تخاريف دكتور في مستشفى “المجانين”: ترامب من رسل الله!

- ‎فيأخبار

كتب- سيد توكل:

 

«لو جرت انتخابات نزيهة بمصر سيعود الإخوان»، هذا ما بات يحذر منه المفكر المصري العلماني وأستاذ الفلسفة المسيحي، الدكتور مراد وهبة، الذي بلغ من العمر 91 عاماً قضاها في مُناصبة الإسلاميين العداء وإضفاء هالات التقديس على بيادة العسكر، الجديد في الأمر أنه أطل من على شاشة التلفزيون الرسمي وزعم أن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» رسول من عند الله لوقف خلافة المسلمين!

 

ومن المعروف أن «وهبة» خالط "المجانين" فترة طويلة، ومتخصص في الأمراض النفسية والعصبية وتشريح مخ الإنسان، وخاض تجربة مع مرضى الهذيان في مستشفى العباسية، قبل الاستقرار على أن الفلسفة هي طريقه، وينادي بأنه "لا دين ولا وجود للمطلق"، وأن كل الأشياء، أيا كانت، خاضعة وقابلة للتفكير النسبي. 

 

السيسي أنقذ الحضارة!

 

إلا انه وكغيره من مؤيدي الانقلاب العسكري، شغله الشاغل ضمان عدم عودة جماعة الإخوان المسلمين بسقوط الانقلاب، والذي بات وشيكاً، وهو ما جعله يضيف في لقاء مع الإعلامي "عاطف كامل"، ان: "ترامب متحمس السيسي لأنه أنقذ الحضارة بوعيه للمخطط لأنه غامر"، وزعم أنه :" حين جاء أوباما لجامعة القاهرة قال للمشير طنطاوي أعط السلطة للإخوان"، مستطرداً في تخاريفه بالقول:"والمرشد العام للإخوان قال عندما نستولي على السلطة تأتي الخلافة"! 

 

وأردف «وهبة» بمزيج من الهبل على التخريف: " السيسي، وكذا البابا تواضروس كانا يقولان إن سنة حكم الإخوان سنة سوداء، وسبب هذا الكلام هو الخلافة الإسلامية وإمكانية انتشارها في الشرق الأوسط ودول أخرى، لأن أوباما طلب إعطاء السلطة للإخوان وهذا يؤكد أنه ضالع في المخطط". 

 

وتابع: "سيكون ملف الخلافة أول صدام بين ترامب والأصولية الإسلامية".

 

"وهبة" على الشازلونج 

 

من جانبه يقول العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، أحد أبرز العلماء السنة في العصر الحديث، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، محللا ظاهر "وهبة وشركاه"، إن هناك إناسا وجدوا فى هذه الدعوة قيودا على سرقاتهم وأطماعهم ومصالحهم وامتيازاتهم فلا غرو أن يعدوا دعوة الإخوان دفاعا عن مصالحهم التى كسبوها بالباطل ولكنهم يعلنون ذلك بصراحة بل يغلقون ذلك بأغلفة شتى, حتى لا تظهر لصوصيتهم ولا فجورهم للناس.

 

مضيفاً في في مقال بعنوان "لماذا يعادون الإخوان"، أن هناك آخرون رأوا فى دعوة الإخوان : قيودا على ملذاتهم وشهواتهم المحرمة , من الخمر والميسر والنساء وغيرها مما تتيحه لهم الأنظمة الوضعية فهم لذلك يقاومون هذه الدعوة التى تضيق عليهم ما كان موسعا لهم, على طريقة قوم لوط الذين دعاهم إلى الإيمان والطهارة من القذارة, فقالوا: أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون!

 

وتابع :"هناك من يعادون الإخوان , لأنهم يجهلون حقيقة دعوتهم, ولا يعرفون أهدافها ولا مناهجها ووسائلها, ولا القائمين عليها وقد قال العرب: من جهل شيئا عاداه والله تعالى يقول: ( بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله).

