“حميدتي” يعترف بخطأ انقلاب 25 أكتوبر ..سودانيون: رسالة للغرب وترسيخ الخلاف مع البرهان

- ‎فيعربي ودولي

رغم أن الاعتراف سيد الأدلة، إلا أنه عند عسكر السودان له معاني أخرى فمحمد حمدان دقلو الذي أعلن اليوم أنه “نادم على مشاركته في انقلاب 25 أكتوبر معترفا بجرائمه، كانت لذلك أهداف أبرزها أن تعدل الإدارة الأمريكية توصيفها لانقلاب ٢٥ أكتوبر بأنه انقلاب وليس استيلاء على السلطة، بعكس موقفها من خطاب انقلاب 3 يوليو في مصر واختطاف الرئيس الشرعي محمد مرسي والمذابح التي تلت”.

وهذا الهدف ظهر من مناشدة “دقلو” “الأسرة الدولية والإقليمية أن تكون السند للحكومة القادمة”.

السودانيون يرى جانب منهم أن اعتراف حميدتي بخطأ انقلاب ٢٥ أكتوبر، اعتراف شجاع، والرجوع للحق أفضل من التمادي في الباطل، وأن الاعتراف سبقه اعتراف من البرهان دون إعلان ندم أو اعتباره خطأ، يفتح الطريق إلى النأي بالعسكريين من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.

وقال حميدتي

وقال الفريق أول حميدتي “انقلاب ٢٥ أكتوبر أصبح للأسف بوابة لعودة النظام البائد، مما دفعني لعدم التردد بأن أعود عنه إلى الصواب، وأن أرغب بصدق في الخروج من السلطة السياسية وتسليمها لسلطة مدنية انتقالية، وهو أمر تعاهدت عليه مع السيد الرئيس الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقيادة القوات المسلحة السودانية ولن أعود عنه أبدا”.
 

وأضاف “شباب وشابات ثورة ديسمبر المجيدة لم أتردد في الوقوف في صفهم ضد ظلم النظام البائد واستبداده وفساده، حاولت ما استطعت فأصبت حينا وأخطأت أحيانا، آخرها خطأ انقلاب 25 أكتوبر، الذي تبين لي منذ يومه الأول أنه لن يقود لما رغبنا فيه”.

وأثناء تدشين “دقلو” أولى رحلات الجسر الجوي للمساعدات لمتضرري الزلازل بتركيا، قال نائب رئيس مجلس السيادة في السودان إنهم “ملتزمون بما نص عليه الاتفاق الإطاري الموقع بين قوى مدنية وأخرى عسكرية، معتبرا أن الاتفاق الإطاري هو مخرج البلاد من الأزمة، مؤكدا أنه سيقع دمج قوات الدعم في الجيش وفق جداول زمنية متفق عليها”.

رؤية أطراف سودانية

وقالت الناشطة والكاتبة هيفاء فاروق يعقوب إن “اعتراف حميدتي بأن اللي حصل ده انقلاب وقبله برهان نتيجة حتمية لخروج الجماهير التلقائي يوم ٢٥ أكتوبر ومابعد ذلك من تضحيات باهظة من أطفال وشباب ونساء وشيبة وفقدان لأعضاء وإصابات لا تحصى وموجات اكتئاب وفقر مدقع”.

وأضافت عبر فيسبوك “كانت التضحيات وكل القرابين التي قدمت فداء للحرية والعدالة غالية، فالمقابل بالتأكيد لن يكون أدنى أو أقل من الوصول  للديموقراطية وإرساء دعائمها في المؤسسات، هذا المخاض عسير، لكن فليسأل كل منا ماذا قدم كل صباح من أجل الديموقراطية وهل يكفي ذلك؟  هل يعمل مع رفاقه ورفيقاته كفريق وإلى أي مدى يمكننا المواصلة؟ وماهي اللحظة المناسبة للاستلقاء؟”.

