قالت مجلة الإيكونومست إن “السعودية أنفقت مليارات الدولارات لإسقاط النظام السوري، لكنها فشلت، وهي اليوم تريد التواصل مع الأسد وتدعو باقي الدول العربية لذلك”.
ورأت المجلة البريطانية الأبرز أن السعودية تعترف بإخفاق دبلوماسيتها وسياساتها الخارجية في اليمن وسوريا، وفشل غاياتها التي أنفقت عليها مئات المليارات من الدولارات.
وسلطت صحيفة الإيكونوميست الضوء على تصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن سعود في مؤتمر ميونيخ للأمن ما يقوله دبلوماسيون خليجيون آخرون في أحاديثهم الخاصة، لم يعد هناك أي طريق واضح للإطاحة بالأسد وقال “لدينا جميعا سياسات، لكن ليس لدينا أي استراتيجية لتنفيذ تلك السياسة”.
وأشارت مجلة الإيكونوميست أن السعودية تقترب من التصالح من بشار الأسد والحوثي في اليمن بعد سنوات من العمل على الإطاحة بهم، مضيفة أن السعودية تنظر اليوم إلى العالم العربي بأنه مصدر إزعاج ممل، ومع ذلك قد تتقارب مع الأسد بالقمة العربية المقبلة في الرياض وقد توقع اتفاقا مع الحوثيين في رمضان.
وضمن سلسلة ممتدة انتهزت قوى الثورة المضادة التي كانت تعلن مساندة الثورة الثورية وتبطن دعم النظام السفاح المتضامن مع موسكو وواشنطن وتل أبيب بشعارات المقاومة والممانعة فرصة زلزال تركيا والشمال السوري إلى إظهار المبطن بدعم لا يكتفي بالمساعدات الإنسانية التي باعها شبيحة بشار الأسد في شوارع دمشق ودير الزور والقامشلي بل وتدفع في تجاه نسيان جرائم حرب ارتكبها النظام السوري بتطبيع دبلوماسي كان قاصرا في فترة من الفترات على الجزائر، ثم انطلق في مارس 22 إلى الإمارات التي زارها عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجيتها وتحدث في آخر زيارة قبل أسبوع عن إيجاد حل سياسي للأزمة السورية يعيد أمن واستقرار ووحدة سوريا ويلبي تطلعات الشعب السوري الشقيق في التنمية والتطور والرخاء.
وقال الكاتب السعودي محمد المسمار إن “السعودية فرضت على بشار الرحيل مع شروط أخرى، مثل طرد حزب الله وإيران من سوريا حتى يحضر قمة الرياض، وليس لديه خيار، فيبدو أن إسرائيل ستقوم بضرب مواقع في سوريا، حتى وإن تسبب ذلك في أزمة مع روسيا، وبالتالي لن يجد حماية من أحد وأن بشار يفكر في التطبيع مع إسرائيل”.
وأضاف، مثلما ستطبع العراق مع إسرائيل، لم يبق أمام محور المقاومة سوى الخضوع ، مستعرضا أن إيران حاليا بميليشياتها كلها تابعة لروسيا ، وأنه لذلك الصدام الآن بين سوريا والعراق وإيران وحزب الله وحماس باعتبارها كلها تعمل لصالح إيران، لذلك سيكون الجميع في نظر الغرب عدوا وجب إسقاطه.
ورأى أنه عندما حاولت إيران الاحتماء بدولة الصين فأقامت السعودية علاقات مع الصين جعلت الصين تطالب إيران بالخروج من العواصم العربية وأدانت احتلالها للجزر الإماراتية.
ورأى أن السعودية “لا يعنيها سوى العواصم العربية التي تقع تحت النفوذ الإيراني، ولذلك تعمل على استعادتها بكل الطرق المشروعة”.
ومن أبرز ما أشار إليه أن بشار سيحضر القمة العربية، وأنه في حال حضوره وهو قزم ذليل سينفذ ما يُقال له وسيرحل عن سوريا بعد أن يطرد حزب الله وبقية الميليشيات من سوريا.