 

موضحاً :" وقد ساعد الإعلام المعادى للإخوان – فى الغرب والشرق ومن الداخل والخارج – على تشويه صورتهم وجهل الناس بحقيقة أمرهم, وإظهارهم فى شكل منفرو وكأنهم يعوقون التقدم ويرجعون بالناس القهقرى ويقفون ضد الحريات ويجمدون الحياة ويعادون غير المسلمين ويريدون أن يعلنوا الحرب على العالم كله".

 

هؤلاء لا علاج لهم

 

وشدد على ان :"هناك من يعادون الإخوان, لأنهم يعادون الإسلام: رسالته وحضارته وأمته ويتوجسون خيفة من انبعاثه وصحوته, أو يتميزون غيظا كلما نهض من عثرته أو قرب من جمع كلمته , وهؤلاء تحركهم أحقاد قديمة , وأطماع جديدة ومخاوف دائمة, ونرى هذا تجسيد فى القوى الصهيونية, والصليبية والشيوعية ومن دار فى فلكها وحطب فى حبالها فلا يتصور من هؤلاء أ، يفتحوا قلوبهم للإخوان ,أن يرحبوا بدعوتهم بل هى مصنفة فى قائمة الأعداء أبدا, وهو ما لا نزال نشاهده إلى اليوم مهما حاول الإخوان أن يبينوا وجه المرونة فى دعوتهم والانفتاح فى وجهتهم, ويفتحوا صفحة للحوار مع أخر ويتبنوا فكرة الوسطية والاعتدال فى موقفهم حتى اتهمهم المتشددون بتمييع الإسم, وتقديم التنازلات دون مقابل".

 

وأكد القرضاوي:"مع هذا رأينا الغرب المعادى والمتأثر باللوبى الصهيونى يزداد بعدا كما ازددنا منه قربا, ويخوف من الصحوة الإسلامية ومما سماه الخطر الإسلامي الذي أطلق عليه الخطر الأخضر، بل غدا يحذر من الإسلام المعتدل بعد أن كان يحذر من  الإسلام المتطرف ويقول إن الإسلام المعتدل أشد خطرا لأنه أبقى أثرا وأطول عمرا".

 

وأوضح :"من كان عميلا لهذه القوى المعادية للإسلام وأمته أو من عبيد فكرها وأسارى فلسفتها فهو يحتضن أفكارها ويروج أخبارها عن وعى وقصد أو عن تقليد كتقليد القردة ومحاكاة الببغاء"، وتابع:"ومثل هؤلاء : من يعادى الإخوان – ممن ينسب إلى أبنائه – لأنه يعادى الإسلام ويكره الإسلام, وإن تسمى بأسماء أهله , فهو لا يحب للإسلام أن يسود, ولا لأمته, أن تقود ولا لدولته أن تعود ولا ذنب للإخوان لدى هؤلاء إلا أنهم يدعون إلى الإسلام ويجادون فى سبيله".

 

وتابع:"لكن من مكر هؤلاء الكارهين للإسلام ولتعاليمه وشرائعه: أنهم لا يستطيعون أن يظهروا أمام الناس على حقيقتهم, ولا أن يكشفوا اللثام عن وجوههم وأن يعلنوا عن عدواتهم للإسلام, فلا غرو أن يصبوا عدواتهم كلها على الإخوان ويفرغوا كل أحقادهم وكراهيتهم فى جماعتهم تنفيسا عن الحقد والبغضاء لهذا الدين".

 

وشدد على ان :"هؤلاء لا علاج لهم ولا دواء لأحقادهم إلا أن يتخلى عن الإسلام وعن الدعوة إليه وعن جمع الأمة عليه هنا يكونون سمنا على عسل ويصبحون موضع الرضا والقبول.

 

وقديما قال معاوية: أستطيع أن أرضى كل خصومى إلا واحدا! قيل : من هو؟ قال : الحاسد لأنه لا يرضى إلا زوال نعمتى!".