أما القيادي بثورة التغيير جمال إبراهيم فقال “واحد اعترف بجريمته واعتذر  والتاني لسه بيكابر، بعد أكثر من ١٥ شهرا من النكران والمغالطة اعترف البرهان بالقيام بالانقلاب بحجة الإصلاح، و اعترف حميدتي بأنه ندمان على المشاركة  في ذات الانقلاب ٢٥ أكتوبر، الفرق بين  الرجلين أن البرهان  يرى الانقلاب محاولة للإصلاح وهو  غير نادم  يعني لا زال يمتلك حق التصحيح أو الإصلاح، بينما يرى حميدتي  أن مشاركته  في الانقلاب  خطأ  يجب الاعتذار  عنه”.

 

وكتب عضو لجنة إزالة التمكين صلاح مناع عبر تغريدة  “رغم خلافي الكبير مع قائد الدعم السريع  قبل الانقلاب بعد تحالفه مع اعتصام الموز، وتعمق ذلك بعد الانقلاب، ولكن الاعتراف بالانقلاب والاعتذار الذي قدمه اليوم للشعب السوداني، خير دليل على شجاعته والاعتراف بالذنب فضيلة، أتمنى أن يكون البرهان شجاعا ويعترف بالخطأ ويتحمل المسؤولية”.

وعلق الأكاديمي السوداني المقداد عبد الله “اعتراف حميدتي بإجراءات 25 أكتوبر ووصفه لها بأنها انقلاب كفيلة بأن تضعه خلف القضبان مع البشير ومحاكمته بذات التهم، أطالب النائب العام بإجراء اللازم الاعتراف سيد الادلة”.

وأضاف الكاتب عثمان سر الختم، “محاولة تصوير صوابية اعتراف حميدتي بعد 14 شهرا من الأنقلاب و بعد تكلفة عالية و خسارة فادحة من فقد و استشهاد و مصابين و اغتصاب و معتقلين، بعيدا عن التردي الاقتصادي و المعيشي و الجرائم الأمنية”.

الانقلاب عند حدوثه كان له أطراف، و كل المكونات أوضحت موقفها من الانقلاب برفضه أو دعمه، فالخطأ واضح منذ أول يوم للانقلاب و يستطيع كل صاحب عقل تمييزه، لأن الانقلاب من يومه الأول كلف الشعب السوداني شهداء و جرحى”.

وتابع “من قام و شارك الانقلاب فليس عليه الاعتذار بل عليه توضيح من سيدفع الثمن؟ و على من تقع الجرائم التي طالت الشعب السوداني، الاعتذار لا يمحو الجرائم و لا يجبر الضرر و لا يصلح الكسر و لا يعيد لنا الرفاق من جديد و لا يحقق العدل “.

خلاف الدعم والجيش
ولفت الأكاديمي السوداني د.عمار سليمان إلى أن “موضوع الخلاف بين الجيش والدعم السريع، مع من نقف ؟ موضوع الخلاف  قديم متجدد”.

وأضاف “وأنا سأقول رأيي بصراحة شديدة كمواطن سوداني، أولا قوات الدعم السريع شاركت في فض الاعتصام والدليل الفيديوهات المنتشرة، ولكن تحت  قيادة القوات المسلحة”.

وثانيا وهو الأهم عندي القوات المسلحة عبارة عن جخنون كيزاني، لذلك لايمكن أن تكون جزءا من الحل، القوات المسلحة وقائدها البرهان لايريدون مدنية ولا يحزنون “.

ولفت إلى أن “حميدتي أدرك بفطنته وذكائه الحاد أن طريق الانقلاب  لن يقوده إلى أي شيء، وطالما هو اعترف بالخطأ واعتذر عنه، ويقود طريق العودة إلى الدولة المدنية، أنا معه، إلى أن يثبت عكس ذلك فالحرب خدعة، وطالما يخدم أجندات الثورة فمرحبا به، وعندما يتطهر الجيش من الكيزان والمنتفعين حينها سنهتف لجيش بلادنا”.