صحيفة لبنانية تتحدث عن استمرار الخلافات بين السيسي وابن سلمان

- ‎فيأخبار

أكدت صحيفة الأخبار اللبنانية أن الإعلامي عماد الدين أديب، المقرب من العائلة المالكة السعودية، ويقيم بالإمارات، نقل رسائل ترغب الرياض في نقلها للقاهرة من خلال مقاله عبر أحد المواقع الإلكترونية المجهولة، في خطوة عكست وصول الأزمة بين الرياض والقاهرة إلى ذروتها حاليا.

وأشارت إلى أن مقال أديب تزامن وتراجع قنوات الاتصال وغياب التنسيق في العديد من الملفات، وتجاهل الرياض دعوة القاهرة إلى المشاركة في العديد من اللقاءات، سواء على مستوى وزارة الخارجية أو الاستخبارات.

وقالت: إن "ما نقله أديب عن انتهاء منطق المال السياسي بالنسبة إلى العواصم الخليجية ليس جديدا، لكنه موجه بالأساس إلى السيسي الذي لا يزال يأمل بمساعدات مالية خليجية من دون مقابل، وهو أمر رفضته السعودية والإمارات بشكل غير مباشر عدة مرات". 

وتزامن الرفض مع تعثر صفقات استحواذ دول خليجية على شركات حكومية مصرية، ضمن برنامج الطروحات الحكومية المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي، بسبب تراجع سعر صرف الجنيه وغياب آليات التقييم العادل.

وإلى جوار هذا الرأي، يرى بعض المراقبين أن صحيفة الأخبار اللبنانية ذراع مخابراتي مصري أو منفذ لتسريب ما يصعب نشره بصحف مصرية، معتبرينها حيلة يستخدمها الحكام لتوجيه رسائل أو أجهزتهم للمعارضة.

وزعمت الأخبار اللبنانية أن محاولات الضغط المصري سياسيا في الأسابيع الماضية، وخاصة خلال فترة ذروة انهيار الجنيه في السوق الموازية نتيجة نقص العملة الصعبة، لم تسفر بالحصول على مساعدات سعودية، عن نتائج، مع تأكيدات الرياض أن المساعدات التي ستقدم للدول، بشكل استثنائي، ستكون مرتبطة بالجانب الإنساني، وليس بالجانب الاقتصادي الذي يدعم أنظمة أو حكومات، حسب الصحيفة.

ونقلت عن مصادر أن السعوديين انتقدوا غياب الشفافية والتقييم العادل للشركات المعروضة للبيع، فضلا عن معوقات الاستثمار المباشر، بما يجعل من الصعب للغاية التعامل مع الطروحات الحكومية للاستثمار من قبل المملكة خاصة في ظل رغبة صندوق الاستثمارات السعودي في البحث عن عوائد على المدى المتوسط، وليس تعويض خسارة لأسباب سياسية، وهو أمر لم يعد مقبولا في الجانب الاقتصادي.

 

رسائل سعودية واضحة

وأضافت المصادر أن الرسائل السعودية واضحة لا تقبل التأويل، فلا تدخل سياسيا في الاقتصاد المصري مهما تصاعدت الأزمة، والرياض ليست ملزمة بتصحيح أخطاء القاهرة الاقتصادية، بعد الدعم الكبير الذي قدّمته للنظام المصري لسنوات، حين ضخت مليارات الدولارات لأجل دعمه.

وقالت الصحيفة المقربة من حزب الله اللبناني الأقرب للقاهرة من الرياض: "بناء على ذلك يبقى السبيل الوحيد المتاح للدعم، هو ودائع مقابل فائدة، في البنك المركزي المصري، أو تنفيذ صفقات استحواذ بأسعار يراها الخليجيون عادلة وبمراجعات مالية يريدونها شفافة وملائمة بشكل كاف من دون غموض".

وحسب الصحيفة وصلت رسائل عماد أديب بشكل سريع إلى النظام المصري، وجاء الرد عليها من خلال عدة شخصيات مصرية محسوبة على النظام.

وفي مقدمة هذه الشخصيات الإعلامي أحمد الطاهري، رئيس قطاع الأخبار في الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المملوكة للمخابرات بشكل كامل، الذي أكد أن العلاقات بين البلدين جيدة، وأن مصر ليست دولة فقيرة لتتسوّل الأموال سواء من الخليج أو غيره.

