد التخلي عنهم”.
لا تزال إساءة معاملة الحيوانات مشكلة في مصر، وخلال فترة إدارتها للملجأ، شهدت ميرا جمال بعض الحالات المروعة، وقد تفاقمت هذه الحوادث في الآونة الأخيرة.
قالت السيدة جمال وهي تتصفح الصور على هاتفها والتي تظهر إصابات مروعة عانت منها الكلاب في رعايتها “في الأسابيع القليلة الماضية ، كانت هناك بعض الحوادث التي كانت صادمة حتى بالنسبة لي، يعتقد الناس أن الشوارع تتعرض لسوء المعاملة ، لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو مدى العنف الذي يمكن أن يكون عليه بعض المالكين تجاه كلابهم خلف الأبواب المغلقة.”
في إحدى الصور ، ظهر غريفون مقطوع الرأس وملقى على جانب الطريق، وفي حالة أخرى، فقدت إحدى الهاسكي ساقيها الأماميتين بعد أن كسرتهما بشدة عندما ألقاها مالكها من شرفة في الطابق الثالث.
وقالت جمال “الآن بعد أن عانى الجميع من ارتفاع الأسعار ، أعتقد أن الكثيرين يخرجون إحباطهم من كلابهم ويفعلون أشياء لا توصف”.
وتابعت «كان لدي كلبان قبل بضعة أسابيع وضعهما صاحبهما في كيس، وصبه بالبنزين، وأشعل النار فيه وألقاه في صندوق كبير وغادر، رأته امرأة، وأطفأت النار وأحضرتها إلي”.
يقع المأوى في منزل عائلتها القديم بالقرب من حي الكوربة الخلاب في مصر الجديدة، وهو مبنى سكني تم تحويله من أربعة طوابق.
وهي تدخر حاليا لنقل الحيوانات إلى مساحة أكثر انفتاحا، ومع ذلك، ارتفعت الإيجارات أيضا بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة، زهي تدفع رواتب عمالها من مالها الخاص.
كانت ميرا جمال محظوظة في مساعيها الريادية، بدأت حضانة في عام 2011، لكنها اضطرت إلى إغلاقها بعد أن أدى التخفيض الأول لقيمة الجنيه المصري في عام 2016 إلى استنزاف مدخراتها.
كما امتلكت وأدارت مركزا خاصا للدروس الخصوصية تم إغلاقه في عام 2020 خلال جائحة Covid-19.
https://www.thenationalnews.com/mena/2023/02/13/crisis-of-abandoned-pets-amid-egypts-economic-crisis/
