نشر موقع “مدى مصر” تقريرا سلط خلاله الضوء على المخاطر التي تتعرض لها صناعة الألبان في مصر بسبب ارتفاع التضخم وتراجع القوة الشرائية للمستهلكين.
وبحسب التقرير، فقد ارتفعت الحموضة في الحليب بالمخازن، وبدأ المزارعون يبيعون الماشية ومنتجات الألبان، وبدأت المصانع في خفض استهلاكها حيث تقوم الأسر في جميع أنحاء البلاد بتخفيضات وسط موجة من التضخم التي ارتفعت في السوق لأكثر من عام، ويهدد هذا الاتجاه قدرة قطاع يساهم بما يصل إلى 3.3 مليار دولار أمريكي في الناتج المحلي الإجمالي لمصر سنويا، أو ما يعادل 1.6 بالمائة.
وتشهد مبيعات الألبان انخفاضا باعتبارها أحد الآثار السلبية العديدة لانخفاض القوة الشرائية للمستهلكين، حيث تتآكل ميزانيات الأسر بسبب الضغط المركب للتضخم العالمي والانخفاض السريع لقيمة الجنيه المصري، مما يسبب ضغطا على الاقتصاد المعتمد على الواردات.
وأفاد حوالي 60 بالمائة من 6 آلاف أسرة شملتها الدراسة الاستقصائية التي أجراها المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية أنها خفضت استهلاكها من الحليب منذ مارس 2022.
ونتيجة لذلك، أرسلت شركة جهينة، وهي شركة لمنتجات الألبان تمتلك الحصة السوقية الرائدة، رسالة رسمية في منتصف أبريل إلى موردي الألبان لإبلاغ المزارع بأنها ستخفض مشترياتها بنسبة 25 بالمائة، وفقا لتصريح أشرف سرور، رئيس جمعية منتجي الألبان، ومن جانبهم، قامت شركتا ألماراي وبيتي المنافستان بخفض مشترياتهما بنسبة 30 بالمائة.
كما أن صانعو الجبن مثل عبور لاند قد قلصوا أيضا من إنتاجهم، وقال مصدر رسمي في الشركة لموقع مدى مصر بشرط عدم الكشف عن هويته: إنه “بالنظر إلى عدد الأسر التي تستهلك الجبن، فإن الشركة لا تشعر بالقدرة على رفع الأسعار بالنظر إلى ارتفاع أسعار السلع بالفعل للجمهور، إن ما أستطيع أن أفعله الآن هو الحد من طاقتي الإنتاجية من أجل وقف الخسائر”.
وقال المصدر: إن “شركة عبور لاند خفضت طاقتها الإنتاجية بنسبة 30 بالمائة، مما أدى إلى وقف إمدادات الحليب من المزارع لمدة أسبوع كامل خلال شهر رمضان، في خطوة غير مسبوقة”.
ويعاني المزارعون من انخفاض الطلب، فالحليب يتراكم في مستودعاتنا، كما قال صاحب إحدى المزارع التي تزود جهينة، متحدثا بشرط عدم الكشف عن هويته ليوضح أن الشركة بدأت ترفض تسليم الحليب قبل نحو شهر، كانت الشحنة تنتظر في الخارج في السيارات لمدة ثلاثة أيام، وفي النهاية، كانوا يأخذون عينة ويقولون “الحموضة زادت، لذلك لن نتمكن من أخذه.”.
وقال أحمد الجندي، صاحب مزرعة ألبان، لموقع مدى مصر: إنه “بدأ بيع مواشيه تدريجيا منذ عدة أشهر مع انخفاض سعر بيع الألبان إلى ما دون سعرها المرتفع، ما كبده خسائر تقدر بآلاف الجنيهات”.
ويمثل قطاع الألبان في مصر ما يصل إلى 1.6 من الناتج المحلي الإجمالي وفقا لتقديرات منظمة العمل الدولية، ويشكل ثلث صناعة الماشية الزراعية، ومن بين 7 مليارات طن من الحليب الذي ينتج سنويا، يجري تصدير نحو 80 في المئة.
https://www.madamasr.com/en/2023/05/17/news/u/milk-turns-sour-cattle-sold-off-as-customers-tighten-purse-strings-in-response-to-inflation/