أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء 5 يوليو 2023م- انتهاء عمليته العسكرية في جنين بالضفة الغربية المحتلة، والتي شارك في فيها أكثر من 3 آلاف جندي و200 آلية عسكرية وعشرات الطائرات. وكان جيش الاحتلال بعد عدوانه على جنين فجر الإثنين 3 يوليو وأنهاها منتصف الأربعاء بعدما استمرت يومين وخلّفت شهداء وجرحى فلسطينيين تم تشييع جثامين عشرة منهم. وعمّت شوارع مخيم جنين وعدد من مدن الضفة الغربية مسيرات شارك فيها آلاف الفلسطينيين احتفالا بما اعتبروه انتصارا للمقاومة الفلسطينية في مخيم جنين خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمدنية في اليومين الماضيين. وشارك المئات في مسيرات عفوية في مخيم جنين ورام الله وأريحا ونابلس، وردد المشاركون شعارات ممجدة للمقاومة في صمودها أمام قوات الاحتلال ومقاومته.
انسحاب الاحتلال
وأفادت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية بأن “العملية انتهت رسميا وغادر الجنود منطقة جنين”. وحسب المتحدث باسم جيش الاحتلال فإن العملية كانت معقدة وفي منطقة صعبة لكننا حققنا أهدافها”، مضيفا أن الاحتلال اعتقل 300 وقتل 12 فلسطينيا خلال العملية العسكرية. كما أفاد بأن عددا من الفلسطينيين أصيبوا بجروح نتيجة غارة إسرائيلية استهدفت موقعا داخل مقبرة في الحي الشرقي بجنين، وذكر الجيش الإسرائيلي أن الخلية المستهدفة شكلت تهديدا على قواته لدى انسحابها من المدينة.
12 شهيدا ومئات الجرحى
وشيّع آلاف الفلسطينيين جثامين 10 شهداء سقطوا بنيران الجيش الإسرائيلي، 5 منهم دون سن 18، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”. وانطلق الموكب الجنائزي من أمام مستشفى جنين الحكومي، باتجاه وسط المدينة، وتم دفن 9 جثامين في قبر جماعي بمقبرة مخيم جنين الجديدة، بينما دفن العاشر في مسقط رأسه بقرية فحمة جنوبي جنين. وارتفع عدد شهداء الهجوم الإسرائيلي على جنين إلى 12 شهيدا، بينهم 3 أطفال، بينما تجاوز عدد الجرحى 100. وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة 117 فلسطينيا بينهم 12 إصاباتهم خطرة. ودانت ووزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة استهداف فرق الإسعاف وعرقلة الوصول إلى الجرحى.
بدورها، قالت المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية لين هاستينغز -في تصريح للجزيرة- إن حصيلة الجرحى الفلسطينيين خلال العملية العسكرية التي تشنّها إسرائيل على جنين هي أكبر حصيلة تسجلها الأمم المتحدة منذ سنة 2005. وحسب شبكة الجزيرة فإن قوات الاحتلال دمرت البنية التحتية في المخيم، بالإضافة إلى ممتلكات الأهالي.
تهديد ووعيد
وقال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن العملية العسكرية “بيت وحديقة” في جنين لن تقتصر على جولة واحدة. وأضاف في ختام تقييم للموقف الأمني بحضور وزير دفاعه يوآف غالانت، في معسكر معبر سالم على شارع حيفا غربي جنين، أن العملية تقترب من نهاياتها بعد أن حققت أهدافها، حسب تعبيره. وبعد إعلان انسحابه من جنين، شن الجيش الإسرائيلي غارات على قطاع غزة استهدفت مواقع للفصائل الفلسطينية ردا على إطلاق صواريخ من القطاع اعترضتها القبة الحديدية. وأفاد مراسل الجزيرة بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت بعدد من الصواريخ موقعا للمقاومة الفلسطينية في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، وموقعا آخر غرب مدينة غزة.
دهس وطعن في تل أبيب
وفي تل أبيب، أصيب 7 أشخاص بعملية دهس وطعن نفذها شاب فلسطيني الثلاثاء، وأفاد شهود عيان بأن منفذ العملية كان يقود سيارة بسرعة فائقة واصطدم بقوة بمحطة لتوقف الحافلات، وبعدئذ ترجّل وطعن إسرائيليين قبل أن يطلق حارس أمن النار عليه من قريب. وقد أظهر مقطع فيديو أن منفذ العملية كان يرتدي بنطالا عسكريا، وقامت قوات الشرطة الإسرائيلية بتطويق مسرح العملية وتمشيط المنطقة. وتبنّت حركة حماس عملية تل أبيب ونعت منفذها عبد الوهاب خلايلة، وأكدت أن هذه العملية هي بداية الرد على عدوان الاحتلال على جنين. ومن موقع عملية تل أبيب، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير جميع الإسرائيليين إلى حمل السلاح، حسب ما نقلت صحيفة معاريف. وقال بن غفير الذي زار موقع العملية إن هجوم تل أبيب يثبت مرة أخرى أهمية وفعالية المواطنين الذين يحملون السلاح. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن بن غفير قوبل لدى وصوله إلى الموقع بترديد هتافات من جانب إسرائيليين طالبوه بتوفير الأمن، بينما وصفه بعضهم بالعنصري الإرهابي.
في السياق ذاته، أكد الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده في كمين أعلنت القسام وسرايا القدس وشهداء الأقصى تنفيذه. وأظهرت صور استهداف المقاومة داخل مخيم جنين آلية عسكرية إسرائيلية بعبوة ناسفة. وقالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بالضفة الغربية إنها اشتبكت مـن مسافة صـفر مـع جيـش الاحتـلال داخـل أزقة مخيم جنين وأكدت وقوع إصابات. وأضافت أن عناصرها خاضت اشتباكات عنيفة وفجرت عبوات ناسفة في آليات جيش الاحتلال في مدينة جنين.