رغم قرار وزارة الأوقاف الفلسطينية بإعادة فتح باب الاعتكاف، انتهكت قوات الاحتلال الصهيوني حرمة المسجد الأقصى مجددا واقتحمت المصلى القبلي بالأحذية واعتدت على المصلين بهمجية ودموية مطلقة.
وعبر كاميرات الناشطين والمصلين والمعتكفين بالمسجد الأقصى نقلت القنوات الإخبارية والفضائيات مشاهد ملاحقة جنود الاحتلال للمعتكفين والاعتداء عليهم في باحات الأقصى مساء الأربعاء.
وقال شهود عيان إن وتيرة الاعتداء وأعداد القوات فاقت اعتداء ليلة أمس وأن المسجد الأقصى تحول إلى ثكنة عسكرية.
وأضاف شهود العيان أن مشهد الأمس يتكرر الآن في المسجد الأقصى، ولكنهم اليوم بدأوا هجومهم على المصلّين وهم في صلاتهم، وأغلق المعتكفون في المصلى القبلي الأبواب عقب اقتحام الاحتلال للأقصى. بعد محاولات حثيثة لا تتوقف من المجرمين الصهاينة لإجبار المعتكفين على إخلاء المصلى القبلي في المسجد الأقصى المبارك.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في أحدث إحصائية إن 6 إصابات وقعت جرّاء قمع قوات الاحتلال للمعتكفين في المسجد الأقصى، اثنتان منها جرى نقلهما للمستشفى تحت الرصاص المطاطي والقنابل.
وأكد متابعون، في تصريحات للقنوات الإخبارية العربية، انتشار مشاهد ذبح القربان هو أخطر الطقوس التي يهدف الاحتلال لفرضها في ما يسمى "عيد الفصح" وقد نصبت جماعات الهيكل المتطرفة منصة لذبح القربان على السور الجنوبي للأقصى لمحاكاة الذبح وهذا يمثل عدوانا خطيرا على المسجد الأقصى المبارك يترجم حجم الإجرام الذي يرتكب على أعتاب الأقصى وداخله.
وأكد الباحث المقدسي د. زياد ابحيص إن المسجد الأقصى "يتعرض لخطر الاحتلال الصهيوني، و يقف المرابطون دفاعا عنه مكشوفي الظهر منفردين!! لذلك وجب أن نكون لهم عونا و سندا شعوبَ الأمة".
وأضاف أن الاحتلال يهدف إلى إزالة المسجد الاقصى بكامل مساحته، ولأنه مشروع بعيد المنال، فإن الصهاينة يلجأون إلى حلول مرحلية بهدف تقسيمه مثل الأعياد اليهودية كعيد الفصح العبري!
ودعا ناشطون مقدسيون إلى استمرار الاعتكاف والرباط بالمسجد الأقصى المبارك لمن أمكن والتفاعل عبر مواقع التواصل لمن لا يستطيع رسالة قوية لمن يتربصون بالأقصى مفادها أن الاقصى خط أحمر، ولن نتنازل عنه.
وأضافوا أنه "لا بد من التركيز على الاعتكاف باعتباره بوابة المراحلة، بوابة الرباط، بوابة الحماية، بوابة الوجود بالمسجد الأقصى لصد الاقتحامات".
وقال ناشط آخر: "وفي الأقصى رجالٌ لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله والجهاد في سبيله..اللهم ثبّتهم وانصرهم في وجه عدوهم الرباط والصلاة في الأقصى ".
وأضاف آخر: "لن يتوقف المقدسيون عن رباطهم ودفاعهم عن حقهم في أقصاهم، وسيبقى المرابطون صامدين رغم أنوف الاحتلال، وعلى الجميع أن يسلك الطريق الصحيح لدعم هؤلاء الأبطال في وجه عدوان الفصح القادم على المسجد الأقصى".