زعم قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي أن معدل المواليد المرتفع في مصر وعدد سكانها، وهو الأكبر في العالم العربي، أنه أكبر عقبة أمام الازدهار الاقتصادي للبلاد، بحسب ما أفاد موقع "ناشيونال".
وحذر السيسي، الذي تحدث يوم الثلاثاء خلال إطلاق المؤتمر العالمي الأول للسكان والصحة والتنمية (PHDC'23) في العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، من أن موارد مصر ليست كافية للتعامل مع سكان يبلغ عددهم 105 ملايين نسمة، بالإضافة إلى ضيوف يبلغ عددهم 9 ملايين نسمة.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتحجج فيها السيسي بالنمو السكاني في البلاد كواحد من أكثر العقبات تحديا التي تواجه مصر، وهي قضية تم إلقاء اللوم عليها مرارا وتكرارا في المشاكل الاقتصادية للبلاد، والتي تعود إلى عهد الرئيس السابق جمال عبد الناصر.
وخلال الخطاب، ركز السيسي، الذي من المتوقع إلى حد كبير أن يسعى لولاية ثالثة في منصبه خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، على قطاعي التعليم والرعاية الصحية، وألقى باللوم في حالتهما السيئة على نقص موارد البلاد لتطويرهما، بسبب معدل النمو السكاني الكبير.
وتعرض السيسي وحكومته لانتقادات متكررة لإنفاقهم المزيد على مشاريع البناء الكبيرة، وعدم إنفاقهم بشكل كاف على قطاع التعليم والرعاية الصحية.
وعبر وزير الصحة بحكومة السيسي خالد عبد الغفار عن رأي السيسي في كلمته الافتتاحية للمؤتمر.
وتابع عبد الغفار قائلا: إنها "أكبر عقبة أمام النمو الاقتصادي لأنها تلتهم جميع نتائج جهود التنمية في البلاد والتي بدورها تؤثر على جودة الخدمات المقدمة للسكان وبالتالي على نوعية حياتهم، والنتيجة الرئيسية لوجود عدد كبير من السكان هي عدم وجود توازن بين النمو السكاني والنمو الاقتصادي.
وأضاف عبد الغفار أن معدل النمو السكاني المرتفع يجعل السيطرة على الفقر ومكافحة الجوع وسوء التغذية، وتوفير التعليم والرعاية الصحية الكافية أمرا صعبا للغاية بالنسبة للدولة.
وفي وقت سابق من هذا العام، قال وزير الإسكان بحكومة السيسي، عاصم الجزار: إن "مصر بحاجة إلى بناء 600 ألف منزل كل عام لمواكبة النمو السكاني، أنفقت حكومة السيسي حوالي 1.1 تريليون جنيه مصري (حوالي 56 مليار دولار) على مشاريع الإسكان على مدى السنوات العشر الماضية".
وخلال خطابه، حاول السيسي إبعاد بعض اللوم الموجه إلى حكومته، والدفاع عن قرارها ببناء العاصمة الإدارية الجديدة، ووصف المشروع الذي لا يزال قيد الإنشاء ، بالإضافة إلى 24 مدينة كبرى أخرى خلال فترتي ولايته ، كجزء من خطة أكبر لاستيعاب السكان المتزايدين والخروج من منطقة دلتا النيل حيث يعيش معظم سكان البلاد حاليا.
كان مشروع العاصمة الإدارية الجديدة مشروعا مثيرا للجدل إلى حد كبير منذ الإعلان عنه في عام 2015 وفي حين قال السيسي وحكومته مرارا: إنه "مشروع أساسي من شأنه أن يحشد إيرادات الدولة، فقد وصفه منتقدوه بأنه غير ضروري ومضيعة لأموال الدولة الأساسية التي يمكن إنفاقها على مسائل أكثر إلحاحا".
وقال المنقلب: "قد يقول البعض إن التحدي الذي يواجه مصر عندما يتعلق الأمر بالنمو السكاني من المستحيل التغلب عليه، لكنني أعتقد أنه في حين أنه قد يكون صعبا، إلا أنه من الممكن مواجهته".
وأضاف السيسي: "كل قطاع في البلاد، سواء كان التعليم أو الصحة أو الزراعة أو موارد المياه أو الكهرباء، شهد جهودا من جانب الحكومة تتجاوز بكثير إمكانياتنا".
https://www.thenationalnews.com/mena/egypt/2023/09/05/overpopulation-egypts-biggest-obstacle-for-economic-prosperity-says-el-sisi/
            
                