حديث الطاهري الذي تناول انتقادات لآراء أديب، المحتضن من الرياض منذ سنوات، والذي جرت تسوية وضعه القانوني في مصر بعد مشكلات عدة بناء على تدخلات سعودية في فترات سابقة، ركز على عدم صحة ما يردّده أديب في ظل العلاقات والمصالح الاستراتيجية التي تركز على استقرارالبلدين.

وتمر العلاقات المصرية السعودية حاليا بفترة هدوء نسبي بعد توتر مكتوم، على خلفية ملف التدهور الاقتصادي المصري ورفض السعودية الاستمرار في سياسة منح المساعدات والمنح، وتحولها إلى سياسة الاستثمار والاستحواذ على الأصول والشركات.

 

رأى على هامش التحليل
ويرى مراقبون أن الخلافات بين القاهرة والرياض ظهرت الى العلن عبر رسائل إعلامية متبادلة. 

الرسالة الأخيرة كانت من الرياض للقاهرة عبر الاعلامي الكبير الأستاذ عماد الدين أديب، بعد 6 أشهر من رسالة القاهرة للرياض عبر رئيس تحرير الجمهورية الأحمق والتي تضمنت عبارات سب وقذف ضد السعودية ودول الخليج.

وفي مطلع فبراير من العام 2023 الجاري عندما قام رئيس تحرير جريدة الجمهورية بكتابة مقال بعنوان: "الأشجار المثمرة.. وحجارة اللئام والأندال”، استهله الكاتب بالإشادة بالجيش المصري، مؤكدا أنه عصب الوجود ليس لمصر فحسب، بل لكافة دول الأمة العربية.

ونال المقال بقسوة من دول الخليج في تلميح أقرب إلى التصريح حين قال : "لا يجب على الحفاة العراة الذين ارتدوا أفخر الثياب مؤخرا التطاول على مصر زينة وأم الدنيا".

الصحفي أحمد حسن الشرقاوي سبق وزامل عماد الدين أديب وعنه قال: "بين طيات المقال رسالة مفادها أن قادة الخليج لا السعودية فقط، رفعوا أيديهم عن السيسي، وأوقفوا الدعم السخي الذي اعتادوا تقديمه للنظام المصري منذ العام 2013، نظرا لعدم قدرة النظام على إدارة الدولة وحل أزماتها طيلة هذه السنوات".

وأضاف أن مقال أديب شدد على التوصل لما وصفه بـ" فهم عميق غير قابل للالتباس" لقواعد التعامل الثنائي مع دول الخليج عامة، والسعودية على وجه الخصوص.

ولفت إلى أنه في السنوات الأخيرة حاولت واشنطن وباريس، تليين مواقف دول الخليج وإقناعها بتقديم مساعدات أو دعم استثمارات من قبيل الدعم السياسي، فجاءت الإجابة واضحة قاطعة، وبالذات في ما يتصل بدعم الاقتصاد اللبناني المنهار: "عصر الدعم كمبدأ انتهى وحل محله مبدأ الاستثمار المنتج المبني على قواعد من المصالح والمنافع الاقتصادية".

 

لا "جبر خواطر"

وضمن مقاله الذي أثار موجة جدل قال عماد الدين أديب، إن "دول الخليج العربي تعلمت الدرس، فهي تقوم بتمويل مشروعات إنسانية لها احتياجات شعبية، وتقوم بالمتابعة والمراقبة لعمليات التنفيذ بدءا من دراسة الجدوى إلى التنفيذ ثمّ المشتريات والتأكد من الجودة وتسليم المشروع".

وتابع، "هذا الكلام أكده مصدر خليجي بالقول للأستاذ عماد أديب : “انتهى عصر “cash in hands”، أي إعطاء مال نقدي سائل نضعه في أيدي المسؤولين في تلك الدول، مشددا على أن هناك حالتين فقط للتمويل، الأولى المشروعات الإنسانية، والثانية مشروعات البزنس".

وقال: إن "مصدرا اقتصاديا خليجيا، لم يكشف عن هويته، أكد له أنه لم تعد هناك حالة جبر خواطر في عمليات البزنس الخليجية، بل أصبح السؤال الأساسي هو، هل هذا استثمار فاشل أم ناجح؟ مشروع مربح أم خاسر؟ أرقام وبيانات صحيحة أم أرقام وبيانات يتم التلاعب بها؟ ".

وأضاف "هذه هي المعايير التي تتبعها عواصم الخليج الآن في البزنس من صنعاء إلى كراتشي، ومن أمستردام إلى واشنطن ومن دلهي إلى بكين”، وفقا لمصدر عماد الدين أديب.