“رايتس ووتش”: السعودية قتلت مئات المهاجرين الإثيوبيين على الحدود مع اليمن

- ‎فيعربي ودولي

اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش القوات السعودية بقتل مئات الإثيوبيين على طول الحدود مع اليمن في نمط واسع النطاق ومنهجي من الهجمات قد يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية، بحسب ما أفاد موقع "ميدل إيست آي".

وقالت المنظمة، في تقرير صدر في وقت مبكر يوم الاثنين: إن "حرس الحدود السعوديين أطلقوا النار على أشخاص حاولوا عبور الحدود من مسافة قريبة، وفي بعض الحالات سألهم عن أطرافهم التي يفضلون إطلاق النار عليهم".

ووصف الأشخاص الذين حاولوا القيام بالرحلة رؤية جثث النساء والرجال والأطفال متناثرة عبر المناظر الطبيعية الجبلية مصابة بجروح خطيرة، وماتت بالفعل وقطعت أوصالها، وفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش.

يستند التقرير المكون من 73 صفحة، والذي يستند إلى مقابلات الشهود وتحليل الصور ومقاطع الفيديو وصور الأقمار الصناعية التي تعود إلى عام 2021، إلى مجموعة متزايدة من الأدلة على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان على طول الحدود السعودية اليمنية.

وفي الأسبوع الماضي، ذكر موقع ميدل إيست آي أن اليمنيين كانوا يتحدون الرصاص والأسلحة المتفجرة على الحدود السعودية سعيا وراء العمل في المملكة.

ويشهد اليمن، أفقر بلد في العالم العربي، صراعا منذ عام 2014 بين المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على معظم الشمال والفصائل اليمنية في الجنوب التي تدعمها السعودية والإمارات.

ونقل تقرير يوم الاثنين عن حمدية، وهي فتاة تبلغ من العمر 14 عاما، قولها: "رأيت أشخاصا يقتلون بطريقة لم أتخيلها أبدا، رأيت 30 شخصا يقتلون على الفور".

بعد القتل الجماعي ، ورد أنها ألقت بنفسها تحت صخرة ونامت، قالت: "كنت أشعر بالناس ينامون حولي، أدركت أن ما اعتقدت أن الناس ينامون حولي كانوا في الواقع جثثا".

وفي الشهر الماضي، قال مركز الهجرة المختلطة: إن "العمال المهاجرين الإثيوبيين يتعرضون للقتل بشكل مباشر ومتعمد على أيدي مسؤولي الأمن السعوديين على أساس يومي".

وقال برام فروس، مدير المركز، لموقع "ميدل إيست آي" إن الوضع مستمر وحرج.

وأضاف: "الاعتداء الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب، منتشر على نطاق واسع".

وأوضح "هناك عنف جسدي وتعذيب واحتجاز تعسفي ، جميع الشهود يتحدثون عن إطلاق النار عليهم ، حيث يموت الناس من حولهم على الحدود الشمالية بين المملكة العربية السعودية واليمن".

ووفقا لمركز الهجرة المختلطة ، لم يتم فتح تحقيقات فعالة في عمليات القتل أو الانتهاكات حتى الآن.

وقال فروس: إن "إجراء تحقيق رسمي ومستقل هو بالضبط ما نحتاجه، هذه تقارير مقلقة وخطيرة للغاية، هناك حاجة إلى تحقيق للوصول إلى حقيقة هذا الأمر ومحاسبة الجناة، نحن مدينون بذلك للضحايا".

وقد سبق للمملكة العربية السعودية أن ردت على مزاعم مركز الهجرة المختلطة، من خلال بعثتها الدائمة في جنيف، بدحضها والقول بإنها لم تجد أي دليل يدل على انتهاكات صارخة للحق في الحياة.

وقالت هيومن رايتس ووتش: إنها "اتصلت بالعديد من الهيئات السعودية الرسمية بشأن تقريرها، بما في ذلك وزارة الدفاع".

نقطة العبور

في إحدى الحوادث المزعومة، قال من أجريت معهم المقابلات: إن "حرس الحدود السعوديين أطلقوا أسلحة متفجرة على مجموعة من الأشخاص الذين كانوا يستعدون لدخول اليمن بعد إطلاق سراحهم للتو من الاحتجاز السعودي".

وقالت منيرة، وهي ناجية تبلغ من العمر 20 عاما: إن "ذلك حدث بعد وضع المجموعة في حافلة صغيرة متجهة عائدة إلى الحدود".

وأضافت "عندما أطلقوا سراحنا، خلقوا نوعا من الفوضى، صرخوا علينا للخروج من السيارة والابتعاد".

وأوضحت "عندما كنا على بعد 1 كم، كان بإمكان حرس الحدود رؤيتنا، كنا نستريح معا بعد الجري كثيرا، وذلك عندما أطلقوا قذائف الهاون على مجموعتنا مباشرة علينا".

وتابعت: "كان هناك 20 في مجموعتنا ونجا 10 فقط، أصابت بعض قذائف الهاون الصخور ثم أصابتنا شظايا الصخرة، يبدو السلاح وكأنه قاذفة صواريخ ، وكان به ستة أفواه، وستة ثقوب من حيث يطلقون النار وتم إطلاقه من مؤخرة مركبة ، يطلق عدة مرات في نفس الوقت، أطلقوا النار علينا كالمطر".

وبحسب ما ورد وقعت عمليات القتل والهجمات على الطريق بين الجوف وصعدة في اليمن، وهي منطقة يسيطر عليها الحوثيون، كما وقعت هجمات في محافظة جيزان في المملكة العربية السعودية.

وأصبحت الحدود نقطة عبور رئيسية للأشخاص بين القرن الأفريقي والمملكة العربية السعودية، وخاصة من إثيوبيا.

ويعتمد العديد من اللاجئين والمهاجرين على شبكات من المتاجرين لمساعدتهم على السفر على طول الطريق، مما يجعلهم عرضة للعنف.

وقالت هيومن رايتس ووتش: إنه "في حين أن الهجمات على الإثيوبيين على طول الحدود ليست جديدة، فإن أعمال العنف الأخيرة يبدو أنها تصعيد متعمد في كل من عدد وطريقة عمليات القتل المستهدف".

وفي أكتوبر، سلط العديد من المقررين الخاصين للأمم المتحدة الضوء على عمليات القتل في رسالة، ووصفوا فيها الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ضد المهاجرين.

وتشير البيانات التي جمعتها الأمم المتحدة إلى أن 30 في المائة من الضحايا كانوا من النساء وأن سبعة في المائة كانوا من الأطفال.

وذكرت الرسالة أيضا أن بعض الانتهاكات شملت التعذيب والاحتجاز التعسفي والإتجار والاعتداء الجنسي.

وقالت نادية هاردمان، المؤلفة الرئيسية لتقرير هيومن رايتس ووتش: إن "المسؤولين السعوديين يقتلون مئات المهاجرين وطالبي اللجوء في هذه المنطقة الحدودية النائية بعيدا عن أنظار بقية العالم".

وأضاف هاردمان: "كان حرس الحدود السعوديون يعلمون أو كان ينبغي أن يعرفوا أنهم يطلقون النار على مدنيين عزل".

 

https://www.middleeasteye.net/news/saudi-arabia-yemen-ethiopia-guards-killed-hundreds-border-report