قتل أكثر من 10 آلاف شخص في إقليم غرب دارفور السوداني خلال الشهرين الماضيين، بحسب زعماء القبائل، وسط صراع مميت بين فصيلين متحاربين أدى إلى نزوح جماعي للاجئين من البلاد وتشريد الملايين داخليا، بحسب ما أفادت “سي إن إن”.
وقالت الوكالة: إن “حوالي 80٪ من السكان فروا من عاصمة غرب دارفور الجنينة، وفقا لرئيس قبيلة المساليت العرقية سعد عبد الرحمن بحر الدين”.
وأضافت الوكالة أن قوة من حوالي 16000 شخص هاجمت المدينة وقتلت مدنيين ونهبت المنازل وسرقت البنوك، حسبما قال بحر الدين في مقابلة مع منفذ “شبكة عاين” السوداني يوم الأحد.
وبعد اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في أبريل/نيسان، أصبحت غرب دارفور مسرحا للعنف المتفشي والفظائع المبلغ عنها التي أدت إلى اتهامات بارتكاب جرائم حرب ضد مقاتلي قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معهم.
“مدينة الأشباح”
ووصف بحر الدين الجنينة بأنها مدينة أشباح خالية من الحياة، مضيفا أن غالبية اللاجئين من المدينة، التي كان عدد سكانها قبل الحرب أكثر من 500,000 شخص، فروا إلى تشاد.
وعبر أكثر من 300,000 مواطن سوداني الحدود إلى الدولة المجاورة الواقعة في وسط إفريقيا منذ اندلاع الصراع، وفقا للبيانات الأخيرة الصادرة عن وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة. ووجد البحث نفسه أن حوالي 2,686,434 شخصا نزحوا داخليا نتيجة للقتال.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، اتهم نشطاء حقوق الإنسان قوات الدعم السريع والمقاتلين العرب المتحالفين معها بإعدام عشرات الأشخاص، والتدمير الكامل لبلدة في غرب دارفور، قائلين إن العنف الذي تعرض له مجتمعات المساليت العرقية يرقى إلى جرائم حرب.
وكثيرا ما تستهدف قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المساليت وغيرها من المجتمعات غير العربية، بحسب تقرير هيومن رايتس ووتش.
وتم اكتشاف ما لا يقل عن 87 شخصا في مقبرة جماعية في غرب دارفور في يوليو، بعد أن زعم أنهم قتلوا على يد قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها، وفقا للأمم المتحدة.
وتحدث مصدر دارفوري في مخيم للنازحين داخليا تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية عن المزيد من الروايات المحلية عن الوضع في ولاية وسط دارفور المجاورة.
وقال أحد السكان المحليين الذين تمكنوا من الفرار: “أجبرت قوات الدعم السريع جميع سكان حي الحصاحيصا في عاصمة وسط دارفور زالنجي على مغادرة منازلهم وإخلائها”.
ووفقا لأولئك الذين فروا من زالنجي، فإن قوات الدعم السريع وميليشيات الجنجويد المتحالفة معها وضعت قناصة على أسطح بعض المباني.
وكانت شبكة “سي إن إن” قد نشرت في وقت سابق روايات مماثلة عن قناصة تم وضعهم في الجنينة، حيث دمر نقص المياه والغذاء والكهرباء ونقص المساعدات الطبية المجتمعات المحلية.
ويقول سكان محليات أخرى في وسط دارفور: إن “قوات الدعم السريع منعت المزارعين من العمل في أراضيهم، وأمرتهم بمغادرة مساحات كبيرة من مزارعهم لترعى فيها جمال وخيول الجنجويد”.
وإلى الجنوب، قتل 16 شخصا على الأقل خلال اشتباكات بين الجيش السوداني ومقاتلي قوات الدعم السريع إلى جانب الميليشيات المتحالفة معها يوم الجمعة، بسبب إطلاق النار العشوائي وإطلاق النار، حسبما ذكرت نقابة المحامين في دارفور.
وحذرت السلطات المحلية من تصاعد الفوضى الناتجة عن الحرب الأهلية في السودان ، حيث تم إخلاء الأحياء في وسط نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور ، مما أدى إلى نزوح السكان إلى مناطق جنوب المدينة ، وفقا لوكالة الأنباء السودانية.
وبدأت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا جديدا في جرائم الحرب المزعومة في السودان في يوليو، حيث قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان: “نحن في خضم كارثة إنسانية”.
https://edition.cnn.com/2023/07/26/africa/sudan-west-darfur-thousands-killed-intl/index.html