تواصل السيسي
وزار وزير خارجية السيسي الاثنين سوريا وتركيا، لنقل تضامن السيسي مع الدولتين، وكغطاء للتطبيع مع النظام المجرم قالت خارجية السيسي، في بيان لها إن “لقاءات سوريا وتركيا هي استعداد القاهرة لتقديم يد العون والمساعدة للمتضررين من الزلزال بالمناطق المنكوبة”.
وأعلن السيسي مرات عن مسار تقارب متسارع بين دمشق والقاهرة، بما يمهد إلى تعزيز علاقات مصر مع كلا البلدين.
الأحد، 26 فبراير زار المستشار حنفي الجبالي، رئيس برلمان العسكر، وقاضي تيران وصنافير سعودية كان أول مسؤول رفيع المستوى يزور سوريا منذ 2011.
وكان “الجبالي” ضمن وفود المشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، الذي قرر في مؤتمره الـ34 السبت 25 فبراير ببغداد، تشكيل وفد لزيارة سوريا، تأكيدا على الوقوف إلى جانبها.
وقال الجبالي في تصريحات له عقب وصوله لدمشق “نحن في سوريا العزيزة الشقيقة لدعمها والتضامن معها في مواجهة محنة الزلزال”.
وأضاف “نقول للشعب السوري نحن أخوة ونقف إلى جواره في هذه الظروف الصعبة”.
ومنذ الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا في 6 فبراير الجاري، اتصل عبدالفتاح السيسي هاتفيا بالسفاح السوري بشار الأسد، هو الأول رسميا منذ 2014.
وأرسلت مصر عدة طائرات وسفنا تحمل مساعدات متنوعة لمساعدة سوريا على تجاوز كارثة الزلزال.
وفي 6 فبراير الجاري، ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوة الأول 7.7 درجة والثاني 7.6 درجة، تبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أودى بحياة عشرات الآلاف معظمهم في الجنوب التركي، إضافة إلى دمار هائل.
والخميس الماضي، أرسلت مصر طائرتي مساعدات إغاثية إلى تركيا تضامنا مع الشعب التركي في تخفيف آثار الزلزال المدمّر الذي ضرب البلاد قبل أسبوعين.
وتأتي الطائرتان غداة رسو السفينة التابعة للقوات البحرية المصرية “حلايب” في ميناء مرسين الدولي جنوبي تركيا، محملةً بـ650 طنا من المساعدات الإنسانية.
وفي 8 فبراير الجاري أعلن الجيش المصري تسيير 5 طائرات نقل عسكرية محملة بكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية إلى سوريا وتركيا.
ومنتصف الشهر الجاري، عقد رئيس حكومة السيسي مصطفى مدبولي اجتماعا مع وفد ضم ممثلي شركات تركية تعمل في مصر، أو ترغب في بدء استثمارات جديدة في السوق المصرية خلال المرحلة المقبلة، ليكون اللقاء الأول منذ 10 سنوات.
يوم الحظ
وبالتزامن مع زيارة جبالي برلمان العسكر، استقبل بشار الأسد، الأحد، رئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، صقر غباش ورؤساء مجلس النواب في العراق والأردن وفلسطين وليبيا ومصر، إضافة إلى رؤساء وفدي سلطنة عُمان ولبنان، والأمين العام للاتحاد البرلماني العربي.
واستقبل بشار الأسد؛ صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات منفردا، ناقلا له تحيات محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائبه.
الأسد في سلطنة عمان
وأجرى بشار الأسد، الإثنين، الماضي زيارة عمل مفاجأة إلى سلطنة عمان، وكان لافتا أن سلطان عمان قدم تعازيه للأسد الذي يزوره والشعب السوري بضحايا الزلزال المدمر.
وكانت أول زيارة خارجية يجريها بشار عقب الزالزل المدمر والثانية عربيا له عقب زيارته لدولة الإمارات في مارس 2022، وهي
الزيارة الأولى لسلطنة عمان.
ووجهت عدة دول عربية من بينها السعودية ومصر والجزائر مساعدات طارئة لبشار الأسد، وهو الأضعف تضررا مقارنة بالشمال المحرر عقب الزلزال.