وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إنه رغم الانقسام والأزمة الاقتصادية التي تعاني منها تركيا فإن استطلاعات الرأي تُفيد بأن أردوغان سيفوز بتلك الجولة فوزًا كبيرًا، في ظل أداء أضعف من المتوقع لتحالف كليجدار أوغلو.
واشارت الصحيفة إلى أن أردوغان شخصية تواجه آراء منقسمة تمامًا، فالبعض يتهمه بتفكيك الديمقراطية في تركيا باستخدام أساليب قمعية ضد المجتمع المدني والإعلام وتعزيز سلطته رئيسًا للبلاد.
ورأى مؤيدو أردوغان أنه مجدد تركيا العظيم، وداعم لمشاريع البنية التحتية الكبرى، بالإضافة إلى دعمه لإعادة مظاهر الإسلام إلى الحياة العامة.
وفي مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست، لفت إلى أنه بعد يوم واحد من التصويت، كان الشعور بخيبة الأمل بين مؤيدي المعارضة ملموسًا، وبدلاً من تراجع أردوغان، حقق تقدمًا مريحا يقارب 5 نقاط مئوية وسيقابل كليجدار أوغلو في الجولة الثانية.
معظم الخبراء الذين استطلعت الصحيفة آرائهم يعتقدون أن عودة أردوغان إلى السلطة أمر واقع، خاصة أن حزب العدالة والتنمية بزعامته وحلفائه سيطروا على البرلمان.
ولفتت الصحيفة إلى استخدم أردوغان تكتيكات في الأسابيع التي سبقت التصويت، بما في ذلك رفع رواتب موظفي القطاع العام، وتوفير الغاز المجاني للأسر، نظرًا لأن خطابات الرئيس حظيت بتغطية شاملة على وسائل الإعلام التركية، فقد نشر كليجدار أوغلو رسائله للجمهور إلى حد كبير من خلال حسابه على تويتر، في خطابات مسجلة على طاولة المطبخ حول موضوعات مثل الاقتصاد".
وقالت إن كليجدار أوغلو وأردوغان يعتمد على التصويت الكردي، وبدونهم، لا يمكنه الفوز، لكن معهم، لن يدعمه العديد من الناخبين القوميين..
روتيرز واكتساح مقبل
ومن جانب آخر، أكدت وكالة رويترز للأنباء في تقرير بثته الأحد أن جولة الإعادة بانتخابات الرئاسة في تركيا قد تشهد تمديد حكم الرئيس رجب طيب أردوغان لعقد ثالث.
وأضافت أن أردوغان (69 عاما) تحدى استطلاعات الرأي، وحقق تقدما مريحا بخمس نقاط تقريبا على منافسه كمال كليجدار أوغلو في الجولة الأولى التي أجريت يوم 14 مايو الجاري، لكنه فشل في الحصول على نسبة 50% المطلوبة لحسم الجولة الأولى "من سباق له عواقب وخيمة على تركيا والوضع الجيوسياسي العالمي".
وعززت رؤيتها بأداء أردوغان القوي بشكل غير متوقع وسط أزمة غلاء معيشية عميقة، وفوز تحالف يضم حزبه، العدالة والتنمية المحافظ وحزب الحركة القومية وأحزابا أخرى في الانتخابات البرلمانية، أدى إلى دعم الرئيس المخضرم الذي قال إن التصويت لصالحه هو تصويت للاستقرار.
وقالت "رويترز"، فلن تحدد الانتخابات فحسب من سيحكم تركيا، وهي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة، ولكن أيضا كيف تُحكم، واتجاهات اقتصادها بعد أن انخفضت عملتها إلى عُشر قيمتها مقابل الدولار خلال عقد من الزمن، وكذلك شكل سياستها الخارجية التي أثارت غضب الغرب بسبب تنمية تركيا علاقاتها مع روسيا ودول الخليج.
سنوات الخبرة
وبحسب التقارير، منحت سنوات أردوغان في منصبه للرئيس فهمًا دقيقًا لكيفية تعزيز الميزة الانتخابية بين الناخبين وكيفية الاستفادة من سلطته الهائلة ونفوذه للقيام بذلك. تم استخدام هذا النموذج بالفعل في الانتخابات السابقة في عامي 2015 و2018.
وبعد انتهاء انتخابات الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، قال الكاتب الأمريكي إيشان ثارور، إنه قبل يوم واحد من الانتخابات التركية، كان الخبراء الليبراليون في الولايات المتحدة، يشعرون بإمكانية حدوث نقطة تحول تاريخية، بسبب اعتقادهم أن أردوغان تراجعت صورته عن القيادة الكفؤة، وبات ضعيفا بعد أزمات اقتصادية وزلزال مدمر ضرب البلاد.
أما كليجدار أوغلو مرشح تحالف المعارضة المكون من 6 أحزاب، والذي يتزعم حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مؤسس تركيا مصطفى كمال أتاتورك، فقد كافح معسكره لاستعادة الزخم بعد صدمة تفوق أردوغان في الجولة الأولى.
وأظهرت نتائج الانتخابات الأولية دعما أكبر من المتوقع للقومية، وهي تيار قوي في السياسة التركية واشتدت بسبب سنوات من القتال مع المسلحين الأكراد ومحاولة الانقلاب في عام 2016 وتدفق ملايين اللاجئين من سوريا منذ بدء الحرب هناك في 2011.