“المونيتور”: ماذا وراء أعمال العنف في مخيم عين الحلوة للاجئين في لبنان؟

- ‎فيعربي ودولي

نشر موقع “المونيتور” تقريرا سلط خلاله الضوء على الاشتباكات العنيفة التي اندلعت خلال عطلة نهاية الأسبوع بين الفصائل الفلسطينية المتنافسة في مخيم للاجئين في جنوب لبنان، حيث أفادت التقارير بمقتل ستة أشخاص على الأقل حتى الآن.

وبحسب التقرير، بدأت أعمال العنف يوم السبت بعد أن أطلق عضو في فتح النار على الناشط محمود خليل في مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا الجنوبية، انتقاما لمقتل شقيقه في مارس على يد ناشطين، وفقا لصحيفة الأخبار المحلية، نجا خليل من الهجوم مصابا بجروح، لكن أحد رفاقه قتل وأصيب ثلاثة آخرون، وينتمي خليل إلى فصيل الشباب المسلم، بحسب مصادر فلسطينية من داخل المخيم.

وردا على محاولة اغتيال خليل، هاجم مسلحون مقر فتح داخل المخيم وأطلقوا النار عليه، وفي اليوم التالي، قتل قائد حركة فتح أبو أشرف العرموشي، الذي يرأس قوات الأمن الوطني الفلسطيني في المخيم، وأربعة من مساعديه في كمين.

وسرعان ما تصاعد القتال مع تبادل المسلحين إطلاق النار داخل الأزقة الضيقة للمخيم باستخدام أسلحة ثقيلة، من بينها بنادق هجومية وقاذفات قنابل صاروخية وقنابل يدوية.

وأصابت رصاصات طائشة المباني المحيطة بالمخيم في مدينة صيدا، مع فرار السكان من منازلهم، كما قام مستشفى صيدا العام بإجلاء موظفيه ومرضاه لأسباب تتعلق بالسلامة، وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام يوم الاثنين بأن قذيفة صاروخية سقطت في جنوب المدينة خارج المخيم ما تسبب بأضرار مادية، وأغلقت المتاجر والمدارس في صيدا يوم الأحد بعد إصابة مواطن لبناني برصاصة طائشة، وفقا للوكالة الوطنية للإعلام.

وقال الجيش اللبناني يوم الأحد: إن “شظية من قذيفة مورتر سقطت على موقع عسكري أقيم حول المخيم مما أسفر عن إصابة جندي، وحذر الجيش في بيان من أنه سيرد على أي هجوم ضد مواقعه وعناصره، ونشر الجيش، الممنوع من دخول المخيمات الفلسطينية بموجب اتفاق عام 1969، قواته حول المخيم وقالت مصادر إن طائرات الاستطلاع التابعة له كانت تحوم فوق المنطقة مع اشتداد القتال”.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)  التي تقدم الخدمات الأساسية لما يقدر بنحو 5.7 مليون لاجئ فلسطيني مسجل وأحفادهم في الأراضي الفلسطينية والدول المجاورة، في تغريدة يوم الأحد: إن “اثنتين من مدارسها داخل المخيم تضررتا في القتال، ونتيجة لذلك، علقت وكالة الأمم المتحدة عملياتها في المخيم”.

وفي تغريدة أخرى، دعت مديرة الأونروا في لبنان دوروثي كلاوس جميع الأطراف المسلحة إلى ضمان سلامة المدنيين واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة.

ليلة الأحد، أعلنت الفصائل المتنافسة في بيان مشترك عن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه خلال اجتماع بوساطة حركة أمل الشيعية اللبنانية وحزب الله، اللذين يتمتعان بنفوذ كبير في جنوب لبنان، ولكن بحلول صباح يوم الاثنين، عاد القتال إلى شوارع عين الحلوة، وكان المدنيون الفلسطينيون من المخيم لا يزالون يفرون من العنف باتجاه المدينة. 

ومخيم عين الحلوة هو مسرح لأعمال عنف منتظمة بين أعضاء فتح والناشطين، وتصاعدت التوترات أكثر بعد تدفق اللاجئين من سوريا المجاورة، وقد ظهرت عدة فصائل جديدة معارضة للنظام السوري وحزب الله داخل المخيم، مما تسبب في احتكاك مع الجماعات الفلسطينية الأخرى.

ويأوي المخيم، وهو الأكبر في لبنان، حوالي 55,000 لاجئ وفقا للأمم المتحدة، ويضم هذا البلد المتوسطي الصغير أكثر من 489,292 لاجئا فلسطينيا، يعيش 45٪ منهم في 12 مخيما أقيمت في البلاد في أعقاب النكبة الفلسطينية عام 1948، وفقا للأونروا، وقد استنكرت الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية مرارا وتكرارا الظروف السيئة داخل هذه المخيمات.

وبموجب اتفاق القاهرة الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية ووفد لبناني في عام 1969، لا يتمتع الجيش اللبناني بأي سلطة داخل المخيمات الفلسطينية، وتتولى الأمن داخل المخيم لجنة مشتركة تمثل جميع الفصائل الفلسطينية.

لطالما كان الاتفاق مصدر انتقاد بين اللبنانيين، بحجة أن هذه الظروف أدت إلى انتشار الأسلحة الثقيلة داخل المخيمات التي أصبحت مرتعا للتطرف وزيادة التشدد.

وجاء تصاعد العنف بين الفلسطينيين في المخيم في الوقت الذي كان فيه القادة السياسيون الفلسطينيون يجتمعون في مصر خلال عطلة نهاية الأسبوع لتشكيل لجنة للمصالحة الفلسطينية، في محاولة أخرى لإنهاء الخلاف المستمر منذ 17 عاما بين فتح وحماس.

التقى الرئيس محمود عباس وزعيم حماس إسماعيل هنية لإجراء محادثات نادرة وجها لوجه في مدينة العلمين الساحلية إلى جانب ممثلين عن معظم الفصائل السياسية الفلسطينية، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

 

https://www.al-monitor.com/originals/2023/07/whats-behind-palestinian-violence-lebanons-ain-al-hilweh-refugee-camp