رأي الباحث الليبي السنوسي بسيكري مدير المركز الليبي للبحوث والتنمية أن مصر لا تحتاج في هذه المرحلة أن ترسل قوات للتمركز في الشرق الليبي، فالجيش الذي يقوده خليفة حفتر يتحكم في مقاليد الأمور هناك ولا يزال على وفاق مع القاهرة برغم التوتر الذي يلقي بظلاله بين الفينة والأخرى.
وأشار في مقال له نشره بسكيري عبر موقع (عربي 21) أن “دخول قوات مصرية وتموقعها في مناطق نفوذ حفتر، سيكون مؤشرا على اختلال العلاقة مع الأخير وأبنائه”.
وأضاف أنه “مع التسليم بأن القاهرة غير راضية، بل ربما رافضة للتوجه الذي تبناه أبناء حفتر بإقالة عقيلة صالح من منصبه كرئيس لمجلس النواب، إلا أن النظام المصري قادر على احتواء الأزمة دون الحاجة إلى تصعيد يأخذ الشكل العسكري”.
تدافع محموم
وشدد الباحث الليبي أن فرضية تحول دور الجيش المصري من عمليات إغاثة إلى خطة تموقع ووجود عسكري في شرق ليبيا، تعني أن تطورات على المستويين السياسي والأمني في البلاد، تتورط فيها مكونات محلية وتدعمها أطراف خارجية، باتت راجحة، وأن البلاد مقبلة على مرحلة حرجة وتدافع محموم.
وتابع أنه “من مؤشرات ذلك وأدواته أن تتجه كارثة السيول إلى مزيد من التأزيم والتصعيد لتكون غطاء لتلك التطورات، وهو سيناريو محتمل غير أنه من المبكر الجزم بإمكان وقوعه، والأسابيع والأشهر المقبلة ستكشف عن صحة هذه الفرضيات من عدمها.
وجود مقابل الأتراك
واستعرض الكاتب آراء بعض المراقبين من أن المنطق السياسي ونظريات العلوم السياسية تعطي مسوغا للنظام المصري لاستغلال الوضع الراهن في ليبيا لفرض معادلة توازن على الأرض بوجود عسكري مصري شرق البلاد يكافئ الوجود العسكري التركي في غربها، وإذا تتبعنا وسائل الإعلام المصرية التي تعبر عن موقف قصر الاتحادية وتروج لخياراته السياسية نجد أن الخطاب ينزع منزعا سلبيا قد يفهم منه دعم فرضية التمركز المصري في الشرق الليبي.
وافترض أنه “ومع القبول بالافتراض القائل بأن القاهرة تنظر لليبيا وللشرق الليبي كمنطقة نفوذ ينبغي أن لا تكون محل نزاع مع أي طرف خارجي، وهذا ما يفهم من إعلان عبدالفتاح السيسي أن مدينة سرت، وسط البلاد، خط أحمر وذلك بعد دحر قوات بركان الغضب مدعومة من تركيا جيش حفتر المدعوم من أطراف خارجية عدة من بينها مصر إلى مشارف سرت العام 2020، إلا أنه ليس فيما استند إليه المتخوفون من دخول القوات المصرية في شرق البلاد عقب كارثة الإعصار والسيول أدلة قوية تدعم قلقهم.”.
ووجد الكاتب تفسيرا لدى البعض لتبرير وجود الجيش المصري في عمليات الدعم والإغاثة عند حلول الكوارث والأزمات في دول الجوار أو المناطق التي تربطها بمصر روابط خاصة أو مصالح مشتركة، قائلا: “الجيش هو من أشرف على تقديم الدعم لمنكوبي الزلزال في المغرب، وقبلها الدعم الذي قدم لضحايا زلزال سوريا وتركيا.”.
واعتبر أن أعداد القوات المصرية الموجودة شرق ليبيا مسها بعض المبالغات “كالقول بأن عدد عناصر الجيش المصري الذين دخلوا البلاد نحو 6 ألاف مجند، وأنهم كانوا مصحوبين بأسلحة ثقيلة، وأنهم شرعوا في توطين هذه القوات في معسكرات في الشرق، فهذا ما لم يتم التحقق منه، ولا تدعمه المشاهد التي نقلت دخول عناصر الجيش مستخدمين سيارات نقل، وليس دبابات أو مدفعية وما في حكمها” بحسب رأيه.
