ستيفن كوك: السيسي يستحضر إرث أكتوبر بغياب الرؤية والتاريخ والضعف السياسي

- ‎فيأخبار

انتقد الباحث ستيفن كوك زميل مجلس العلاقات الخارجية بالولايات المتحدة استحضار عبدالفتاح السيسي لإرث حرب أكتوبر الذي تلاشى بظله.
وقال في تقرير له نشره عبر موقع المجلس: إنه “في الوقت الذي تواجه فيه مصر أزمة اقتصادية متصاعدة تركت البلاد مثقلة بالديون، يواجه المصريون مستويات قياسية من التضخم، لا يستطيع السيسي استحضار حرب أكتوبر للمساعدة في الحفاظ على حكمه”.
واعتبر أن استحضاره أكتوبر في مناسبة الدعاية لاستمراره سياسيا بمنصبه نقصة ضعف وقال: إن “ذلك قد لا يكون نقطة ضعف قاتلة أمام استمرار قيادته، إلا أن السيسي محروم من تاريخ شخصي مجيد ورؤية إيجابية للمستقبل”، بحسب كوك، مشيرا إلى أن نتائج الانتخابات الرئاسية
، المقرر إجراؤها في ديسمبر المقبل، ليست موضع شك، لكن غياب التاريخ والرؤية يساهم في ضعفه السياسي، بحسب ما ذكر كوك.

وانتقد “كوك” السيسي مجددا وهو يرمز إلى ضآلة حجمة مقارنة بابطال أكتوبر وقال: إن “عبور الجيش المصري لقناة السويس يظل علامة مهمة في تاريخ مصر الحديث، لكن عبد الفتاح السيسي، الذي كان قائدا عسكريا قبل تولي السلطة في انقلاب عسكري عام 2013 على أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر (محمد مرسي)، يبعد جيلين عن عمر الضباط الذين أنجزوا العبور”.

الذكرى المتلاشية
وأشار ستيفن كوك إلى أنه مع مرور الوقت ووفاة العديد من قادة الجيش المصري، كانت العوائد السياسية للدور في حرب أكتوبر آخذة في التضاؤل، إذ لم يتمكن مبارك من استحضار هذا التاريخ المجيد لتثبيت حكمه في عام 2011، عندما انتفض المصريون ضده، وأجبروا الجيش على خلعه من السلطة.
مستدعيا تاريخ مبارك وأكتوبر الذي لطالما وظف مبارك وحكومته وحزبه الوطني الديمقراطي أكتوبر دعائيا، وربطوا بين الرئيس والنصر العسكري الذي حققته مصر، وجرى تصويره على أنه اليد الثابتة التي ستوجه عبور مصر إلى المستقبل.
وأضاف أن مبارك سعى إلى عدم تسييس مصر من خلال التركيز على الاستقرار من أجل التنمية، ولكنه اعتمد على دوره في الحرب كقائد للقوات الجوية خلال حرب أكتوبر 1973، باعتباره أحد ركائز شرعيته.

تأثير الحرب على جانبين
وعلى سبيل المقارنة ربط الكاتب بين ذكرى حرب أكتوبر وتأثيرها على الجانبين المتحاربين، فقال: إن “الدولة العبرية خضعت لحساب سياسي لأن رئيس الوزراء ووزير الدفاع وقادة الجيش استهانوا بالتهديد المصري، ما أدى إلى استقالة رئيسة الوزراء، جولدا مائير، في الربيع التالي للحرب وسقوط حكومتها”.
أما في مصر، فقد كان للحرب تأثير معاكس، بحسب كوك، إذ وصل الرئيس، أنور السادات، إلى السلطة عام 1970 بعد وفاة سلفه، جمال عبد الناصر، ووجد نفسه على الفور في صراع سياسي مع أنصار عبد الناصر الذين ظلوا في مناصب مؤثرة داخل القوات المسلحة والحزب السياسي الوحيد في مصر، الاتحاد الاشتراكي العربي.
وتفوق السادات على مراكز القوة هذه في عام 1971، لكنه اضطر إلى مواجهة تحديات سياسية أخرى، ففي أوائل عام 1972، نظم طلاب الجامعات في القاهرة والإسكندرية وأسيوط والمنصورة احتجاجات كبيرة ضد الرئيس المصري، ويرجع ذلك إلى تردده الواضح في شن حرب ضد إسرائيل، التي كانت بحلول هذا الوقت متحكمة بقوة في الضفة الشرقية لقناة السويس.
وعندما اندلعت الحرب في العام التالي، ومع النجاح المذهل الذي حققه التوغل المصري الأولي في سيناء وعجز إسرائيل عن دفع القوات المصرية إلى الجانب الغربي من القناة، تمكن السادات أخيرًا من تعزيز سلطته، وبعد ذلك تولى زمام الأمور.
وعن تأثير السياسات الداخلية التي لم تنظر إلى حرب أكتوبر كما حدث بعدها مع المخلوع مبارك قال “كوك”: “معارضة السادات اشتعلت في يناير 1977، بمظاهرات تحتج على خطة صندوق النقد الدولي، بتقليص دعم المواد الغذائية، ثم عادت إلى الظهور في صيف عام 1981، عندما انخرط السادات في حملة قمع جماعية لخصومه”.

https://www.cfr.org/in-brief/october-war-legacy-fades-troubled-modern-egypt